بين الخاسرين الكبار في عملية فض الاعتصامين د محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية الذي لا يختلف احد علي دوره المهم في التبشير بثورة25 يناير ونجاحه في توجيه الشباب المصري لهدف استعادة الثورة بعد ان سقطت في ايدي جماعة الاخوان المسلمين,. لكن البرادعي فاجأ الجميع بعد بدء عملية فض الاعتصامين باستقالته من منصبه كنائب لان الدولة التي أصبح جزءا منها استخدمت القوة في فض الاعتصامين رغم وجود وسائل أخري!, وما ادهش المصريين في استقالة البرادعي انها جاءت بعد فض اعتصام النهضة الذي كان ضحيته الوحيدة ملازما شابا واثنين من المجندين, وقبل فض اعتصام رابعة الذي تم بكلفة بشرية غير عالية قياسا علي حجم الحشود التي تجاوزت20 ألفا, خاصة ان الشرطة لم تستخدم سوي قنابل الغاز ومدافع المياه, وان المعتصمين هم الذين بادروا بإطلاق الرصاص علي الشرطة ليسقط في اللحظة الاولي أربعة ضباط مرة واحدة.
ومع الاسف لا يعرف أحد طبيعة الوسائل السلمية الاخري التي كان يمكن ان تفض الاعتصامين دون اراقة نقطة دم واحدة, بعد ما فشلت كل الوساطات الدولية والمحلية ومع ذلك يبقي السؤال لماذا لم يقم البرادعي بمحاولة ترتيب هذا الحل علي ارض الواقع مادام سوف يوفر اهدار نقطة دم واحدة ؟!, ولماذا عزف عن الذهاب الي قيادات جماعات الاخوان كي يقنعهم بهذا الحل السحري ؟!,.
ولماذا لم يعلن علي المصريين طبيعة هذا الحل مكتفيا بإعلان عدد من الشروط التي تستوجبها المصالحة الوطنية, وضع علي رأسها ضرورة التزام الدولة بتطبيق القانون علي الجميع, فلماذا نكص د البرادعي عن هذه المبادئ ليطلب بعد ذلك عفوا غير مشروط لجميع قادة الجماعة, وهو الذي اعلن قبل ذلك ان افعال الجماعة تدفع الشعب المصري الي المطالبة بسحقها, لا أريد ان اذهب الي حد القول بأن سياسات البرادعي تتماهي مع موقف الامريكيين كما يعتقد كثير من المصريين, يرون( ولست معهم) ان قرار البرادعي جاء بمثابة طعنة لنضال هذا الشعب تلبية لمطالب امريكية!, لانني افضل تفسير تلاميذه في حزب الدستور الذين اعلنوا ان استقالة البرادعي هي نوع من التخلي عن المسئولية والهرب من الميدان.