أكد السفير د. السيد أمين شلبي المدير التنفيذى للمجلس المصري للشؤون الخارجية أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية.. مطالبًا الرئيس المصري عدلي منصور بحل هذه الجماعة، واعتبارها جماعة إرهابية على أن تعود محظورة مرة أخرى مثلما كانت في الماضي بعد أن ثبت للجميع مقدار الخراب والتدمير الذي تريده لمصر. وقال في حواره مع «المدينة» إن قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تم في إطار القانون.. مشيرًا إلى أن هذه الاعتصامات دامت نحو ستة أسابيع، وأي حكومة مسؤولة كان لا يمكن أن تتسامح وتتحمّل بقاءها أكثر من ذلك. واتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتركيا، وفرنسا، والدانمارك، وألمانيا، وكل الدول التي ترفض فض الاعتصامين بأنهم أساءوا تقدير الموقف، ولديهم معلومات مغلوطة، قائلاً «إن أمريكا عندما حدث بها ربع الاعتصام الذي حدث في رابعة قامت بفضه بالقوة على الفور، ولم يحاسبها أحد. وفيما يلى نص الحوار: * كيف تنظر إلى قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة؟ ** هو قرار صائب تمامًا، فهذه الاعتصامات استمرت قرابة ستة أسابيع، ولا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تتسامح وتتحمّل مثل هذه الاعتصامات أكثر من ذلك، خاصة أنها لم تكن مظاهرات سلمية -كما يحاولون إثبات ذلك- فمَن يقل إن هذه الاعتصامات كانت سلمية يكن غير موضوعي، وغير سليم، حيث كانت اعتصامات مسلحة تمارس فيها كل أنواع التحريض والأحاديث التي تحرّض على استخدام العنف والدم، فضلاً عمّا تسببه هذه الاعتصامات للمناطق المحيطة من تخريب وإزعاج لأهالي المنطقة، لذلك فإن أي حكومة مسؤولة لا يمكن إلاّ أن تعمل على تصفية هذه الاعتصامات. * هل ترى أن جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة عن دفع الحكومة للتعامل معها بعد إصرارها على رفض كل المبادرات للحوار، وفض الاعتصامين بطريقة سلمية؟ ** بالطبع.. فقرار الحكومة المصرية بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة جاء بعد فترة طويلة من المبادرات والدعوات لفض الاعتصامات بطريقة سلمية، ولكنها جميعها قوبلت بالعنف والرفض الكامل من قِبل جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها. *هناك اتهامات كثيرة وجهت إلى الشرطة المصرية بأنها أفرطت باستخدام العنف، وإهدار الدم، فكيف تنظر إلى طريقة تعامل الشرطة المصرية مع الأمر؟ ** بالعكس.. الشرطة المصرية استخدمت كل الوسائل السلمية، وأساليب ضبط النفس في التعامل مع المعتصمين خلال فض الاعتصام، ولكن للأسف كان يقابلها العنف واستخدام الأسلحة والرصاص الحي الذي شاهدناه جميعًا. * هناك رفض دولي لفض الاعتصام، فكيف تنظر إلى هذه المواقف الدولية تجاه مصر؟ ** من المؤكد أن كل هذه المواقف جاءت نتيجة سوء تقدير وسوء حساب من هذه الدول للحقائق في مصر، وهذه الدول نفسها بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية لم تقبل أي اعتصامات أو احتجاجات لديها، حيث حدث بها من قبل اعتصام أقل كثيرًا جدًّا ممّا كان في رابعة العدوية، ومع ذلك لم تتركه وتعاملت معه مباشرة. * وكيف ستتعامل الخارجية المصرية مع هذه الدول؟ ** وزارة الخارجية تقوم الآن من خلال سفرائها في جميع دول العالم بتوضيح حقيقة ما يحدث في مصر منذ قيام ثورة 30 يونيو الماضي، والتأكيد على أن ملايين المصريين يرفضون النظام السابق، وأن الجيش المصري استجاب لهم في 30 يونيو واحتضن هذه الموجة الثانية من الثورة، وأن تدخل الجيش جاء استجابة للخروج الكاسح للشعب المصري، كذلك فسوف تواصل الخارجية المصرية دورها في توضيح الحقائق امام العالم، والتأكيد على أنه لم يتم استخدام العنف وتوضيح حقيقة ما حدث خلال تصفية الاعتصام، والتأكيد على أن جماعة الإخوان المسلمين ومعتصميها هم من بدأوا باستخدام العنف، وإطلاق الرصاص الحي على قوات الشرطة المصرية. * ماهى المتطلبات الخاصة لمواجهة الأزمة الراهنة في مصر، ولإقناع العالم بأننا أمام ثورة حقيقية، وأن الجيش المصري ينفذ مطالب الشعب؟ ** من الواضح للجميع أن هناك تعقيدات في العلاقات الدولية، وطبيعة النظام الدولي الجديد، وكذلك تعقيدات الوضع الإقليمي وتداخل قضاياه وهو ما يتطلب جهازًا مؤسسيًّا يتابع ويرصد الأحداث والتطورات الدولية والإقليمية ممثلاً في مجلس الأمن القومي، ويتشكل هذا المجلس من الوزارات والأجهزة المتصلة بالسياسة الخارجية، وكذلك عدد من الخبراء وذوي الخبرة في الشؤون العالمية، ويقدم الأفكار والبدائل والسيناريوهات للتعامل مع هذه التطورات، وإقناع العالم بحقيقة الأحداث التي تجري في مصر، وأن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية وأنها هي من يستخدم السلاح، وليس الشرطة المصرية وأنها تقوم بترويع المواطنين وإرهابهم. * إلى أين تسير العلاقات المصرية الأمريكية من وجهة نظرك؟ ** لابد أن تقوم العلاقات المصرية الأمريكية على أساس من الاحترام المتبادل، ويجب أن يكون التعامل مع مصر على مستوى الندية، والاستماع للصوت المصري خاصة في القضايا الإقليمية. * وما هو برأيك دور منظمات المجتمع المدني في نشر الوعي السياسي في هذه المرحلة الدقيقة لمستقبل البلاد؟ ** سنلاحظ أنه في المجتمعات المتقدمة يكون أساس تقدمها وجود مجتمع مدني حي ومشارك بفاعلية في قضايا المجتمعات السياسية داخليًّا وخارجيًّا ويتوقف نمو وازدهار المجتمع المدني في أي دولة على مدى الديمقراطية وطبيعة النظام السياسي الذي يسود بها وبشكل يسمح، ولا يعوق نمو عمل هذه المجتمعات المدنية وأتصور أنه في ظل الديمقراطية الجديدة في مصر بعد الثورة فإن المجتمع المدني سيكون له مجال أكثر لحرية العمل والمشاركة في عملية البناء الجديد للدولة المصرية وخارجيًّا سوف يشارك المجتمع المدني أيضًا في وضع تصوراته لما ينبغي أن تكون عليه سياسة مصر الخارجية وعلاقتها بالعالم الخارجي، وألا نقتصر فقط على الجانب الرسمي في هذا الشأن. * ماذا لو نفذت جماعة الإخوان تهديدها بنقل اعتصامي رابعة والنهضة اللذين تم فضهما؟ كيف سيتم التعامل مع هذا الموقف؟ ** أعتقد أنه لابد من التعامل بمنتهى الحزم والحسم تجاه أي اعتصامات جديدة، أو بؤر إرهابية جديدة.. ولابد أن تتعامل معها الحكومة والشرطة المصرية بنفس طريقة تعاملها مع اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، فلا يمكن القبول باستمرار الاعتصامات، ووقف الحياة في البلاد إلى هذا الحد ولا يمكن أن نسمح بهذا التخريب والفوضى التي تشيعها اعتصامات جماعة الاخوان المسلمين فى مصر. * وماذا لو تزايدت موجة العنف والتفجيرات والعمليات الإرهابية التي تنفذها جماعة الإخوان المسلمين في سيناء وسائر محافظات مصر؟ ** بالطبع جميعنا نعلم أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية بكل المعايير، ومن يتابع ردود فعل وسلوك الجماعة وأعضائها في كافة المدن المصرية سيتأكد أنها جماعة إرهابية تستخدم الإرهاب في تخريب وتدمير الدولة المصرية، حتى وصل الأمر إلى الهجوم على الكنائس المصرية وإحراقها، بالإضافة إلى ترويع المواطنين الآمنين من جماعة تدّعي أنها تمثل الإسلام، بينما الإسلام بريء تمامًا من هذه الأفعال التي ترتكبها عناصر الإخوان المسلمين. * هناك دعوات ومطالبات للرئيس المصري عدلي منصور بحل جماعة الإخوان المسلمين، واعتبارها جماعة إرهابية فما رأيكم في تلك المطالب؟ ** اؤيدها تمامًا واعتبرها أقل ما يمكن أن توصف به هذه الجماعة، فهذا ليس إلاّ وصف دقيق للسلوك الذي اتبعته ميليشيات هذه الجماعة في كافة مدن وقرى مصر، وهي جماعة إرهابية تمارس الإرهاب والترويع ضد الشعب المصري ومؤسساته، ولابد ان تنفذ هذه المطالب. * ما هى السيناريوهات المستقبلية للأوضاع في مصر؟ وأين المخرج للأزمة من وجهة نظرك؟ ** المخرج الوحيد للأزمة هو تحقيق نوع من الوفاق الوطني بين كل القوى والتيارات السياسية المصرية، والالتفاف حول الأهداف الأساسية والنهائية للثورة والتي ترتكز على بناء مصر الفتية المتقدمة الديمقراطية، وأعتقد أن قانون الأحزاب الجديد رفع كثيرًا من القيود والشروط التي كانت تعجيزية بالنسبة لقيام الأحزاب، ونرجو أن تنشأ أحزاب متماسكة وقائمة علي أسس سليمة من الديمقراطية، والبرامج التي تسهم في مستقبل الحياة السياسية الجديدة في مصر. * فى النهاية ماذا عن الدور الذي يقوم به المجلس المصري للشؤون الخارجية في تصحيح صورة ما يجري في مصر أمام الدول الغربية؟ ** لقد أجرينا حوارًا موسعًا حول تطورات الأوضاع في مصر مع عدد من المراسلين الأجانب المعتمدين، ومراسلى عدد من القنوات الفضائية العربية، وقنوات أوروبية ويابانية، ومراسلى بعض الصحف العربية في القاهرة، وكان الهدف الأساس من هذا اللقاء هو شرح الوضع الراهن في مصر، «حيث أوضحنا أن الحكومة المصرية تتعامل مع حالة العنف والفوضى التي تحاول جماعة الإخوان نشرها بالطرق السلمية. وأكدوا أنه منذ 30 يونيو الذي عبر فيه ملايين المصريون عن رفضهم للنظام السابق ودعوتهم لانتخابات رئاسية مبكرة، وأن الجيش المصري استجاب لهم، واحتضن هذه الموجة الثانية من الثورة، وطالب القوى السياسية خاصة النظام الحاكم بالاستجابة للمطالب الشعبية. كما أكدوا أن تدخل الجيش جاء استجابة للخروج الكاسح للشعب المصري، وإعلانه منذ البداية أنه لن يتدخل في السياسة أو الحكم، وقدم خارطة طريق يتولى فيها السلطة رئيس مدني مؤقت الرئاسة، وتكليف حكومة كفاءات مدنية؛ لتنفيذ خريطة الطريق وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.