اعلنت الرئاسة المصرية حالة الطوارئ في عموم الجمهورية تبدأ من الساعة الرابعة عصر هذا اليوم ولمدة شهر. وكلف الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قوات الجيش بمعاونة وزارة الداخلية بتنفيذ حالة الطوارئ حفاظا للأمن العام وارواح المواطنين نتيجة الحالة الامنية التي تعيشها مصر إثر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة. وسقط المئات من المواطنين المصريين، بين قتيل وجريح، اثر قيام الشرطة المصرية، في الساعات الاولى من صباح اليوم الاربعاء، بمحاولة فض اعتصامي حي النهضة ورابعة العدوية في القاهرة، والذي تنفذه جماعة الاخوان المسلمين وانصار الرئيس المعزول محمد مرسي المطالبين بعودته الى السلطة. وأعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات التي رافقت فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة الى 56 قتيلا، بينهم 5 من عناصر الأمن، اضافة الى أكثر من 500 جريح ، وهذا خلافا لتصريحات أنصار الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين الذين تحدثوا عن سقوط 600قتيل وأكثر من خمسة ألف جريح. وذكرت وكالة "أ.ف.ب" أن مراسلها في القاهرة أكد سقوط 124 قتيلا على الأقل في صفوف المعتصمين. وعقب محاولة فض الاعتصام اندلعت أعمال عنف في محافظات مصرية عدة، سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين، كما قام أنصار جماعة الإخوان بالاعتداء على عدد من الكنائس والمنشآت العامة، بحسب شهود عيان ومصادر حكومية. بحسب ما ذكرته مصادر اعلامية دولية ومصرية. وأفادت عدد من المصادر الاعلامية عن شهود عيان إن أنصار الإخوان قاموا بإحراق كنيسة السيدة العذراء في المنيا، في حين اندلعت نيران أيضا بكنيسة " مار جرجس" في سوهاج، حسبما أفاد أمين عام حزب الدستور في المحافظة علاء عبد السميع. ونقلت عدد من المصادر الاعلامية أن اشتباكات متقطعة تدور بين أهالي الأحياء المتاخمة لشارع صلاح سالم وطريق النصر، وشارع كورنيش النيل في منطقة المعادي وامتداداتهما، ويقوم مئات من أنصار مرسي بمسيرات عدة، يتبادل خلالها الجانبان التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة. كما تدور اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن في مدينتي المنيا وأسيوط.. وتبادلت قوات الشرطة إطلاق النيران مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، المتجمهرين بشارع جامعة الدول العربية. كما شن عناصر الإخوان المسلمين هجمات على عدة مراكز للشرطة في العاصمة، منها مركز شرطة التبين بحلوان وقسم شرطة الوراق. وتقول وزارة الداخلية في بيان لها إنها رصدت صدور تعليمات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى كوادرها بالمحافظات والمراكز بمهاجمة أقسام ومراكز الشرطة، مضيفة أنه "بدأ تنفيذ المخطط في بعض المحافظات، ومنها القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط ". ويواصل الأمن المصري حتى هذه اللحظة عمليته لفض اعتصام أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي في رابعة العدوية، بعد أن تمكن من بسط سيطرته على ميدان النهضة. وكانت قوات الأمن المصرية قد دفعت صباح الأربعاء 14 أغسطس/آب بعشرات المدرعات والمصفحات الى محيط اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وبدأت بفض الاعتصامين باستخدام قنابل الغاز، بعد أن دعت المدنيين للمغادرة عبر معابر آمنة خصصتها لهم. هذا وأفادت مصادر إعلامية بأن قوات الأمن ألقت القبض على عدد قيادات من جماعة الإخوان المسلمين، الا ان المسؤولين في الجماعة لم يؤكدوا بعد خبر الاعتقال هذا. وكانت وسائل إعلام نقلت عن جماعة الإخوان المسلمين اتهامها قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي وإلقاء قنابل حارقة على المستشفى الميداني بواسطة المروحيات وبإضرام النار بالخيم المنصوبة في رابعة العدوية، ما أدى الى إصابة عدد كبير من الأطفال والنساء بحروق. من جهتها قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي لها أن قواتها لم تستخدم إلا القنابل المسيلة للدموع خلال فضها لاعتصامي رابعة والنهضة، بالرغم من تعرض رجال الأمن لإطلاق نيران كثيف. وأكدت الداخلية سقوط 5 قتلى و40 جريحا للشرطة في فض الاعتصامات. وقال عبد الفتاح عثمان، مدير الإدارة العامة للإعلام بوزارة الداخلية، إنه تم ضبط أسلحة داخل اعتصام النهضة، وتم إحكام السيطرة على المنطقة بالكامل، مضيفا أن قوات الأمن تستكمل الآن مهامها بمحيط ميدان النهضة وتقوم بتمشيط المنطقة المحيطة بها. وذكرت وزارة الداخلية أنه تم ضبط أحد مؤيدي الإخوان باعتصام رابعة العدوية، وبحوزته مدفع متعدد الطلقات وكمية من الذخيرة. من جهته شدد القيادي بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين محمد البلتاجي إن الفريق الأول عبد الفتاح السيسي يدفع مصر إلى حرب أهلية، داعيا الشعب المصري للنزول للميادين للإعلان عن إنهاء الحكم العسكري . وحث البلتاجي المصريين إلى النزول للشوارع للإعلان عن إنهاء الحكم العسكري حاليا لمصر. كما حث المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف "المجازر" في مصر. إلى ذلك أكد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف في حديثه لقناة الجزيرة التزام مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بالسلمية وعدم الانجرار إلى العنف . وبشأن ما أثير من حديث عن رصاص أطلق من ميدان رابعة، وأسلحة منتشرة بين المعتصمين، قال عارف إن ذلك عار عن الصحة، محملا "الإعلام المرفوع عن الخدمة والمزيف للحقائق، مسؤولية ترويج مثل هذه الإشاعات الكاذبة. حسب تعبيره. وحول ردود الفعل الدولية أدان أمين عام الاممالمتحدة وعدد من الدول العنف في مصر ووصف وزير الخارجية الألماني، "غيدو فيسترفيله"، أحداث اليوم في مصر بأنها "تصعيد خطير جدا في العنف" داعيا "الأطراف السياسية كلها للعودة إلى الحوار ".