حين حضرت إلى قسم الطلاب المستجدين في الكلية ووقوفها في الشرفة المخصصة لقطع استمارة التسجيل كانت كل خلجة من خلجات جسدها تحكي ولعا بدت تهز غير خافية عن ناظرها , لاحظ المسجل ذلك جيدا فقد تسمرت حدقتا عينيه برهة وهو يرى كفها و الانامل التي كانت تمسك بورقة النقود ,بينما كان صوتها المتهدج الذي نطق ببعض كلمات وجمله واحده طلبا لاستمارة التسجيل واسمها الذي دونه المسجل على الاستمارة الخاصة بالتنسيق . رعشة القلم وهي تقوم بتدوين البيانات وإكمال الاستمارة حتى نهايتها كشف مدى اندفاعها واستراق فضول البعض لمعرفه الرغبة التي تخبئها هذه ألشخصيه عسى إن يضفر بتصادف لقاء , اخذ قلبها يتسارع في نبضاته مع رعشة القلم ويتزايدان كلما مضت نحو ختام البيان.
لاحظت رغم جراءتها ذلك اليوم إن الجميع يحدقون فيها ويكادون يطبقون على أنفاسها وتضيق جهات المكان الأربع آوية صدرها.
فتاة العشرين ربيعا فارعة الطول التي تتمايل في مشيتها كأنها الرديني ندي القطاف من الصعوبة بمكان إن تراها إلا منتصبة كقطعة متناسقة من أخمص قدميها المعتلي حذاء عالي الكعب إلى ناصية الرأس لا تجد في هذا الجسد ضيق واتساع.
وجه حباه الله بكل تقاسيم الأنوثة وجمال يشع منه بريق أخاذ ما أن تقع عيناك في عيناها العسلية المائلة إلى سواد محلا بمسحوق وضعته يحيط برموشها وحاجبيها ,شفاه تقطر عذوبة وحلاوة محلاة بأحمر قرمزيا أمالته إلى خفة فاتح طرزها باستحياء دون مبالغة كأنها تحاول إن تخفيه فلا يراه سوى انعكاس صورة خبأتها بداخلها.
خصلات معدودة من شعر اسود داكن تعانق الفضاء مع هب النسيم ظهرت تحت الشال الذي غطى رأسها تحاول إن تعيده إلى موضعه برقت أطرافها جوف الغطاء الذي لفته حول الوجه ويخفي عنقها.
عادت إلى منزلها وقد امتلأت قبطه وسرورا بمارات وأحست بإحساس لم يعتريها منذ طفولتها ,شعور يسري بدف يراودها يتمنى لو أنها مازالت واقفة في باحة الكلية لم تغادرها ومضت تحلم وتستحضر الزمن القريب الأتي انتظارا لليوم الذي تبدى عامها الدراسي وتستمر في التفكير والحلم الذي قطعه رنة التلفون كانت صديقتها هيا تساءل عن موعد العام الجديد. بقلم\بسام فاضل