طبيعة العقل اليمني - الا من رحم ربي- ، اذا لم يستدعى للعمل والاسهام والمشاركة في أي قضية ما، فانه يصاب بحالة خمول واسترخاء وتبلد مزمن. يحدث هذا في كل مناحي الحياة حتى في دفع فواتير المياه اذا لم يستدعى الناس لتجعل قضية المياه امامهم للتداول اليومي في الصحافة وفي منازلهم ومجالسهم فانهم يذهبون في غفلة ونوم عميق ولا يعطون للمياه أي أهمية رغما من الخطر الذي يدق الاجراس ويعكر حياتهم.
مؤسسة مياه /عدن احدى المؤسسات العملاقة التي تقدم خدمات المياه لكافة الناس وتقوم بدور ايجابي فاعل في كافة الظروف وتتحمل كثير من المصاعب المالية التي تهدد قيامها بدورها المشرف.
لا أفهم كيف يستجيب الناس لضخ خزانات سياراتهم بالوقود ودفع فواتير الغاز والهاتف والانترنت وكروت الشحن وبقالة السلع واللحوم وفواتير القات وقيام الحفلات .. لا أفهم كيف يدفع الناس فواتير (كل شيء ) ويمتنعوا عن دفع فواتير (اهم شيء)، وهي فاتورة المياه.
سداد فاتورة المياه هي المرتكز الرئيسي الذي يقوم عليه نشاط المؤسسة لضخ المياه الى منازل المواطنين ومع هذا يمتنع الكثير من الناس عن دفع هذه الفاتورة ويمنعوا ضخ المياه الى منازلهم بكل غرابة واندهاش.
ظلت محافظة عدن طوال العقود الماضية تتمتع باستقرار وسلام اجتماعي وظلت خدمة المياه نموذجا رائعا في ظل تذبذب الكثير من الخدمات الاجتماعية الاخرى.
اليوم المؤسسة على هاوية الافلاس وتوقف الضخ ، كل هذا بسبب عزوف الكثير من الناس عن دفع فواتيرهم الشهرية، قيادة المؤسسة عينت انها لا تريد تكعيف الناس أي مبالغ ، لكنها تريد العدل والمروءة من قبل الناس الذين يدفعون فواتيرهم الثانوية ويمتنعون عن دفع فواتيرهم الاولية وهي الاهم.
وعلمت المؤسسة انها مستعدة بتقسيط الفواتير للمواطنين كل هدفها من هذا هو ان يستمر نشاط المؤسسة لمصلحة الناس ومن اجل ان يشرب اطفالهم ويحموهم من العطش .
هل بعد هذه الامور من توضيح حتى يتفهم الناس خطورة الوضع..؟؟ لا شيء بالمجان فكيف يدفع الناس كل فواتير الحياة ويريدوا المياه بالمجان ..اي عدالة هذه واي منطق هذا.. كيف تستطيع المؤسسة ان تضخ المياه الى المنازل وهي بحاجة الى ديزل وكهرباء وصيانة وتشغيل الابار ومرتبات وقطع غيار .
الاكيد والاكيد ان هذه قضية مطروحة امام الناس والاعلاميين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني ..احفظوا وحافظوا على مؤسستكم من التدهور حفاظا على استقرار المحافظة.