تتناول الصحف بشكل يومي عناوين تبهر الناس، وهذه العناوين عن القتل والدمار وسفك الدماء ...إلخ، لكنها لم تتناول قضية مشكلة المياه ونصح الناس على اتباع السلوك القويم في إصلاح وتنظيم حياتهم. محافظة عدن من المحافظات القليلة التي تتمتع بخدمة مائية معقولة.. وحتى طوال الأزمة ظلت المياه تضخ للناس إلى بيوتهم بشكل مرضٍ ومعقول. وطوال الأزمة ضعفت نشاطات جملة واسعة من المؤسسات الخدماتية، إلا أن مؤسسة المياه والصرف الصحي م/عدن حافظت على أدائها المعقول وسخرت كل إمكاناتها المتاحة للحفاظ على الاستقرار المائي في المحافظة. كل ذلك طبعاً بفضل القيادات المختلفة وجهود العاملين والمهندسين المتفانية، إلا أنها ورغم هذه المجهودات السخية لم يسهم الكثير من الناس في أداء واجبهم الإنساني والأخلاقي والديني تجاه المؤسسة.. فنجد أن الكثير من المواطنين يتخلفون عن سداد فواتير الماء الذي يستخدمونه متناسين أن المؤسسة تنقل الماء إلى منزل كل مواطن عبر سلسلة طويلة من العمليات فيتطلب الأمر آباراً وكهرباء وديزل وقطع غيار وصيانة ونوبات ليلية وصباحية وعاملين ومولدات ...إلخ كل هذه العملية تتطلب صرف نفقات ومبالغ طائلة جداً لا يعلم المواطن بها. ياسادتي الأحبة الماء هو قضية القضايا، وفي ظل التردي لأوضاع المؤسسة المالية فإن المخاطر ستكون خطيرة وسيتضرر الناس من تردي أعمال المؤسسة. ما لا يعلمه الكثير من الناس هو أن المؤسسة تقوم بعملها بما يتحقق لها من عائد الإيرادات التي يدفعها المواطنون، فإن تحسنت إيراداتها وشارك الناس بمسئولياتهم الإنسانية والأخلاقية والدينية فإن هذا يعني تحسناً في أداء المؤسسة.. وإن قصّر الناس في أداء مسؤولياتهم وتقاعسوا عن دفع ما يستهلكونه من مياه فإن هذا ينعكس سلباً على أعمال المؤسسة وبالتالي سيتضرر كافة المجتمع. يعتقد البعض أنه باتباع السلوك السلبي والتقاعس عن دفع حقوقه سيضر بالمؤسسة، لكنه ورغم هذا سيضر نفسه أولاً والمؤسسة ثانياً.. هذه دعوة لكل الصحفيين والصحف والمفكرين أن يتحملوا مسؤولياتهم وواجبهم الأخلاقي والإنساني والديني تجاه قضية المياه وإبلاغ رسائل للناس بمدى الخطر الذي سيصيب الجميع في حالة مضاعفة الصعوبات المالية للمؤسسة.. هذه تعتبر رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..! الماء أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً.. ينبغي من الآن أن تتكاثف جهود المجتمع كافة من أجل تحقيق الاستقرار المائي في محافظة عدن الحبيبة وفي جميع المحافظات حتى تستعيد بلادنا وجهها المشرق وعافيتها.. حافظوا على نظافة اليمن.. حافظوا على مياهها..حافظوا على أمنها واستقرارها.. لا تتوقف أخي المواطن عند آخر حرف في هذا المقال.. خذ به نحو الآفاق وانشر رسالة من أجل الحب والحياة والسلام.