إيمانا مني بأن الكتابة في السياسة والديمقراطية والقتل والمعارك وسفك الدماء قد تلونت بها الصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة ، فقد عرجت قليلاً للكتابة حول أمور حياتنا وسلوكياتنا تجاه تلك النعم التي من الله علينا بها والحفاظ عليها لأنها من أكبر قضايا هذه المعمورة ويحتاج الناس اليوم إلى تذكيرهم بالمصائب التي قد تحل بهم إن لم يتفهموا ويستوعبوا قضية الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي. في محافظة عدن الصيف على الأبواب ومؤسسة المياه/ عدن تعمل جاهدة على تأمين المياه لكل الناس نظير التزام شهري بسيط وشرعي وقانوني وديني يعزز استمرار الخدمة.. وهو سداد الناس لفواتيرهم. المؤسسة في فصل الصيف تتضاعف أعباؤها والصيف في عدن شديد والحرارة مرتفعة ويحتاج الناس لكميات كبيرة من المياه.. ما نخشاه أن تقف المصاعب والعراقيل حجر عثرة أمام المؤسسة خاصة أن وضعها المالي ضعيف وهي تجاهد نفسها لخدمة الناس وإيصال المياه إلى منازلهم. لا أعلم ولا استطيع أن أفهم كيف للمواطن أن يريد استقراراً في وصول الماء لمنزله وأولاده وهو سبب رئيسي في وضع المصاعب لنفسه وأولاده وللمؤسسة. حقيقة أن الأمر مهم وضروري جداً.. كيف لنا أن نحافظ على أي نعمة ونحن نقصفها وندمرها؟ المؤسسة لاتطلب من المواطن سوى الحفاظ ومراعاة مصلحته وسعادة أولاده فانظروا كيف انقلب الحال وأصبحت المؤسسة تناشد الناس الحفاظ على مائهم حتى يشربوا ويعيشوا باستقرار. هذه مسؤولية دينية وأخلاقية على الجميع تفهمها دون أي شيء آخر.. فالمؤسسة اليوم على المحك وقيادتها ومهندسوها يعملون ليلاً ونهاراً لخدمة الناس في المحافظة على الماء الذي هو الحياة.. هذه رسالة نبعثها إلى الناس من أجل مساعدة أنفسهم أولا، وتوفير الإمكانيات والنفقات والمواد للمؤسسة حتى تقوم بواجبها على أكمل وجه، وذلك من خلال الانضباط في سداد الفواتير. وينبغي على الجميع أن يدرك أن المؤسسة تدير نشاطها بما تحصل عليه من إيرادات. وعدن محافظة حارة والصيف لا يرحم والماء عامل رئيسي للحياة والاستقرار. ولهذا فالخيارات مطروحة أمام كل إنسان للحفاظ على الماء وسداد الفواتير، أو تردي الخدمة وبالتالي سيردد (( أنا سبب نفسي بنفسي، جبت صبعي فوق عيني، قلت با حافظ على عيني)) لدينا ثقة أن أبناء عدن سيحافظون على الماء في محافظتهم وسيعملون جاهدين على الالتزام بمسؤوليتهم من أجل الاستقرار لخدمة الجميع.