المقدمة : عبد العزيز عباس مخرج مسرحي وأستاذ التمثيل والإخراج في معهد جميل غانم للفنون الجميلة عدن منذُ العام 1984م وحتى يومنا هذا يحمل شهادة ماجستير من المعهد العالي الشهير في موسكو " غيتيس " ويعتبر المخرج اليمني الأول والوحيد الذي تلقى تعليمه الأكاديمي فيه ، وتخرج على يديه أكثر من دفعة في مجال المسرح حيث أشرف على عدة أعمال مسرحية لمشروع دبلوم التخرج أهمها : مسرحية " أنسو هيروسترات " ومسرحية " الد ب" و" يحيا الاقتصاد " و" انتظار اليسار " ،قدم للمسرح الوطني بعدن عام 1984م مسرحية " الحضيض " من روائع أعمال الكاتب الروسي العظيم مكسيم غوركي كمشروع تخرج حينها وحصل فيها على درجة الامتياز كما شارك في مهرجان قرطاج المسرحي عام 1991م مساعد اَ للمخرج العراقي الكبير إسماعيل خليل بمسرحية " الفيل ياملك الزمان " .
قدم للمسرح اليمني العديد من الأعمال المسرحية إلا انه يمتلك بالإضافة إلى تميزه في كتابة القصة القصيرة أبدع فيها بأسلوب وحس فني مرهف ولديه مجموعتين قصصية ومجموعة مسرحية من الفصل الواحد .
فنان مميز كمخرج ومؤلف وقاص كرم من قبل وزارة الثقافة في مجال القصة ومن معهد جميل غانم للفنون الجميلة عدن في مجال المسرح وكونه من المدرسين الكبار والذين يعملون في صمت . قدم مؤخراَ مفردات ومنهج دراسته فن التمثيل للتعليم العالي إلى جانب زميله مع زميله د. عبد السلام عامر وأخر عمل يمنن نص ألماني وقدم العمل في المسرح بعنوان " انتهى الدرس ياابي " من إخراج أختر عبد الملك قاسم .
المخرج والمؤلف عباس يحظى باحترام وتقدير جميع العاملين في الحقل الفني والإبداعي والثقافي : التقيت بهذا المبدع الذي استطاع أن يكسب ثقة زملائه ومحبيه وتوجهنا إلية بهذه الأسئلة التي نبحث لها عن إجابات وخاصة من شخصية بحجم عبد العزيز عباس
خلع المهتري س- شاهدنا مؤخراَ حراك إدراري وفني لتحريك المياه الراكدة وإعادة الروح للمعهد من جديد ؟ ج- حقيقة الأمر ، أن مانشاهدة ألان من نشاط دءوب على المستوى الإداري والفني في المعهد لايعد تحريكاَ للمياه بقدر مايعد انتفاضة وخلع المهترئ أو ما كان مؤثراَ على استمرار نشاط المعهد وأداء رسالته . كما انه يعتبر بعثاَ لمقومات القديم والبناء عملية مايتناسب ودوره الجديد كما أن أعادة روح النشاط بهذه الوثبة الشابة والتي أرى أنها قادرة على أضافه الكثير مما يحتاجه المعهد حالياَ وعلى المدى المنظور أو يمكن اعتباره أضافه إلى ما تراكم فيه من أحلام وطموحات بعضها تحقق وبعضها اخفق نتيجة لظروف ما ...
لابد من التغير س- وكيف تقيمون الوضع حالياَ بالمعهد ؟ ج- إضافة إلى ماذكرته أعلاه ، فأنني التمس جدياَ الحماسة في شيء ما ... وبطبيعة الحال أذا مااردنا حراكاَ مستمراَ وناجحاَ يؤتي ثماره لابد من التغير على المستوى القمة أي على مستوى اتخاذ القرار لان اليد التي تمتلك القرار وتتمتع بالروح الوثابة للانطلاق للأمام في تحقيق الطموح بعد مشروعاَ بغض النظر عن صعوبة تحقيق بعضه ان لم يكن جله يعطي مؤشراَ جدياَ مثمراَ قي فرز نتائج ملموسة على مستوى التطبيق في المدى المنظور وإنني على يقين بأن القيادة الشابة التي تريد العملية الفنية والإدارية الآن قادرة على أحداث التغير وهذا مانأمله .
س- مار أيكم في بعض الأصوات المنتقدة للحكومة بخصوص إعادة هيكلة المعهد بخاصة من يدعون بالتغير والثورية ؟ ج- استطيع القول هنا أن معهد جميل غانم قد عانى الإهمال والتهميش طويلاَ وتلك الأصوات التي ترتفع هنا وهناك لااراها مؤثره إلى هذا الحد . أذا جد الجد . وأعتبر ذلك القرار ولو أن جاء متأخرا كثير وحسب المثل الروسي" أن يأتي متأخراَ خير من أن لايأتي أبداَ". أنما جاء انتصارا لهذا الصرح الفني الوحيد ليس في اليمن فحسب بل وفي الجزيرة والخليج ولو أننا – لانبالغ أن قلنا – أن هنا ك أقل القليل مما يفترض تحقيق على ارض الواقع ، فالمعهد يستحق كل الاهتمام من قبل الحكومة كي يمضي رسالته التي وجد من أجلها وهذا ليس له علاقة بالثورة ولا الثوريون . ومن المعروف أن المعهد يعتبر رافداَ مهماَ للحركة الفنية في بلادنا وخارج بلادنا وهذه حقيقة لايمكن إنكارها .
البكاء على الأطلال س-كما هو معروف إنكم قد تم العديد من الأعمال للمسرح اليمني . ماهو الجديد ؟ وهل سنشاهد عملاَ جديداَ كما كان في الزمن الجميل ؟ ج- نعم انك تذكرين الحزين البكاء وحقيقة البكاء على الأطلال لايفيد . لكن متى ماتوفر تلك الظروف التي كنا نعمل تحت ظلالها تمشي ولست أنا لوحدي ولكن لكل فرسان الزمن الجميل أن ينطلقوا مجدداَ فكما يقال ، العنقاء لاتموت ، ولكن يمكن أن تبعت من تحت الرماد .. ولااخفيك سراَ إنني ألان وخلال هذه السنوات قد تفرغت للكتابة والتأليف لأنني أجد فيها نفسي وقت الفراغ الذي يطغى على كل شيء ولو كانت لدينا داراَ للنشر حقيقة لمددت مكتبتنا بالعديد من المسرحيات والقصص وغيرها .. ولكن ذلك لايعفيني من القول إنني أترقب كل فرصة سائحة لأقدم ما استطيعه . تفهم قيادة الدولة س- ماهي المقاييس المطلوبة لانتشال وضع المسرح في عدن خصوصاَ على مستوى الوطن عموماَ؟ ج- حقيقة هذا سؤال مهم ، وكنت قد أوضحت وجهة نظري من قبل في هذا الإطار سواء أن المنابر أو الصحف وقلت أراء اَ كثيرة تصب كلها في هذا الموضوع ولا باس أن أو جزء من هنا للتذكير فحسب من جميع المقاييس التي تتطلب تواجدها ليس لانتشال وضعية المسرح فحسب بل ومن أجل استمراره وتطوير ه ومنها وأهمها أن تفهم قيادة الدولة فهماَ حقيقياَ ماهية المسرح ودوره في المجتمع وحاجة المجتمع له .. توفير كل المتطلبات والاحتياجات لبناء حركة مسرحية وتفعيل أوضاع النشاط المسرحي في المحافظات . - بناء مسرح بكل تقنيات واحتياجاته . - الاهتمام بالحركة النقدية. - الاهتمام بحركة الابعات للخارج لدراسة كل التخصصات التي يحتاجها المسرح وليس فقط في التمثيل والإخراج . - رصد الميزانية المطلوبة لعام لتغطية الأنشطة المسرحية وصولاَ لخلق حركة مسرحية . - خلق الحافز النفسي والمعنوي والمادي للفنان المسرحي . - الاهتمام بالفنان المسرحي مادياَ ومعنوياَ ورفاهياَ . - الاهتمام بالمسرح المدرسي وتطويره لانه يعتبر الرافد الفعلي للمسرح اليمني .
وأعتقد أن أذا ماتحقق جزء مما ذكرته كفيل بأن يحدث اثراَ كبيراَ لدى المسرحي وربما تأتي بنتائج قد نبني عليها مستقبلاَ. كلمة أخيرة تود قولها : شكراَ لك وللصحيفة متمنياَ مزيداَ من التألق والتقدم .