ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك الفضيل والمتعارف عليه عند أهل الفن والثقافة في العالم لانتظار الجديد في المسرح والتلفزيون، يسرنا أن نحاور الأستاذ / المخرج المسرحي د. عبد السلام عامر ونخوض معه في حوار إضافي عن معهد جميل غانم للفنون الجميلة ، كونه مؤخرا شغل منصب مدير الشئون الدراسية وعبر صحيفة "أخبار اليوم" الغراء نرحب ونوجه إليه بعض الأسئلة التي بحاجة إلى ردود تهم أصحاب الشأن والمهتمين من القراء وفيما يلي نص الحوار: في بيتنا فأر س – د. عبد السلام كل عام وانتم بخير بقدوم شهر رمضان المبارك هل من جديد في المسرح؟ ج- في الحقيقة كنت أطمع أن أقدم خلال شهر رمضان المبارك مسرحية بعنوان " في بيتنا فأر "كان ذلك فور انتهائنا في العام الفارط برأس السنة الميلادية لأخر عروض مسرحية " الداهوفه" التي أعدنا بها فرقة الفنانين المتحدين والتي عودت جمهور عدن أن تقدم أعمالها خلال شهر رمضان المبارك والنجاح المنقطع النظير للحضور من عشاق المسرح والذكريات، ظلّت تراودنا منذ مسرحيات "دنيا فالتو و" يابلاشاه " وهبللو من الديش " في المسرح الوطني وبالتواهي، إلا أن المتغيرات التي حصلت مباشرة مطلع العام الحالي والثورة الشبابية والأحداث المؤسفة والمؤلمة التي حلث بشعبنا، قررنا أن نتوقف احتراماً لدماء الشهداء ولحال الشعب والوضع المتردي الذي يعيشه. توثيق اللحظات الثورية دراميا س- إذاً آخر عمل لكم هو (في بيتنا فأر) لم ير النور حتى اللحظة " ؟ ج- لا.. صحيح إننا لم نقدم هذا العمل .. لكن كتابتنا ظلت مستمرة، فقد انتهيت مؤخراً من كتابة نص مسرحي آخر بعنوان " بوعزيزي " . س- تقصد الشهيد التونسي محمد بوعزيزي ؟ ج- نعم، فكما يقال المعاناة تولد الإبداع .. وكلنا يعاني من أزمات متلاحقة في البلاد العربية وبلادنا تحديدا سياسيا أو اقتصادياً أو اجتماعياً وعندما اندلعت الثورات الشبابية النبيلة أعتقد أن كل إنسان عاقل كان يجب عليه أن يحترم تلك الحناجر التي نادت بالتغيير والإصلاح الجذري الكامل والشامل لتلك الأنظمة التي انتهى عصرها ويجب أن نكون موضوعيين .. العالم يتغير كل لحظة إلا شعوبنا العربية لازالت تعيش الماضي السلبي من شعارات عفا عليها الزمن لمجرد بقاء الأنظمة وهذه وجهة نظري دون تحفظ ولا ألغي الرأي الآخر الذي قد يخالفني القول ! ولهذا من الواجب الإنساني والأخلاقي أن نوثق هذه اللحظات الثورية درامياً ... س- عماذا تتحدث المسرحية ؟ ج- المسرحية هي محاكاة لما بعد الثورات من خلال التعاطي معها والالتفاف الدولي عليها والكيل بمكيالين حتى على الثورات من قبل النظام الدولي وتأتي المسرحية ذات طابع سياسي غير تقليدي وبأسلوب درامي صريح أو كما يقال بالمسرح نوع من المباشر، حيث أني تعمدت أن أباشر الفعل لأنها توثيق للأحداث بقالب فني درامي يميل إلى( التراجكوميدي) وتجتمع فيه عناصر التشويق والمفاجأة .. وهي أقرب إلى المسرح السياسي أو الثوري الملتزم .. وليس ذاك المسرح السياسي الفج الذي دائماً ما يخدم فقط الأنظمة الديكتاتورية.. التغيير القادم س- مؤخراً كلفتم بإدارة الشئون التعليمية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة .. إلى أين وصل العمل بالمعهد ؟ ج- في البداية لابد أن أشير إلى أن المعهد عانى كثيراً نتيجة للإهمال الذي تعرض له طيلة السنوات الماضية وتحديداً بعد عام 1994م، لعدم إدراك الدولة بأهمية وتاريخ وعراقة هذا الصرح التعليمي الذي تخرجت منه أجيال وأجيال بالموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية، أصبحوا اليوم صروحاً فنية مرموقة في الداخل والخارج ! ولكن وبعد أن استوعب بعض أفراد الحكومة المقالة تحديداً عام 2009م أهمية هذا الصرح التعليمي الذي كان على وشك الانهيار وبعد تكليف الأخ/. د يحي الشعيبي قيادة اللجنة الوزارية المصغرة لمعالجة مختلف قضايا المؤسسات التي عانت منها عدن والمعهد جزء لا يتجزأ من مهمة الأخ/ الوزير ساعد إلى حد ما لرأب الصدع كخطوة أولى ومن ثمار تلك المهمة ورشة العمل التي انعقدت في يناير 2010م أوجدت لنا خارطة طريق لإعادة بناء المعهد على أسس إدارية أو أكاديمية وبالفعل بدأنا بأول الخطوات في سبتمبر العام الماضي إلا أن الظروف التي تلتها بسبب الوضع القائم في البلد بعد الثورة الشبابية وإقالة الحكومة .. توقفنا لأسباب موضوعية وذاتية والكل يعرفها ..وإنما نحن كأبناء لهذا المعهد نعاهد أنفسنا وكل مخلص عشق هذا المعهد وتعلم فيه بأننا مصرون أن نعمل ما في وسعنا متى ما جاءت دولة أو حكومة أو سلطة سميها ما شئت تؤمن بالفن ورسالته وأهمية تعليم المجتمع الفنون الإنسانية ونأمل خيراً في التغيير القادم اسألوا الدكتور! س- بما أنك مؤلف ومخرج مسرحي أساسا .. كيف تنظر إلى الدراما التلفزيونية؟ ج- لا تعليق. س- ماذا تقصدين؟ ج- أسالوا الدكتور خالد عبد الكريم لعله يفتينا ويفتيكم ! س- لم أفهم ؟! ج- يا أخت أمل .. كلنا .. أقصد رجال المسرح والدراما في عدن سعدنا كثيراً عندما هلّت علينا قناة يمانية عام 2008م وبخاصة بعيد ملتقى الدراما الذي، انعقد في عدن وحينها صرفت على هذا الملتقى والقناة الملايين من الريالات من خزينة الدولة ومن قوت هذا الشعب المغلوب على أمره .. وقلنا حينها عسى خير طالما وهي في صالح الارتقاء بالدراما !! وبالدراما اليمنية أسوة بالخليج وسوريا لكي ننافس في هذا العالم والفضاء المفتوح بحيث نجد لنا بداية حقيقية لنتلمس الطريق ونكسب الخبرات وإثباتا لقدرات الإبداع اليمني بكافة أنواعه، إلا أنه للأسف أصبحت القناة تقدم برامج وأشياء عجيبة وغريبة بمفهوم القنوات الفضائية ونثرات لقراء ة صحيفة الثورة و14/ أكتوبر ويا للهول وكأن هذا الفضاء المفتوح الخارجي بحاجة إلى أن يسمع ماذا تكتب صحيفة الحبيشي أو صحيفة الرعوي، باختصار برامج ثقيلة على الناس وليس لها علاقة بأهداف القناة الوليدة. عليهم أن لايستخفوا بعقل المشاهد س- إذاً من المسئول عن ذلك كما تعتقد؟ ج- قبل الإجابة على هكذا سؤال لابد من توضيح شيئ مهم للقارئ، حيث أن قناة يمانية "ثم قناة عدن" جاءت كقناة ثقافية اقتصادية تخصصية على الأقل هكذا قال لنا سعادة وزير الإعلام حينها وبما أن الأعلام اليمني عندنا دائما صادق مثل عبده الجندي بقدرة قادر رأيناها قناة سياسية بامتياز ولاهي ثقافية ولا هم يحزنون ! وتأكيدنا على ذلك ما نشاهده برامجاً تحمل صبغة سياسية حتى إن وجدت بعض البرامج الثقافية لابد أن "تكعفنا" بكلمات سياسية ولفكر طرف واحد هو الناهي والآمر في البلاد والمجتمع، مما يجعل الكثير من المثقفين ينفرون من تلك البرامج التي من المفروض أن تكون ثقافية، بعيداً عن التوجيهات الفكرية لهذا الطرف أو ذاك والعجيب أنهم يصرون على إننا بلد ديمقراطي في الوقت الذي لا يسمحون للأفكار والأوامر المخالفة وكأنها جريمة إذا ناقشنا شعراً أو نثراً معارضاً لذلك ، على القناة أن تعود إلى الهدف التي ظهرت من أجله والدور المناط هو تفعيل الدراما اليمنية وتحديداً في قناة عدن المظلومة منذُ عام 1990م، لأنها قناة عدن وعدن مليئة برجال الفكر والثقافة والفن والإبداع ولا داعي أن نذكر إلى أين وصلوا مبدعوها من مستوى في الداخل وخارج الوطن وعلى قيادة القناة أن تعود إلى الخارطة البرنامجية والأعمال الدرامية التي توقفت خلال الثلاث سنوات الماضية ومع سبق والترصد .. عليها أن تعيد النظر في ذلك وليس لشهر رمضان فحسب وإنما طيلة العام وأن تعيد البرامج الترفيهية والمنوعات الفنية المحلية والحفلات الموسيقية الراقية والبرامج الثقافية والتاريخية المحلية والعالمية المفيدة للمجتمع، عليهم أن لايستخفوا بعقل المشاهد .. لان شعبنا قد تعلم وتثقف، فنحن لسنا " قصر" حتى تقدم لنا برامج يستخف منها الطفل قبل الكبير. على القيادة في المحطة أن تتحمل المسئولية وبشجاعة أما بصدد سؤالكم، فإننا نحيله إلى قيادة المحطة وإلى من يتولى أو سيتولى السلطة ونقول لهم من المسئول عن تدهور قناتنا وتلفزيوننا الذي كنا دائماً نفاخر به وهو الأعرق والأقدم في المنطقة العربية بعد مصر وسوريا والعراق ! الذي شربنا وعلمنا الكثير من ثقافاتنا ومداركنا الثقافية والفنية ! ما هو القصد من إضعاف هذا التلفزيون ؟، هذه أسئلة مشروعة ومن حق كل وطني مخلص أن يطرحها في وجه أي مسئول أو وزير أو حتى رئيس، فعلى السلطة أولاً أن تبرر لنا إذا ما أرادت أن تعرف بنفسها ما يحصل أو على القيادة في المحطة أن تتحمل المسئولية وبشجاعة وتجيب عن هذه الأسئلة أو تتخذ القرار المناسب لها قبل أن يحكم عليها التاريخ بأنها أسوأ قيادة في تاريخ تلفزيون عدن . × هل من كلمة أخيرة؟ واجبنا الأخلاقي والثقافي والوطني يحتم علينا أن لاندفن رؤوسنا كالنعام في الرمل ، بل يجب علينا أن نلتزم في قول كلمة الحق لإحقاقه، بعيداً عن المحاباة والصحُبة الزائفة، فما وصلت إليه قناة عدن من مستوى لا يسر عدو ولا حبيب، فإن عدوك هو من يجاملك لتستمر في أخطائك، بينما حبيبك هو من يواجهك بالحقيقة والحليم تكفيه الإشارة.