في هذه الوقفة نتجول في ذاكرة مسرحي فذ قدم كثيراً من ألأعمال المحلية والعربية والعالمية، شعرنا بالغصة التي يعانيها المسرح والثقافة في بلادنا، ولان الكلام له طابع الطرح الاستراتيجي نضعكم في تفاصيله المشخصة للألم ومع الفنان أحمد عبد الله حسين. الفنان من مواليد 1956درس في معهد جميل غانم للفنون الجميلة في الدفعة الأولى وحصل على المرتبة الأولى في مجال المسرح وتكريماً له بعث إلى ألمانيا للدراسة في معهد" بريخت" ثم أكمل الماجستير في "كيف" بروسيا وكان الأول على دفعته وحصل على وسام التفوق العلمي من الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، له من الأولاد اثنين أجاويد وأبرا هيم، التحق في العمل المسرحي في العام 70م في أول عمل له مع فرقة المصافي العريقة في العمل "الوجه المشطور" وتم تكريمه لتفوقه في مجال المسرح، تم توظيفه في وزارة الثقافة وحالياً يشغل منصب.مدير مكتب الثقافة بمديرية البريقة.. "أخبار اليوم" كان لها لقاءً مع الفنان فإلى النص: تشكلت فرقة المسرح الوطني بعد الاستقلال * كيف تصف الفترة التي مرت بها الحركة المسرحية بعدن بعد الاستقلال؟ الحركة المسرحية في عدن بعد الاستقلال كانت في ديمومة مستمرة وفي تنوع وثراء ثقافي وذلك نتيجة للموروث المسرحي الذي كان بريقا لامعاً ووضاءً قبل الاستقلال الوطني،فتلك الفترة كانت تزخر بالفرق المسرحية الكثيرة في عدن تزيد عددها عن عشر فرق تقريباً واستمرت معظم تلك الفرق بالعطاء بعد نيل الاستقلال الوطني،بل وتشكلت فرق أخرى بعيد الاستقلال أمثال فرقة المسرح الوطني، باختصار شديد كانت مرحلة ما قبل الاستقلال وما بعد الاستقلال الوطني مرحلة ذهبية غاية بالعطاء والتنوع والاستمرارية.. * ما هي الأعمال المسرحية أو التلفزيونية التي قدمتها وتشعر أنها من أهم أعمالك؟ - هناك أعمال فنية كثيرة قدمتها للمسرح والتلفزيون وللدراما الإذاعية أيضا.. فمن الصعب جدا تحديد عمل بعينه دون الأخر وذلك إذا ما عرف الجمهور أن الأعمال المسرحية التي شاركت فيها كممثل رئيسي هي أكثر من أربعين عملاً مسرحياً منها" التركة" الجزء الأول والثاني و"ذي زرعتوه اصربوه "و القوي والأقوى " و"فتاتنا اليوم "و" الوجه المشطور"و"عائلة في خطر " و"الحكمة يمانية" و"محكمة العدل" والأعمال المسرحية العربية منها "مصير صرصار" و"عصا موسى"و"نحن والفاشية " و"شموس الأرض" وغيرها.وهناك الأعمال المسرحية العالمية التي شاركت فيها كممثل ومخرج في بعضها مثل "ماكبث"و"هاملت"و"الثعلب والعنب" و"المهرج" والمفتش العام " و"بونثيللا" وتابعة ماتي " و"طرطوف" وغيرها، فمعذرة لان الأعمال المسرحية كثيرة جدا، أما على مستوى الدراما التلفزيونية المسلسلات التي شاركت فيها أيضا كثيرة وهي أكثر من خمسين مسلسلاً تلفزيوني ومسابقات رمضانية كثيرة جدا منذُ العام 1978م وحتى الآن، أما على مستوى الدراما الإذاعية فاني بدأت التمثيل فيها درامياً عام 1974م وحتى الآن بأكثر من خمسين عملاً إذاعياً. وأخر عمل تلفزيوني مسلسل "أصحاب " التي عرض في قناة السعيدة وفيلم " القارب" و"الرهان الخاسر"و"كيني ميني" و"مننا فينا " * وصف المسرح القومي بأنه مسرح ملتزم بمخرجات السلطة السياسية، هل أنتم مع هذا الطرح وضح ذلك؟ - طبعا هذا غير صحيح لأننا في فرقة المسرح الوطني في عدن على سبيل المثال لم نقدم يوماً ما مسرحية للسلطة، بل على العكس تماما كنا نقدم أعمال غاية بالنقد وإبراز الظواهر السلبية ومعالجتها وإبراز الجانب الإيجابي في المجتمع خدمة للوطن والمواطنين لأغيره. لا توجد إستراتيجية للعمل المسرحي ولا الثقافي * ما هي إستراتيجية العمل مع المسرح المدرسي حسب فهمكم؟ - للأسف لا توجد إستراتيجية للعمل المسرحي المدرسي، بل أنني أقول لا توجد إستراتيجية للعمل المسرحي بشكل عام ولا للثقافة على وجه العموم.. فنحن استحوذ علينا العشوائية والموسمية وأدت في نهاية المطاف إلى وأد الإبداع والمبدعين لأننا لم نفهم بعد ماهية العمل الثقافي وتأثيره بين أوساط المجتمع اليمني.. فجهات الاختصاص لا تعلم الأهمية البالغة للثقافة والفن والإبداع في تطور الشعوب، فانه لن نجد أي تطور ونهوض وازدهار لأي بلد من دون أن يكون للثقافة والفن والإبداع بشكل عام دورا موازياً للنهضة الاقتصادية والصناعية لأي بلد، لان التطور الاقتصادية لن يحصل من دون التطور الثقافي فهما خطان متوازيان يؤثر كل منهما بالأخر تأثيراً مباشراً أكان سلبياً أم إيجابياً. * المسرح التجاري أكثر أنواع المسرح جدبا للجمهور إلى ما تعزون ذلك؟ - هذا يحدث فقط في البلاد العربية أو بالأصح في البلدان المتخلفة.. ولكن إذا نظرنا إلى كل البلدان المتطورة صناعياً واقتصادياً وثقافياً نجد أن المسرح التجاري بالمفهوم الذي نعرفه نحن لا يوجد،فهناك مسرح ونشاط مسرحي دائما طول العام لا يسمى مسرحاً تجارياً، لابد على العروض المسرحية هناك بتذاكر دخول وليس بالمجان ولان المسرح هناك مسرحا يحترم ذاته ويحترم عقل المتلقي أي الجمهور.لهذا لا يوجد مصطلح المسرح التجاري بالمفهوم الذي نعرفه في البلدان العربية أو البلدان المتخلفة اقتصادياً، فكل ما يقدم في المسرح هناك يعتبر ذا جدوى اقتصادية لهذا فهو تجاري بالمفهوم الاقتصادي لهذه البلدان. الوضع مزري * ما هي السبل الكفيلة لاستعادة الروح إلى المسرح اليمني؟ هذا السؤال يطول شرح الإجابة عليه ولكن سأحاول أن أختصر.. لان الموضوع يحتاج إلى دراسة كاملة مستعصية للحالة التي وصل إليها المسرح في اليمن والفنون بشكل عام،فالوضع مزري.. ولايسر عدو ولا صديق كما يقول المثل ونوعز ذلك إلى الأسباب الرئيسية التالية:لا توجد إستراتيجية من قبل الدولة لتطوير الثقافة والفنون بشكل عام وإلا لما عدنا إلى الخلف خطوات بدلا من التقدم إلى الأمام. - التخطيط والبرمجة مع متابعة تنفيذ هذه الخطط والبرامج الثقافية. - إهمال الكادر المتخصص في شتى مجالات الثقافة والاعتماد على المحسوبيات والولاءات وتغليب مصلحة الشخص على مصلحة الوطن. - عدم الاهتمام بالإبداع والمبدعين. - إعطاء صلاحيات وموازنة مالية فعلية لمكاتب الثقافة في المحافظات ومكاتب الثقافة في المديريات. - عدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب للمسئولين على الثقافة في البلد. وهناك أسباب كثيرة بحاجة لمجال أوسع للحديث عنها. الإصلاح من الأعلى * هناك إدارة في مكتب الثقافة عدن تسمى إدارة إنتاج الفنون ميزانيتها اليوم صفر إذا كنت مديراً لهذه الإدارة ماهية أولوياتك؟ومدى علاقة هذه الإدارة بالمعهد الفنون الجميلة ومكتب الثقافة؟ الإصلاح يجب أن يكون من الأعلى إلى الأسفل... اعتقد أن الإجابة واضحة. مكتب لتحصيل الإيرادات * ما هو دوركم بصفتكم مديراً لمكتب الثقافة مديرية البريقة وماذا يجب أن يكون عليه الدور؟ - الدور الذي يجب أن يناط بنا في مكتب الثقافة في البريقة كغيرها من مكاتب الثقافة في المديريات. وهو غائب تماما فيما نقوم به يعتبر جهداً شخصياً لا يمت بالصلة لما يجب أن يكون عليه الحال في الواقع، فمكاتب الثقافة في المديريات مجرد أسم فقط ومكتب لتحصيل الإيرادات لاغير، للأسباب التالية:لا يوجد كادر وظيفي في مكاتب الثقافة، فيوجد مدير فقط للمكتب وشخص أو آخر بجانبه ولا يوجد ميزانية فصلية أو سنوية للنشاط الثقافي إطلاقا... ولا حتى مائة ريال فلو يتصور القارئ الوضع الذي عليه مكتب الثقافة...مع العلم أننا رفعنا تصوراتنا لتنشيط هذه المكاتب في كل المديريات ولكن دون جدوى تذكر. * كلمة أخيرة: اسمحي لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لشخصكم على وجه الخصوص وللصحيفة على وجه العموم وللقراء الأعزاء. عناوين جانبية: