العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين عام نقابة الفنانين الكهالي ل" الجمهور" قيادات كبيرة في الدولة عطلت الفنانين والأعمال الوطنية محجوبة
نشر في الجمهور يوم 03 - 06 - 2010

فؤاد الكهالي.. فنان مسرحي، قدم خلال مسيرته الفنية البالغة نحو 26 عاماً العديد من الأعمال الفنية للإذاعة والتلفزيون والمسرح، وهو حاليا يشغل منصب أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين للمهن التمثيلية والمدير التنفيذي لمنتدى المبدع، اليمني إلى جانب عمله كمدير لإدارة الإنتاج بالمؤسسة العامة للمسرح والسينما.
"الجمهور" حاورت الفنان فؤاد الكهالي في العديد من القضايا في الساحة الفنية في بلادنا.. واقعها.. الصعوبات التي تواجهها.. آفاتها.. طموحها وغيرها من القضايا.
* من أي الأبواب ولجت إلى ساحة فن التمثيل؟
- من خلال العمل المسرحي حيث التحقت بهذا المجال كموهبة.. طبعا في مرحلة مبكرة في الثمانينات، حينها كانوا بحاجة إلى شباب للولوج في مجال التمثيل.
* هل كنت ضمن آخرين من نجوم الفن اليوم؟
- مجموعة من الفنانين أمثال عبدالكريم الأشموري وجميل اليريمي ويحيى إبراهيم وغيرهم، خاصة وأن المسرح الوطني في عام 84م كان بحاجة - كما ذكرت - إلى بعض الشباب حديثي السن، تقريبا ما بين "14-15 عاما".
اعجاب
* هل خضعتم حينها لشروط أو معايير محددة أم أن المسألة احتياج شباب فقط؟
- نعم خضعنا لاختبار من قبل إدارة المسرح الوطني، حيث تقدم نحو 30-40 شخصاً وتم قبول نحو 5-6 أشخاص.
* ما الذي دفع بك نحو التمثيل؟
- الموضوع بالنسبة لي إعجاب بالعمل الدرامي في بداية الثمانينات.
* هل تلقيتم دورات تأهيلية قبل ظهوركم على خشبة المسرح أو الشاشة الصغيرة أم أن الموهبة حسمت الأمر؟
- بالنسبة لي التحقت وأنا طالب في أول إعدادي.. وحقيقة جميع الفنانين في فترة الثمانينات وما قبلها اعتمدوا في التحاقهم بالعمل المسرحي على الموهبة، ولم يكن في المسرح الوطني خريج واحد على الإطلاق..
* يعني لم يوجد خلال تلك المرحلة أي نشاط تدريبي أو تعليمي أو مهني من قبل إدارة المسرح الوطني وإنما تقييم؟
- طبعاً بدأت عملية التدريس أو العملية الأكاديمية لمنتسبي المسرح من بعد الثمانينات.. هذه الفترة شهدت سفر طلاب يمنيين إلى الكويت والعراق ومصر للدراسة في المعاهد العليا للفنون المسرحية، أما بقية الكوادر الموجودة على الساحة اليمنية فمعظمهم من القدامى وهؤلاء بالذات التحقوا بالمسرح بالموهبة.. إذ في البدايات الأولى لم يكن هناك حتى تمثيل أو "بروتوكولات" بين بلادنا وبعض الدول العربية، التي تمتلك المعاهد الفنية التأهيلية الخاصة بالأعمال المسرحية أو الإذاعية والتلفزيونية.. كما أن رواد المسرح اليمني معظمهم لا يمتلكون شهادات إعدادية أو ثانوية.
* ما هو أول عمل مسرحي أو تلفزيوني أطليت على الجمهور من خلاله؟
- مسرحية "المنافق" للكاتب الفرنسي "مولير" ومن إخراج الأستاذ محمد الهمداني تقريبا في 85م.. وبالنسبة للعمل التلفزيوني كان مسابقة رمضانية أخرجها الأستاذ ناصر العولقي.
أعمال فنية متوقفة
* اعتقد أن مشاركتك الفنية في المسلسل الدرامي "أشواق وأشواك" آخر عمل فني حتى الآن.. هل تحضرون أعمالاً جديدة لهذا الموسم؟
- الأعمال الفنية متوقفة وبالذات هذا العام.. هناك توجيهات من قبل وزارة الإعلام باقفال الباب نهائيا أمام المنتجين، رغم أن هناك تنشيطاً للقطاع الخاص ليتبنى انتاج الأعمال الدرامية، إلا ان الجهات المعنية في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون أو الوزارة أوصدت هذا الباب تماما على أن تتم عملية الانتاج عن طريقها فقط بشراكة معينة أو بنسبة 25% للمنتج المنفذ و75% تمتلكها المؤسسة.
* ما السبب برأيك؟
- قالوا إن مؤسسة التلفزيون لا تمتلك امكانيات مادية وهي غير قادرة على انتاج هذه الأعمال.. يعني لا يوجد لديها فلوس رغم أن - حسب معلوماتي - وزارة الإعلام والمؤسسات الاعلامية وعلى رأسها المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون ملزمة بانتاج ثلاثة أعمال درامية على الاقل خلال العام لكل قناة، ولكن يبدو ان هذه الجهات لا تعتمد إلا على خطة الدورة الرمضانية فقط، وهذه هي الفترة التي يتم فيها انتاج الأعمال الدرامية لعرضها في رمضان.
* أفهم من كلامك ان هناك امتيازات ممنوحة لشركات انتاج معينة من قبل المؤسسة لاحتكار هذا المجال؟
- ليس مستبعداً خاصة وان إدارة المؤسسة اشترطت على شركات الانتاج خلال العام الجاري 2010م ان تسعى للحصول على رعاية ومساحات اعلانية لتمويل أي عمل درامي، كون المؤسسة غير قادرة على انتاج أية أعمال درامية هذا العام.
* ماذا عن شركات الانتاج الخاصة؟
- هذه الشركات لا تستطيع ايضا انتاج أية أعمال فنية إلا بموافقة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون والتوقيع على عقد بذلك.. هي تنتج لمن؟!.. ما فيش معها سوق لتسويق هذا العمل بعد انتاجه!!.
* تقصد ان المؤسسة احتكرت السوق ايضاً؟
- أكيد لأن شركات الانتاج الخاصة منتظرة إعطاء المؤسسة إياها الضوء الأخضر، كون الأخيرة هي الجهة الوحيدة التي سيتم البيع لها وهي التي ستشتري، فمن الصعب ان يقوم أي منتج بانتاج عمل درامي، لأنه لن يسوق اصلا إلا لهذه القناة أو تلك وجميعها تابعة للمؤسسة.
* هل تقصد أن الأعمال الدرامية كسيناريوهات .....؟
- "مقاطعاً".. الأعمال كمسلسلات يعني سيناريوهات على ورق موجودة ومتوفرة على الساحة، لكن لا يمكن تنفيذها بسبب العائق المادي، وإن وجد الممول لانتاج هذا العمل لم يتم بثه أو عرضه إلا بموافقة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون.
* كفنان مسرحي هل تعاملت مع شخصيات معروفة من الكتاب والمؤلفين؟
- بالنسبة لنا نحن نتعامل مع نص درامي بغض النظر عن الكاتب.. فيه شركات انتاج.. فيه مؤسسة عامة هي التي تنتج.. نحن نعمل مع أي كاتب لديه القدرة على العمل.
كُتّاب الدراما
* ما تقييمك لكتاب الدراما؟
- معظمهم ليسوا متمكنين من كتابة السيناريو والحوار، انما بعض الشخصيات تطرح فكرة عمل ما يسمى "قصة"، بحيث يقوم المخرج باعادة السيناريو والحوار لهذا العمل والخروج بمسلسل تلفزيوني بشكل صحيح وسليم.
* تقصد ان الكتاب اليمنيين والمؤلفين غير جديرين أو غير مؤهلين لكتابة السيناريوهات؟
- لا.. لا.. ما أقصده انه لا يوجد كتاب متخصصون في كتابة السيناريو.. بعض الكتاب الموجودين على الساحة يكتبون قصة ليست مشبعة بالسيناريو التلفزيوني، والحركة حركة الكاميرا والعمل الفني بشكل عام.
* اعتقد ان هذا من اختصاصات ومهام المخرج .. مخرج العمل؟
- لا.. المخرج يقود العمل صحيح لكن بعض الكتاب غير ملم بعملية كتابة الأعمال التلفزيونية، قد يكتب مشهداً لا تستطيع تصويره لا من السماء ولا من الأرض، ولهذا فإن عملية السيناريو هي من تحدد الأدوات المستخدمة في انتاج هذا العمل.
أبرز الأعمال الفنية
* أبرز الاعمال الفنية التي من خلالها عرفك الجمهور؟
- "اشواق وأشواك"، "عندما تبتسم الاحزان"، "الحب والثأر"، مسلسل "الثأر"، "كيني ميني"، "مننا فينا"، وبعض الأعمال التاريخية التي انتجت بمناسبات معينة في رمضان مثلاً إلا انها تعتبر مناسباتية ولا تعاد، ولهذا اعتقد انه لا احد يتذكرها لذات السبب.
* طالما وانك تمثل حضوراً مميزاً ولافتاً في الأعمال الدرامية سواء المسرحية أو التلفزيونية ما الذي غيبك عن المشاركة في الأعمال الوطنية؟
- بالنسبة للاعمال الوطنية فانها حجبت على الفنانين بشكل عام منذ سنوات لأنه على الأقل كان لنا في المناسبات الوطنية والاعياد الرسمية مشاركات شبه شعرية في إطار اوبريتات تتحدث عن منجزات الوطن والثورة والوحدة ليس إلا.
أعمال وطنية
* ما هي الأعمال الوطنية التي شاركت فيها وكان لك فيها حضور مميز؟
- هناك عدد من الأعمال المسرحية منها "سهيل اليماني"، "الانتفاضة والاستمرار" من انتاج خاص.. كما قامت المؤسسة اليمنية للفنون والتراث بقيادة الأستاذ عبدالكريم المتوكل بانتاج عمل مسرحي يتناول القضية الفلسطينية، من تأليف الأستاذ الشاعر والأديب محمد الشرفي واخراج الأستاذ علي سبيع، وشارك فيه عدد من ألمع النجوم اليمنيين وكان عملاً رائعاً حتى أن عدداً من البرلمانيين العرب الذين حضروا عرض هذا العمل اعتبروه عملاً مميزاً، لدرجة انه تم تصنيفه أحد الأعمال الوطنية القومية التي تستحق الاهتمام والدعم ليعرض على مستوى الوطن العربي.
* أفهم انه لم يتم تسويقه؟
- نعم.. لم يحظ بالدعم الكافي حتى يتم تسويقه، جهات في الدولة وقفت عائقاً أمام نجاح العمل وسعت جاهدة على عدم ظهوره أو تسويقه، لكيلا يتم عرضه في المهرجانات العربية ومناشط ثقافية تتبناها الدول العربية كونه من انتاج القطاع الخاص.
تهميش القطاع الخاص
* تقصد ان الجهات المختصة تسعى إلى تهميش الأعمال الفنية الناجحة؟
- الأعمال الوطنية مهمشة وتستهدف القطاع الخاص في الركيزة الأولى.. قلت لك المسألة برأس مجاميع هي من تحدد سير العمل الثقافي بمختلف أشكاله.
* برأيك ما سبب تدني مستوى الدراما اليمنية مقارنة بالدراما العربية؟
- الدراما اليمنية بحاجة إلى قرار سياسي.. كل مشاريع البلد سواء كانت تنموية أو صحية أو ثقافية أو غيرها بحاجة إلى هذا القرار لتفعيل هذا الجانب، على سبيل المثال في الدول الخليجية المجاورة أذكر ان مجموعة من الممثلين السعوديين كانوا يعملون في القاهرة، وفي حال انتاج عمل درامي يشارك فيه ممثل سعودي أو خليجي القناة السعودية تشتري هذا العمل بأضعاف قيمته السعرية تشجيعاً لهذا الممثل، بحيث يتم تسويقه ودعمه على عكس المختصين في بلادنا بدليل انه تم انتاج عمل درامي بالشراكة مع ممثلين اردنيين في وقت سابق ولم يتم شراؤه.. اشتري مثلا في فترة لاحقة بعد وساطات وتم عرضه في فترة ما بعد الظهر أثناء انقطاع الكهرباء وخاصة في الأرياف.
* تقصد ان القائمين على المؤسسات الرسمية هم السبب في ضعف الدراما المحلية؟
- بالتأكيد وبدون أدنى شك.. فوزارة الإعلام بمختلف مؤسساتها ووزارة الثقافة تتحملان كامل المسؤولية في غياب وتهميش الدراما اليمنية وعدم تفعيلها ووصولها إلى مصاف الدراما العربية والعالمية.. الدراما اصبحت البديل للخطاب السياسي ومن خلالها تتمكن أية جهة من ايصال رسالتها واضحة وفورية، وكذا معالجة مختلف القضايا والاشكالات الوطنية والاجتماعية وغيرها.
دراما معاقة
* طيب.. ما تقييمك لنسبة مساحة الدراما على القنوات التلفزيونية الرسمية؟
- صفر وان كان هناك عمل درامي يعرض في هذه القناة أو تلك فهو عمل معاق.. هل لدينا أعمال درامية راقية كتلك التي تعرض على القناة السورية وبعض القنوات العربية رغم ان امكانياتهم متوسطة ودخلهم القومي اقل منا بكثير؟!!.
* أين تكمن المشكلة.. هل في الكاتب أم في الكادر؟
- يا أخي الكاتب موجود خاصة وان لدينا كتاباً مخضرمين، وكذلك الكادر البشري، لكن المخصصات المالية هي المحجوبة عن إنتاجنا الدرامي.
* كيف؟
- هم بحاجة إلى مال.. خاصة وانهم يستفيدون من عملية شراء أعمال درامية جاهزة للقنوات اليمنية من مصر والاردن وسوريا وغيرها.. فيها عمولات.. كوميشنات، لذا يضطرون للقول "ليس من الضرورة ان ننتج محليا"، من أجل ان يحصلوا على السفريات ويتم استضافتهم في أية فنادق في الوطن العربي.. في مصر أو الأردن لتسويق هذه الاعمال بدلا عن انتاج الاعمال الدرامية المحلية بهدف الحصول على عائد مادي ضخم وعمولات وغيرها.
* من تقصد بالضبط؟
- لا داعي لذكر الأسماء فهم يعرفون انفسهم والجهات المسؤولة ايضا على معرفة كاملة بهذه الشخصيات، لكن غياب الرقابة والمحاسبة شجع هؤلاء على ممارسة الفساد ونهب المال العام رغم ارتفاع الأصوات والهتافات المتعددة للوسط الفني لكن دون جدوى.
حجر عثرة
* مَنْ يقفون حجر عثرة أمام العمل الفني الدرامي ويحدون من تطوره وانتشاره.. هل هم أشخاص أم مؤسسات؟
- كلاهما معا.. وبصريح العبارة "الإعلام" و"الثقافة" مسؤولتان عن ذلك.
* ما الحلول والمعالجات لخلق دراما محلية منافسة تتبنى قضايا الوطن وهمومه ومشاكله من وجهة نظرك؟
- الحلول كما ذكرت في ضرورة وجود قرار سياسي يوجه القيادات الاعلامية والثقافية بمختلف أجهزتها، كون القائمين على هذه الجهات هم المسؤولون عن غيابها وتدنيها سواء كانت ايجابية أو سلبية.
* ما تعليقك على ما يقدم اليوم من فن درامي؟
- لا يوجد اصلا على الواقع أعمال درامية تستحق من المشاهد الوقوف أمامها للحظات، عدا البعض منها وهي قلة لا تستحق أن تذكر.
* على مستوى الدراما ككل لا يوجد سوى عمل درامي واحد فقط تخطى الحدود الجغرافية هو "الرهان الخاسر"؟
- صحيح هذا العمل حظي بدعم خاص من قبل جهات رسمية وشخصيات كبيرة في الدولة، حيث أن "الرهان الخاسر" كمادة موضوعة وجهت لأحداث معينة في البلد، فحاولوا ان يدعموا هذا العمل باعتبار ان الخطاب السياسي لم يفلح، فكان اقرب وسيلة لتحقيق ذات الغرض، كونه استهدف مختلف شرائح المثقفين والأميين.. الكبير والصغير، فالجميع شاهده فحقق النجاح الذي وجد من اجله، وهو من ضمن الأعمال المطلوب تنفيذها بما يتواءم مع ظروف البلد.
غياب الثقافة
* هامات كبيرة من الشعراء والكتاب والنقاد والمثقفين أكدوا ل "الجمهور" ان الأحداث المتعاقبة التي شهدتها بلادنا وخاصة فتنة التمرد الحوثي في صعدة والحراك الجنوبي سببها غياب الثقافة وكذا الأعمال الوطنية سواء المسرحية أو الغنائية.. ما رأيك؟
- أنا اتفق مع هذا الرأي.. لأنه في بداية الأمر عندما تحدث هناك اشكالات أو أعمال تخريبية تمس أو تستهدف الوطن كما حدث في صعدة من تمرد وقضايا الإرهاب يوجه كل اللوم على القطاعات الثقافية، لانه لو وجدت الثقافة وتواجدت في هذه المحافظات وكان لها دور لما حدث ما حدث، ولما تم استقطاب الشباب من قبل الحوثية، غير أن أي مشروع سواء كان نقابة أو منتدى أو هيئة يهتم بالولاء الوطني في اوساط الشباب من خلال الانشطة الثقافية والأعمال المسرحية والدرامية في المحافظات النائية عندما يتم تقديمه إلى الجهات الرسمية لدعمه في مثل هذه المحافظات المستهدفة يواجه بالقول "لا يوجد لدينا امكانيات مادية.. ميزانيتنا ميزانية أسرة".. وعلى سبيل المثال وزارة الثقافة عندما تخاطبها دائما تتحدث بذلك، لذا نقول: أين دور "الثقافة"؟!.. لماذا دائما الانشطة الثقافية والفعاليات تقام في العاصمة صنعاء فقط ولا تستهدف المحافظات الأخرى كالجوف ومأرب والمهرة وغيرها والتي هي بحاجة لذلك اكثر من أي شيء آخر؟!!.
نقابة الفنانين
* أين دور نقابة الفنانين في نشر الوعي من خلال الأعمال الفنية سواء المسرحية أو التلفزيونية وكذا الفعاليات الفنية؟
- بصريح العبارة.. مسؤولون أو قيادات كبيرة في الدولة هم الذين يتولون مثل هذه الأعمال لتنسب لهم الأعمال فيختارون الظرف الذي يريدون.. قيادات كبيرة شايفة نفسها انها من تقوم بالتوعية وأنها من تنشر السلام والخير.. لم يتيحوا للفنانين الفرصة الكافية وكذلك لمنظمات المجتمع المدني، بحيث تكون مصداقية بينها وبين المجتمع وهذا ما احدث لخبطة تتبناها هذه الجهات.
* من تقصد .. ممكن توضح؟
- لا.. هناك قيادات في الدولة وجهات رسمية ايضا غير "الإعلام" و"الثقافة" تتبنى منظمات المجتمع المدني، فلو لاحظت أية منظمة من هذه المنظمات لوجدت أن زعامتها بيد قيادات كبيرة في الدولة بحيث يتم تفعيلها لمن يكون لها ظهر أو قيادة مسؤولة هي من تتولى التوعية في البلد وهذا ما افقدها المصداقية.
أعمال وطنية مغيبة
* يعني هذا سبب غياب الأعمال الوطنية؟
- هي ليست غائبة وإنما مغيبة علينا كفنانين ولا يتم الاهتمام بها وان وجد أي اهتمام فانه يكون بشكل مناسباتي وحصري، لذلك كان عملنا مشلولاً.. لا توجد عندنا استراتيجية ولا لوزارة الثقافة رؤية ولا استراتيجية واضحة تحدد ماذا تريد!!.. هناك وكلاء.. مسؤولون في وزارة الثقافة قائمون عليها منذ 20 سنة لم يبرمجوا أو يجددوا تخطيط "الثقافة" لكل اعمالها الثقافية سواء في المشهد المسرحي أو الغنائي أو الشعري منذ ذلك العهد.
* طيب طالما وغياب الثقافة وحضورها سواء يعني لا يوجد فرق فلماذا إذاً وجدت؟
- وزارة الثقافة مهتمة بالمعرض التشكيلي فقط وبدل السفر وفلان سيروح وكشوفات المرتبات وكشوفات الاضافيات.. هل لمسنا نشاطاً لثقافة حقيقية على الساحة اليمنية؟!.. يمكن مؤسسة العفيف تقوم بما لا تقوم به وزارة الثقافة من ندوات وتوعية وغيرها من الفعاليات.
* بالنسبة للمشاركات الخارجية؟
- اقتصرت مشاركاتنا على مهرجان المسرح التجريبي الذي يقام في القاهرة.. لدي تقريباً 4 إلى 5 أعمال على مدى عشرين سنة، وشاركت في الدورة العربية الرابعة للمهرجان المسرحي الاردني وغيرها من المشاركات.
المسرح
* ماذا عن المسرح؟
- المسرح اليمني اعتمد في الآونة الأخيرة تماما على مجموعة من الأفكار.. مجموعة شباب يطلعون على المسرح ليقولوا مجموعة من النكات، وتقيم على أنها أعمال مسرحية وفعلا حسبت أعمالاً مسرحية.
* هناك ما يعرف أو يطلق عليه ب "مسرح الاربعاء"؟
- هذا ما قصدته بالضبط في حديثي ويعد السبب في ضياع المسرح اليمني.. أتذكر ان أحد كتاب المسرح حضر في يوم "مسرح الأربعاء" قبل فترة وعند سؤاله كيف شفت المسرحية؟.. أجاب قائلاً: أنا ضحكت لكن ما شفتش مسرح وهذا أكبر دليل على ان العملية عملية تهريج الغرض منها الارتزاق ليس إلا.
* كيف ترى ما يقدمه هذا المسرح من أعمال؟
- لا توجد أعمال مسرحية وانما اسكتشات وبعض التهريج تقدمه جماعات لغرض الارتزاق.. يعني أعمال تنتج ب200 ألف ريال هل نسميها أعمالاً مسرحية، بينما ينتج حاليا عمل مسرحي في المركز الثقافي بالشراكة مع وزارة الثقافة بنحو ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ريال؟!!!.
* من الجهة المنتجة التي تمول هذا العمل.. وما هو؟
- طبعا هذا العمل هو عبارة عن مسرحية باسم "مريض الوهم" للكاتب الفرنسي "مولير" واخراج عادل حكيم، طبعا هو فرنسي من اصول لبنانية، ويشارك فيها مجموعة من الفنانين اليمنيين والقدامى والشباب، وانتاج المركز الثقافي الفرنسي لذا يعد من الاعمال الاكاديمية المسرحية المتخصصة.
* أين دور المؤسسة العامة للمسرح والسينما في هذا الجانب؟
- المؤسسة حديثة الإدارة وقرار انشائها الجديد بعد ان ظلت عشرين سنة متخبطة وجاثمة على نفسها ولم تنتج سوى مسرحية واحدة باسم "القلاصات" من تأليف الكاتب عبدالكريم الرازحي، وشاركت فيها مع مجموعة من الفنانين المسرحيين ومتابع انتاج ايضا في 1993م.
* انطباعاتك نحو مؤسسة المسرح والسينما.. هل تتوقع ان تحقق ما هو مأمول منها خاصة بعد أن تولت قيادتها شخصية فينة ذو كفاءة كصفوت الغشم؟
- إذا استقلت هذه المؤسسة مالياً وادارياً وكان لها هيكلها الاداري بحيث انها تستطيع ان تفَّعل نفسها دون الوصاية عليها فستعمل.. حيث نتمنى أن يكون لها صلاحية كاملة بحيث تهتم بما يخص المسرح والدراما، وان تظهر هذا الفن بالوجه المطلوب وبالزهو الذي يجب كمؤسسة رسمية، أتمنى ايضا ألا تسمح بعملية التهريج التي نشاهدها اليوم.
* ممن الوصاية؟
- من الجهات الرسمية التي تشرف عليها وتحجم دورها، خاصة وانها إلى اليوم لم تتسلم ميزانيتها المعتمدة والتي كان من المقترض ان تتسلمها من بداية العام الجاري 2010م غير أنه تم تأجيل اعتمادها إلى العام المقبل ولهذا السبب ما زالت راكدة .
* طيب هل من انشطة تقوم بها المؤسسة حاليا في مجال اختصاصاتها ومهامها؟
- بالنسبة لأعمال مسرحية أو سينمائية لا تقوم بأية انشطة في هذا الجانب، لكنها اليوم متفرغة تماما للعمل في اللوحة الفنية الخاصة بخليجي عشرين فقط.
موضة
* هل أنت مع تحول الفنانين سواء المطربين أو الممثلين إلى مذيعين؟
- لا .. لأن نجاحك في مجال ما مرهون بتخصصك، لكن اعتقد ان الموضة طغت واصبح كل شيء جائز، واعتقد انه لا بأس ان يقدم برنامج خفيف الظل بحيث لا يطغى على العمل الدرامي.
* هل من شروط معينة أو معايير يجب توافرها في الممثل أم ان الالتحاق بهذا المجال اصبح في متناول الجميع لكسب الرزق مثلا؟
- والله صار في الآونة الأخيرة المجال الفني مفتوحاً لكل الناس.. من يملك الموهبة تقدم لدرجة انه اصبح في متناول اليد أكثر من أية مهنة أخرى.
قنوات سياسية ولا ثقافية
* توقع الكثيرون ان تعدد القنوات الفضائية سواء الحكومية أو الخاصة بداية نقطة تحول لانتاج فني متواصل وليس موسمي كما هو حاصل اليوم.. ما تعليقك؟
- صحيح هذا ما تردد كثيراً بأن كثرة القنوات ستكون بداية لغزارة الانتاج الدرامي المسرحي إلا انها خيبت الآمال، وأنا اعتبر ذلك موسماً سياسياً غزيراً وليس درامياً غزيراً.
* لماذا؟
- لأن هذه القنوات الفضائية وجدت ليس لغرض النهوض بالموروث الثقافي والفني للمجتمع اليمني وعاداته وتقاليده والاهتمام بقضايا المجتمع وهمومه وبنيته الثقافية والتوعوية.. وانما وجدت للممحاكات السياسية وللتعبير عن وجهة نظر أصحابها حزبية كانت أو سياسية، نكاية بحزب معين يعني صراعات سياسية تنعكس عبر هذه الوسائل خاصة وأن المواضيع البرامجية التي تعرض من خلال القنوات الخاصة الموجودة على الساحة شبه مناطقية، وكأنها وجدت لتعبر عن آراء القائمين عليها ووجهات نظرهم بعيداً عن أداء رسالة اعلامية واضحة وشفافة، تخاطب كل شرائح المجتمع وتتبنى قضاياهم ومشاكلهم.
المسلسلات التركية
* بالنسبة للدراما التركية هناك من يرى حضورها اليوم وبقوة بمثابة الغزو الفكري والثقافي للجزيرة العربية لدرجة انها اصبحت حديث الساعة لدى المتابعين.. كفنان كيف ترى ذلك؟
- لا اتفق مع هذا الرأي ولكنني أرى ان التحول التركي الآن شيء جميل ورائع.. الدراما التركية تناقش اليوم قضايا قومية كالقضية الفلسطينية.. اتحدى القنوات الفضائية العربية التي تهتف بقومية الأوطان العربية وتحرير فلسطين ان تناقش أعمالاً مثل الأعمال التي تقدمها الدراما التركية.
إعلام جبان
* لماذا.. هل تعتبره عجزاً أم ماذا؟
- الإعلام العربي جبان ومنافق ولا يستطيع ان يقدم اعمالاً درامية كهذه.. تركيا قدمت أعمالاً صريحة وواضحة وشفافة ذات أبعاد، وهذا يكشف قوة الانتاج وغزارة الامكانيات في الانتاج ايضاً، ولهذا فهم اليوم يروجون للوطن العربي من خلال هذه الثقافة وبذلك يمكن ان يكونوا ثروة بترولية لوطنهم عبر الدراما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.