سيطرت تطورات الأزمة السورية بشكل لافت على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الأحد لشؤون منطقة الشرق الأوسط. ونبدأ من صحيفة "صنداي تايمز" التي نشرت تقريرا تناول جانبا مختلفا في الأزمة السورية. وتحدث التقرير – الذي أعدته مراسلة الصحيفة هالة جابر – عن توافد العائلات السورية على المطاعم والمحلات في حي المالكي بدمشق على الرغم من التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية. ولفت التقرير إلى أن النساء في هذا الحي كن يستمتعن بتناول الطعام مع أطفالهن السبت مع أنه البعض كان يترقب ضربة أمريكية محتملة ضد سوريا. ونقلت الصحيفة عن واحدة من هذه النساء، تُدعى دينة، وهي أم لطفل واحد: "نؤمن بالله، ونثق في رئيسنا وفي الجيش، ونعرف أن الغرب يستهدفنا، وهذا ما يسعون من أجله على مدار العامين الماضيين." وأضافت دينة: "إذا كانوا يظنون أنهم سيثنوننا، فهم مخطئون. فهذا سيجعلنا أشد عزما." وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من تغير الحياة في دمشق بسبب أعمال العنف، لا يزال المواطنون يذهبون للعمل ولا تزال المتاجر والمطاعم والمصارف والوزارات تؤدي عملها كالمعتاد. لكن التقرير لفت إلى أن مع "ارتفاع صوت طبول الحرب" خلال الأيام الماضية، عمدت العائلات في دمشق إلى تخزين الأطعمة استعدادا لما يراه البعض أمرا حتميا. "مستنقع"
كما نشرت صحيفة "صنداي تايمز" أيضا مقالا لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قال فيه إن تصويت البرلمان البريطاني ضد التدخل العسكري في سوريا يمثل "شيئا صادما". وذكر بلير أن الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا ضد مدنيين أبرياء، بينهم أطفال، ومع ذلك فقد كان الموقف البريطاني هو "الأفضل عدم فعل شيء". وأشار إلى أن تصويت البرلمان بالرفض "مفهوم" بسبب التجربة العراقية، فقد كان التدخل في العراق وأفغانستان أكثر صعوبة وخطورة مما توقع البريطانيون. وأضاف أن الوضع في سوريا يبدو أكثر صعوبة، ولذا يفضل البريطانيون النأي بأنفسهم عنه. لكن رئيس الوزراء السابق قال إن الخوف في سوريا لا يرتبط باستخدام الأسلحة الكيماوية وحسب، وإنما يتعلق بما إذا كان الوضع هناك سيصبح مثل المستنقع". وأضاف في مرحلة ما سيدرك البريطانيون أن هذه المعركة "مهمة لأمننا وأنّ علينا أن نتخذ موقفا". تداعيات الصراع على المنطقة
ونشرت صحيفة "الأوبزرفر" تحقيقا للصحفي بيتر بومونت حول مخاوف الدول المجاورة لسوريا من التداعيات المحتملة للصراع السوري. ورصد بومونت حالة من التأهب بين المواطنين في القرى شمالي الأردن – قرب الحدود مع سوريا – مع توافد المزيد من اللاجئين إلى الأردن. وأشار الصحفي إلى أن هذه الحالة تتبدى أيضا بدول أخرى مثل لبنان وإسرائيل والعراق، حيث تسود مخاوف من أن الأزمة السورية – التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص حتى الآن – قد تزعزع الاستقرار في المنطقة برمتها. وأوضح التحقيق أن لبنان والعراق كانتا الأكثر تأثرا حتى الآن – بسبب الطبيعة العرقية والسياسية. ولفت إلى أن بريطانيا أصدرت تحذيرا من السفر إلى لبنان إلا في حالات الضرورة. ونقل بومونت عن مصدر أمني بارز في لبنان أن حوالي 14 ألف شخص غادروا البلاد يوم الخميس الماضي، معظمهم من الأوروبيين. وكانت طرابلس قد شهدت الأسبوع الماضي تفجيرات أودت بحياة 42 شخصا. كما عززت الأردن وتركيا وإسرائيل من استعداداتهم العسكرية في ظل مخاوف من تداعيات واسعة لأي ضربة قد توجهها الولاياتالمتحدة لسوريا، بحسب التحقيق. وأضاف الصحفي نقلا عن مصادر أن السلطات السعودية رفعت من مستوى استعداداتها الدفاعية، كما ألغيت إجازات أفراد القوات المسلحة. كما ذكر أن السلطات الإسرائيلية، التي تخشى من رد فعل انتقامي، قامت بتحريك بطاريات مضادة للصواريخ شمالي البلاد على الحدود مع سوريا واستدعت عددا محدودا من قوات الاحتياطي.