يقولون أنَّ الشعوب على دين قادتها (ملوكها/رؤسائها) ، لكن الواقع يقول غير ذلك ,, فالقيادات تبعاً لمزاج شعوبها ، فالشعوب تمدح قادتها وتسطر لهم آيات الحب "مزاج" وبعدين تعطيهم بالجزمة "مزاج"
الامام الحسن رضي الله عنه زوَّجوه بناتهم وخالفوا أمر الإمام علي كرم الله وجه ، وقدَّسوه وتمسَّحوا به و..... الخ ، وبعدها غدروا به ، وسرقوا كلما يملك ، وأكبُّوه على وجه لسرقة الحصيرة التي كان ساجداً عليها !!!
الرئيس محمد نجيب قدم استقالته في 24 فبراير 1954 فخرج الشعب المصري والسوداني في مظاهرات لم يشهدها التاريخ لمدَّة ثلاثة أيام رفضاً لاستقالته ، فالمصريون هتفوا (محمد نجيب أو الثورة) والسودانيون هتفوا (لا وحدة بلا نجيب) . فعاد الرجل واستطاع فرض الديمقراطية وإلغاء حكم العسكر الذي خطط له جمال عبدالناصر ، وبعد شهر 28 مارس 1954 خرج الشعب المصري هاتفاً (تسقط الديمقراطية ، تسقط الحرية) فسقط الرئيس نجيب يومها ولم يعلن عن اسقاطه إلَّا في 14نوفمبر ،، وبعدها قالوا لم يكن له دور بالثورة ، وأنَّه كان مجرد كمبرس !!!
وحسني مبارك ، كان الأب والبطل والقائد والباني و....... الخ , وبعدها حرامي وفاسد وكذاب وجبان !!! صدام حسين اطلق عليه العراقيون القاب وأسماء مثل الأسد أكثر من 200 لقب ، وبعدها اعطوه بالجزمة !!! وحافظ الأسد لم يرفعوه على الاعناق فقط ، بل رفعوه هو والسيارة التي كان يركبها , واليوم يلعنوه ويلعنوا جدة !!!
الملك الزاهد السنوسي كان إذا بكى من خشية الله ، يبكي الشعب الليبي كله على بكائه ، ومن فرط حب الليبيين له , كرجل ناضل أكثر من خمسين عاماً من أجل تحرير ليبيا , قبلوا توحيد ليبيا تحت حكمه بعد أن كانت ثلاث دول ، وبعد كل ذلك التقديس خرج الليبيون في مظاهرات يهتفون (إبليس ولا إدريس) فرفع يده إلى الله وقال (اللهم لاترد شعبي خائبين) فاستجاب الله دعوته ،، وختم حياته مطروداً متهوماً بالعمالة لامريكا !!! ثمَّ جاء إبليس كما طلبوا "معمر القذافي" فرفعوه إلى مرتبة النبوة ، فلو هرطق بجملة ، جعلها الليبيون مثل وحكمة وقانون ،، وبعدها قالوا أنَّه يهودي بن يهودية ، فقتلوه وسحلوه !!!
علي عبدالله صالح حلفوا باسمه , وصرفوا له الالقاب (عشرين لقب تقريباً) وبعدها احرقوه ولو تمكَّنوا منه لأكلوه !!! الملك الحسن الثاني كانوا يسجدون له , لأنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبعدها قالوا أنَّه ماسوني وقاتل وملحد !!! ذكرنا أمثلة فقط ، أمَّا الواقع فلا يوجد ملك أو رئيس أو سلطان ، إلَّا وقع في مستنقع مزاج الشعوب ،، فمن الظالم ومن المظلوم؟؟؟
حتى الشعوب المتقدمة سلَّطت أمزجتها على رؤسائها ،، فالشعب الامريكي كاد أن يطيح بالرئيس كلنتون لأنه كذب عليهم في علاقته مع مونيكا !!! والفرنسيون اسقطوا ساركوزي لأنه سمح لأبنه بالترشح في انتخابات محلية !!!
في الحقيقة شعوب العالم كلها مزاجية ،، باستثاء الشعب الجنوبي (الشعب الجنوبي غير) فقياداته لم يقدِّموا عملاً صالحاً يذكر ، ولا حتى واحد بالمليون مما قدم قيادات الدول الأخرى ،، بل دمرُّوا البلاد وذبحوا وهجرُّوا العباد ، ثم أسلموا البلاد (الأرض والبشر) لعدوٍ متربص منذ مئات السنيين . يعني بالعربي أهلكوا الحرث والنسل ، وأضاعوا الحاضر ومستقبل وحياة الأجيال القادمة !!! وثبت للخاصة والعامة أنَّهم أغبياء وفاشلون ، ضالون مضلون . لكنَّ الشعب الجنوبي الكريم مازال يرفع صورهم ، ويُمجِّدهم ، ويرسم لهم البطولات ، ويمنحهم الالقاب !!! ليس الإحياء من القيادات فقط ، بل والأموات .
وعليه نقول : أيَّها الشعب العظيم ما أطيبك وما أكرمك ، وما أعظم ذاكرتك التي لاتذكر شيء . ولأنَّك بهذه الحال وبهذا التسامح والطيبة والحبُّ للقيادات ، فلن تحصل على قيادة قوية متماسكة تحقق لك الحرية , إلَّا إذا أصبحت مثل شعوب العالم "مزاجي"، فالآلاف يتصارعون من أجل الوصول إلى قيادتك ، ولن يتفقوا أبداً ، ولسان حال كل فردٍ منهم يقول "لهذا السبب أريد أن أكون رئيساً"