سيحمل فرناندو ألونسو على كاهله عبء إسعاد جماهير فيراري الفريق الأحمر الشهير يوم الاحد المقبل في قلعة السرعة في حلبة مونزا وهي الأسرع بين جميع الحلبات في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات. وسيكون فوز فيراري بالمركزين الأول والثاني يوم الاحد السيناريو الأمثل للفريق بينما يحتاج البرازيلي فيليبي ماسا لتحقيق أفضل نتائجه في آخر سباق على الأرض الاوروبية هذا الموسم لكن تحقيق الونسو للفوز في مثل هذه المرحلة من الموسم يمثل أمرا ضروريا. ومع تبقي ثمانية سباقات من الموسم يتأخر الاسباني الونسو بفارق 46 نقطة وراء سائق رد بول الالماني سيباستيان فيتل بطل العالم ثلاث مرات والذي يملك أفضلية كبيرة في السباقات المقبلة التي ستقام في آسيا والشرق الأوسط. وحلبة مونزا مكان له خصوصية بالنسبة لفيتل إذ حقق هناك أول انتصاراته في فورمولا 1 حين كان يقود سيارة فريق تورو روسو في 2008 لكن رد بول لم يحقق الفوز هناك سوى مرة واحدة في 2011 وتحدث مدير الفريق كريستيان هورنر في بلجيكا واصفا الحلبة الايطالية بأنها حجر عثرة في وجه فريقه. وقال فيتل بعد فوزه في بلجيكا الشهر الماضي حين حقق خامس انتصار له في الموسم "لا نتوقع.. ربما.. أن نكون أقوياء (في حلبة مونزا) لكن دعونا نرى." وهناك تفاؤل أكبر في فيراري وهو أكثر فرق البطولة نجاحا على الحلبة الخاصة به إذ حقق عليها 18 انتصارا على مر السنوات مقارنة بعشرة لمكلارين. وفاز الونسو بهذا السباق في 2010 واحتل المركز الثالث في 2011 و2012. كما سبق له الفوز مع مكلارين في 2007 واحتلال المركز الثاني في 2005 مع رينو. وسيشهد سباق الاحد على حلبة تلاحقها أشباح التاريخ إسدال الستار على استخدام المحركات ذات الصمامات الثمانية في اوروبا ويقول البعض هنا إن من شأن فوز أقدم فرق البطولة وأكثرها نجاحا في مثل هذه المناسبة أن يكون ختاما ملائما. ووافق الونسو - الذي سيكون عليه تقديم أفضل ما لديه لينطلق من الصف الأمامي للمرة الأولى في 22 سباقا وبعد أكثر من عام من المحاولات - على ذلك بالقول "إنه سباق مهم بالنسبة لنا.. للفريق." وأضاف "في العام الماضي كنا قريبين للغاية من تكرار الانتصار الذي حققناه في 2010 لذلك نصل وكلنا دافع مرة أخرى وفي حلبة مونزا نتمنى أن نسعد الناس." ولم يحقق ماسا - الذي يحوم شك أكثر حول مستقبله الآن بعدما حسم رد بول الأمر بشأن تشكيلته للعام المقبل - أي مركز بين الثلاثة الأوائل إلا مرة واحدة هذا الموسم وكانت المركز الثالث في اسبانيا. كما أن ماسا لم يفز بأي سباق منذ 2008. ولن يعدم ماسا الدافع حتى لو افترضنا أنه لا يعاني أي ضغط للاحتفاظ بمكانه في الفريق في سباق سيقام بدون مشاركة أي سائق ايطالي. وقال ماسا لموقع فيراري على الانترنت "أنا برازيلي لكن عائلتي أتت من ايطاليا لذا فإن هذا سباق في مكان أنتمي إليه كما أنني أحمل جواز سفر ايطالي وعائلتي تعيش بالطريقة الايطالية." وتابع "كل هذا يضيف إلى خصوصية المناسبة بالنسبة لي." ولدى الاسترالي دانييل ريتشياردو - سائق تورو روسو الذي سيصبح في الموسم المقبل زميلا لفيتل في رد بول كبديل لمواطنه مارك ويبر - جواز سفر ايطالي هو الآخر لكن لن يكون بمقدوره الاعتماد على تشجيع كبير من الجمهور الايطالي رغم أنه في الوقت الحالي ينافس بسيارة فريق مقره ايطاليا. ويعرف جمهور حلبة مونزا بالولع الشديد وبالانتماء التام لكل ما يتعلق بفيراري وهو حماس يتجاوز الحماس لفرق كرة القدم. وواجه لويس هاميلتون سيلا من الصافرات الغاضبة من الجمهور حين حقق الفوز هناك لصالح مكلارين بينما احتلت سيارات تستخدم محركات فيراري المراكز الثاني والثالث والرابع ولا يمكن توقع أي تغيير في ذلك في حالة تكرار هاميلتون للانتصار بسيارة فريقه الجديد مرسيدس. وسيسعى هاميلتون بطل العالم 2008 للانطلاق من المركز الأول للمرة الخامسة على التوالي ليمنح نفسه أفضل فرصة ممكنة لتكرار انتصاره وتقليص الفارق مع فيتل والونسو بعدما تفوقا عليه في بلجيكا وتركا له المركز الثالث. وفي آخر عشرة سباقات بحلبة مونزا كان الفوز ثماني مرات للمنطلق من المركز الأول وهناك ثلاثة سائقين حاليين وللمصادفة هم الثلاثة الأوائل في ترتيب السائقين سبق لهم الفوز هناك. لكن أيا منهم لم يحقق في الحلبة الايطالية انتصارين لنفس الفريق. وقال توتو فولف مدير قطاع رياضة السيارات في مرسيدس "سنستخدم النسخة المحسنة من الحزمة التي استخدمناها في حلبة سبا. نأمل أن نرى تحسنا في السرعة أثناء السباق بعد الدروس التي تعلمناها في السباق الماضي في بلجيكا."