قال مسؤولون امنيون ان مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة قتلوا ما لا يقل عن 31 من جنود الجيش والشرطة اليمنيين في هجمات في جنوب البلاد يوم الجمعة هي الأشد دموية منذ ما يزيد على سنة. وقتل 21 جنديا حين انفجرت سيارتان ملغومتان في معسكر للجيش في النشيمة قرب الساحل وقتل عشرة من الشرطة برصاص مسلحين في مدينة الميفعة في داخل البلاد. واضاف المسؤولون ان سيارة ملغومة انفجرت قرب المرفأ الوحيد لتصدير الغاز الطبيعي المسال في البلاد في بلدة بلحاف الساحلية مما أدى إلى مقتل من كانوا بداخل السيارة دون وقوع اي اضرار أخرى. وذكرت المصادر أن المسؤولين يعتقدون أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤول عن الهجومين. وتعتقد دول غربية أن هذا التنظيم الذي حاول تنفيذ تفجيرات على خطوط طيران دولية أحد أخطر فروع القاعدة. وقتلت طائرات امريكية بدون طيار العشرات من اعضاء القاعدة في جزيرة العرب واستعاد الجيش اليمني مساحات واسعة من الاراضي من سيطرة المتمردين مما جعل وزير الخارجية اليمني يصف هجمات يوم الجمعة بأنها علامة على اليأس المتزايد. وقال الوزير ابو بكر القربي لرويترز "استهدف هذا الهجوم اظهار انهم ما زالوا هناك. لكنه اثبات على انهم يخسرون الحرب ضد امن اليمن واستقراره." وقال علي الصراري المستشار السياسي لرئيس الوزراء ان الهجمات تهدف الى احباط جهود المصالحة في "الحوار الوطني" الذي بدأ بين الفصائل المتناحرة بعد انتفاضة شعبية عام 2011 . واضاف "الهجوم جاء بعد قيام الحزب الحاكم السابق بتعليق مشاركته في مؤتمر الحوار وبعد هجمات متتالية على انبوب النفط وخطوط الكهرباء.. والهدف الرئيسي هو افشال التسوية ومنع مؤتمر الحوار من الخروج بمعالجات لمختلف القضايا وبالذات القضية الجنوبية." ويمثل الحفاظ على الاستقرار في اليمن الفقير اولوية بالنسبة لواشنطن ودول الخليج بسبب موقعه المطل على مسارات رئيسية لحركة ناقلات النفط وبالقرب من السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم. وكانت هجمات يوم الجمعة هي الاكثر دموية ضد الجيش اليمني منذ مايو ايار 2012 حين قتل مفجر انتحاري في زي عسكري اكثر من 90 جنديا في استعراض عسكري بالعاصمة صنعاء. وانفجرت قنبلة مخبأة في سيارة وسط مجموعة من الجنود عند بوابة معسكر النشيمة بينما كان السائق يحاول الدخول. وقال مصدر امني ان السيارة الأخرى كانت داخل المعسكر بالفعل حين انفجرت. وقالت مصادر في وقت سابق لرويترز إن قرابة 30 جنديا قتلوا في الهجوم. وذكر سكان في الميفعة أن مسلحين فتحوا النار على مقر أمني مما أسفر عن مقتل عشرة من افراد الشرطة قبل أن يفروا في عربات مسروقة. ووقعت الهجمات في محافظة شبوةالجنوبية وهي منطقة وعرة يغيب عنها القانون كانت مسرحا لكثير من القتال في السنوات القليلة الماضية بين المتشددين الاسلاميين وقوات الأمن. وبرز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كواحد من اشرس الفروع الدولية للقاعدة وكتهديد مباشر للولايات المتحدة حين اعلن مسؤوليته عن محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة ركاب متجهة الى ديترويت يوم 25 ديسمبر كانون الاول 2009 باستخدام قنبلة خبأها في ملابسه الداخلية. وقال انه مسؤول ايضا عن محاولة فاشلة لارسال طردين جويين بهما قنابل الى الولاياتالمتحدة في اكتوبر تشرين الاول 2010 . ودفعت معلومات مخابرات عن هجوم وشيك للقاعدة في جزيرة العرب الولاياتالمتحدة ودولا غربية اخرى الى اغلاق كثير من سفاراتها في الشرق الاوسط وافريقيا واسيا بصورة مؤقتة اوائل الشهر الماضي. واستغل المتشددون الفوضى السياسية في اليمن اثناء الربيع العربي في 2011 لينتزعوا السيطرة على بعض البلدات والمناطق المحيطة في جنوب البلاد. وردتهم القوات اليمنية بمساعدة من الولاياتالمتحدة العام الماضي ليتفرقوا الى جماعات صغيرة انتشرت في انحاء الجنوب النائية الوعرة. ورغم ذلك نفذوا سلسلة من الهجمات ضد اهداف حكومية وعسكرية باستخدام اساليب عدة تراوحت من الهجمات الانتحارية والسيارات الملغومة الى اطلاق الرصاص من سيارات مسرعة. ويواجه اليمن مجموعة من التهديدات الداخلية الى جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومنها حركة انفصالية متنامية في الجنوب وتمرد في الشمال للحوثيين وهم مجموعة من الشيعة الزيدية. من محمد مخشف