أصبحت قضية الجنوب العادلة محل اعتراف صانعيها والمتسببين فيها ويعترف جزء كبير من هؤلاء في حواراتهم وفي أجهزة إعلامهم بأن الجنوب يرزح تحت احتلال منذ عام 1994م والكل يعلم ان انطلاق الحراك السلمي الجنوبي يعتبر أول ثوره سلميه في الوطن العربي وما يميز هذا الحراك عن باقي الثورات العربية اختلاف مطالبه حيث لم يكن ضمنها القضاء على نظام أو استبدال حاكم أو رحيل زعيم بل مطلبه الوحيد التحرر والانعتاق والخروج من النفق المظلم الذي وقع فيه هذا الشعب بسبب فخ الوحدة المغدورة , ورغم ان ثورات الربيع العربي التي انطلقت بعد انطلاق ثورة الجنوب بسنوات قد حقق بعضها أهدافه ومنها القضاء على الأنظمة المستبدة إلا ان الثورة الجنوبية تأخر انجاز أهدافها في التحرر والانعتاق أو على الأقل اعتراف العالم بهذه الثورة السلمية العظيمة التي انطلقت في الشوارع والساحات عام :2007م 0ومن الطبيعي ان يتساءل المتابعون لهذه الثورة من العرب والمراقبين في العالم إضافة إلى شعب الجنوب يتساءلون لماذا طال أمد هذه الثورة ولماذا هذا التجاهل لها رغم سلميتها وحضاريتها ولماذا سبع سنين عجاف مرت على الشعب الجنوبي يقضيها في الساحات الميادين يفترشون الازفلت ويلتحفون أشعة الشمس الاستوائية دون ان يصغي لهم احد ولماذا طال ليل هذا الشعب المغلوب ولماذا أصم العالم أذنيه وأغمض عينيه عن نضال هذا الشعب ومن السبب في هذا الوضع المختل ولماذا تكافأ أرقى ثوره على الإطلاق بهذا التجاهل والتعتيم , هذه الأسئلة الموجعة لها جواب واحد فقط ومن كلمتين فقط ! ولدى المتسببين في ذلك فقط . نعم الجواب عن هذه التساؤلات يوجد لدى قادة وفطاحلة السياسة الجنوبيين الجواب الشافي والرد الكافي عن ذلك وغيره يوجد لدى الكوادر الجنوبية المجربة التي صقلتها مراحل القرن الماضي النضالية يوجد فقط لدى من حرروا الجنوب من بريطانيا ووحدوا الجنوب الممزق إلى أكثر من عشرين سلطنه ومشيخة , جواب هذه التساؤلات يوجد فقط لدى من بيدهم إخراج هذه الثورة السلمية العظيمة إلى النور يوجد لدى من بيدهم أنها كل هذه الويلات التي انهالت على هذا الشعب وثورته جواب هذه التساؤلات المحيرة لدى الذين صنعوا في منتصف القرن الماضي دوله الجنوب ومؤسساتها واقتصادها من العدم الجواب بين يدي هؤلاء جميعا من رؤساء ووزرا وقادة الأحزاب الجنوبية العريقة ورجال الدين والفكر الجنوبيين والقادة العسكريين الذين صنعوا أمجاد الجنوب إلى هؤلاء جميعاً في الداخل والخارج في المنفى والشتات نهديكم هذا السؤال الحزين والمر الذي يلوكه أبناءكم كالعلقم في الفم وكالغصة في الحلق وكالمسمار في القلب على مدار الساعة وكل يوم ولسنوات وهو لماذا طال ليل هذا الوطن؟؟؟ لماذا غابة عنه عيون العالم ؟ لماذا اختفت المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية عن مراقبة مايجري في الجنوب ؟ ومن منعها عن أدى رسالتها ؟ ولماذا لم تسلط الأضواء حولها ؟ لماذا تختفي عدسات الصحفيين والفضائيات عن مليونيات عدن وتتلقف ابسط زوبعة في أي ركن من العالم ؟ سؤال متشعب ومزدوج لكن إجابته غير مزدوجة . تساؤلات كالسهام تدمي الضمائر الحية لكن جوابها واحد ولدى هؤلاء كقادة وسياسيين .
فشعبكم الأبي قدم كل غالي ونفيس لقضيته وعنده الاستعداد لتقديم المزيد لكن ليس لديه استعداد لانتظاركم أكثر وضياع المزيد من الوقت فرجاله يتساقطون يوميا بطرق غادره منذ ذهابه للوحدة حتى اليوم ومسيراته تنزف دماً ومليونياته على حساب خبز يومه ولم يبقى لديه. كثير من الصبر في انتظار وصفتكم التي قد تتأخر حتى دخوله الإنعاش , فهل حان الوقت لتوقيعكم على روشته علاجه الوحيدة التي طال انتظارها بسببكم وهي وصفه عبارة عن كلمتين اثنين لاغير, هذه الروشته التي تتجاهلونها يوم وراء يوم وعام وراء عام بينما تعلمون بأن فيها العلاج الناجع والفعال لكل الآلام والأوجاع التي يعانيها شعبكم ووطنكم وهي روشته أو وصفه أمر بها رب العزة تعالى لخلقه حين قال : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) صدق الله العظيم. فعلى بركة الله خطوا هذه الروشته بأناملكم السمراء التي رسمت عزة ورفعت الجنوب في القرن الماضي اكتبوها بقلم الصدق وحبر الغيرة تعاهدوا على الوفاء لها ففيها الدواء الشافي لكل ماذكر, روشتة( توحيد الصف) توحيد كلمتكم أمام العالم بعد ان توحدت الملايين على كلمه التحرير0 اجزم واقسم بأن إطالة ليل هذا الشعب وتمديد فترة بقائه في الشوارع والساحات يتضور جوعاً وألما هو بسبب سلحفائية تحرككم وخلا فاتكم أيها السياسيين وهذه حقيقة ماكان بودنا تصديقها لكنها الحقيقة المرة التي تمشي عارية والتي تقول ان هذا الشعب أول ماخرج إلى الساحات والميادين عام 2007م بخل البعض عليه ببيان تأييد إلا ان هذا الشعب البطل سرعان ما اهتدى إلى التصالح والتسامح ليفتح لكم الأبواب على مصراعيها لدخول التاريخ من أوسعها فما زلتم أهلا لذلك ولكن الان بدون تأخير مازلتم محل ثقة هذا الشعب الأبي الذي يفتخر بكم ولم يخرج ضدكم اثبتوا له وللعالم إنكم عند حسن ظنه بكم اثبتوا لمن يستضيفكم بأنكم قاده وسياسيين من الطراز النادر.
تمسكوا بما يجمع كلمتكم ويوحد صفكم واجلوا مايفرقكم ومايبادكم, احسموا أمركم فقد حسم الشعب أمره ,وعلى بركة الله توكلوا فالفرص تتوالى عليكم والعالم ينظر إليكم والشعب يأمل فيكم , هلموا ألينا فقطار الأحداث لن ينتظركم سارعوا بحجز مقاعدكم على قطار التصالح والتسامح لأنه الوسيلة الوحيدة لإيصالكم إلى شعبكم شعب الجنوب .
فشعب عظيم كشعبكم وقضيه كبرى كقضيته لم يبقى أمام سياسييها إلا الانصياع لإرادة هذا الشعب الذي انطلق في حراك سلمي كأول شراره للثورات العربية , مثل هذا الشعب الصبور ومثل هذه الثورة الرائعة ومثل هذه القضية العادلة تحفظ في حدقات الأعين وفي حنايا القلوب حتى لاتضيع في أمواج السياسة المتلاطمه0نناشد فيكم الغيرة والضمير بان تتحرروا من وساوس الشيطان لأنه ليس لديكم قضيه تشغلكم اكبر من قضية تحرير هذا الشعب مما حل به , تبرئوا من الماضي لولوج المستقبل استخدموا حزام الأمان الذي صنعه شعبكم بعناية وخاطه بدمه وهو (التصالح والتسامح) هذا الحزام الجنوبي هو الفكرة الفريدة والضمانة الأكيدة للعبور بشكل جماعي عباب البحر المتلاطم والوصول إلى برالامان.
هذا هو جواب الأسئلة الحائرة , هذا هو دواء الجرح النازف , هذا علاج التخاذل المزري, هذا الحل لوقف المأساة لأنها التجاهل الدولي المتعمد هذا هو الضمان لرفع الغطا الظالم عن قضيتكم , فكونوا سنداً لشعبكم وعوناً لوطنكم ونصراً لنضاله سدد الله خطاكم _ وانا لمنتظرون