الخميس 17 يناير 2013 05:15 مساءً قليلون هم الإعلاميون المتحمسون لأمر الحقيقة والمنتصرون لقيم الخير والإنسانية في عصر اُستبيحت فيه شرف المهنة وتاهت فيه قيم الإعلام وسط حروب إعلامية ترعاها توجهات الساسة وأموالهم..حتى أصبح الإعلام سلاحا فتاكا يهدهد عروش الحكام ويسقط الأنظمة .. غدى فرنسيس الإعلامية اللبنانية واحدة من أولئك الإعلاميين المحافظين على شرف المهنة والمنتصرين لقيم الإعلام ورسالته السامية وأحد رسول الخير الباحثين عن الحقيقة والشعوب المكلومة.. مطلع العام 2012م جاءت كما جاء هدهد سليمان إلى اليمن تستطلع أحوال شعب غيبته وسائل الإعلام العربية والدولية، وكانت قبلتها ومهبط رسالتها عدن..حيث وجدت شعبا ثائرا عظيما يرزح تحت وطأت اعتى طاغية ومستبد، جاءت كرسول أمين تبحث عن الحقيقة المغيبة فطافت ارض الجنوب شرقا وغربا حتى وصلت باب المندب.. نزلت إلى الشارع بشغف الباحث عن الحق واستمعت للناس كما لو أنها واحد منهم وعرفت حقيقة ارض طالها ما طال ارض الزيتون ومأساة شعب يساق أبناؤه إلى المشانق والسجون، وقفت أمام ما يعانيه الناس من ظلم وضيم واستعرضت ذلك في أكثر من تقرير تلفزيوني على قناة الجديد اللبنانية أظهرت حق الجنوبيين في استرداد دولتهم وأزهقت أباطيل وحدة الكذب والغدر والخيانة.. قالت...في احد تقاريرها لماذا الانفصال وأثارت أكثر من سؤال حول رفض الجنوبيين المطلق للوحدة اليمنية وجاءتها الأجوبة على شكل دموع ومآسي من وضع أصبح بموجبه الجنوبيون شعبا بلا ارض..أو كما قالت بات الجنوبيون رهائن في أرضهم، بعدما استولت قبائل الشمال على خيرات الجنوب وقضت على الدولة.. تقول غدي فرنسيس معاتبة الإعلام العربي على تجاهله لثورة الجنوب(هنا عدن هنا اليمن الجنوب حيث ينسى الإعلام ان يسجل صوت الرصاص وقبضات الشاب والنساء والأطفال التي تهتف ثورة ثورة ياجنوب).. غادرت عدن وقلبها كما تقول مع الشعب المناضل وثورته الحضارية وكل ما تتمناه ان تعود ذات زمن وقد تحرر من سلاسل وحدة الدمار والقتل والزنازين، وهي اليوم تراقب من بعيد الجنوبيين وهم يواصلون نضالهم السلمي والحضاري ويرسمون أروع ملاحم الفداء والتضحية من اجل الحرية والخلاص..وقد كانت حاضرة بقلبها معهم في ذكرى الرابع عشر من أكتوبر المليونية وكذا عيد الاستقلال النوفمبري العظيم بعد ان حالت إجراءات نظام صنعاء بينها وبين العودة إلى عدن حيث وكما تقول منعت من زيارة الجنوب مرة أخر من قبل سلطات صنعاء فقط لأنها لامست بالكلمة والحرة والحرف الصادق جرح الجنوب الغائر.. وقد أبت غدي فرنسيس إلا ان تشارك أبناء الجنوب فرحتهم في ذكرى التصالح والتسامح وان كان بعيدا عن عدن، إذ شاركت أبناء الجنوب في القاهرة احتفالهم بالمناسبة وقالت أنها أصبحت جنوبية منذ ان شممت رائحة البارود في ساحة المنصورةبعدن.. تتحدث غدي فرنسيس عن التباين الكبير بين الشمال والجنوب في كافة مجالات الحياة وتقول في الشمال قبائل لم تحظى بقدر من التعليم وفي الجنوب شعب متعلم ومثقف غدي فرنسيس...اسم نحت حروفه بنور الحقيقة في ذاكرة ووجدان شعب الجنوب، وفي كل بيت تجد لها صورة، وتلك سمة من سمات الشعوب الكريمة والوفية لمن يسدي لها خيرا ومعروفا..