إعلامية متميّزة .. حجزت لها مكانا على الشاشة وعند المشاهدين لا يستطيع سواها ملأه ببساطة لأنها مختلفة.
أسلوبها واضح وجريء رغم انها لا تسعى وراء السكوب كما تقول بل غايتها الاستمتاع بالحوار، ولكنها تعترف بأن الجميع ينافسها على الشاشة وهي بدورها تنافس الجميع.
الإعلامية الجميلة الجريئة والمثقفة وفاء الكيلاني ضيفة "النشرة" اليوم في هذا الحوار لتخبرنا عن برنامجها "قصر الكلام" عن تجربتها التلفزيونية عن ضيوفها ومواضيع متنوعة.
أخبرينا أولا عن "قصر الكلام" لماذا لم يعرض في رمضان؟ ولماذا بدأ عرضه اليوم؟
نحن سجّلناه بداية قبل ثورة "30 يونيو" وكنا نتحدث فيه عن حقبة زمنية معينة، وعن أحداث آنية سواء كانت قرارات إتخذها مرسي أو مشاكل تمرّ بها البلاد أثناء حكم مرسي، إدارة الMBC إعتبرت أن المواضيع آنية جدا، وكان يجب أن يكون البرنامج "up tp date"، فكأننا كنا نتكلم عن حقبة زمنية إنتهت وكأنه تاريخ ، ففضّلت عدم عرضه في رمضان وهذا قرار يحترم فكل مؤسسة لها سياستها. أنا لم يزعجني القرار لأنني قلت البلد أهم و"طز" في البرنامج فنحن كنا نمر في مرحلة تاريخية صعبة جدا ، ومن الصعب ان نغيرها بسهولة، ما حصل في 30 حزيران/يونيو كان "معجزة ربانية" وأنا "ما زعلتش عالموضوع يعني".
اليوم اقتصر البرنامج على المواضيع الفنية ارتأت قناة "mbc" أن تعرض الحلقات التي سجلناها مع فنانين واعلاميين بعد معالجتها بالمونتاج، وقد اجتزئ من الحلقات الفنية كل ما هو سياسي، اما حلقات الاعلاميين فبقيت فيها الأفكار العامة، وحذفت الأسئلة الآنية في المونتاج.
انت استضفت راغب واحلام وقد تحدثا عن المشكلات بينهما، وهما عادا وتحدثا عنها مع نيشان نحن سجلنا الحلقات قبل رمضان في شهر حزيران، ولكن شاءت الظروف ان لا تعرض.
هل تجدين ان نيشان منافس لك ؟
كل من يقدم عملا جيدا هو منافس لي طبعا، ونحن كلنا ننافس بعضنا على الساحة وهذا امر صحي "ومش حاجة وحشة".
ومن يأخذ سكوبات أكثر أنت أم نيشان؟
أنا لا أسعى للسكوب ولا احب هذه الكلمة، فانا أحب الحوار وأسميها لعبة الحوار وأشعر بالمتعة عند طرح السؤال الذي يأخذني الى مكان معين ، ثم أطرح سؤالا آخر وياخذني الى مكان آخر، نيشان طبعا اعلامي شاطر جدا وجميل، وأنا احبه على الصعيد الشخصي بغضّ النظر عن الصعيد المهني أيضا، ولكن لكل منا اسلوبه ولهجته ومفرداته "احنا مش شبه بعض، لكن حتى الي مش شبه بعض بينافسو بعض".
شانتال سرور قالت انها تعترف باعلاميين فقط نيشان وأنت "كتّر ألف خيرها".
هل تعجبك كإعلامية؟
شانتال طبعا مجتهدة، ولكن "ما اكذبش عليك انا بقالي مدة طويلة ما شفتهاش على الهوا، منذ كنا على ART".
لماذا اتجهت الى السياسة بعدما نجحت في البرامج الحوارية فنياً ؟
أنا لم أتجه الى السياسة، فالسياسة "غصبا عننا اتجهت لينا"، أنا لم أكن اتكلم في السياسة كسياسة بل كنت اتكلم عن بلدي ووطني، مع العلم انني خريجة علوم سياسية. حتى مع الفنان كنا نتكلم عن مصر عن الوطن، لم يكن الحوار مبرمجا للحديث عن السياسة، انا مصرية وبلدي تمر بوقت معين فكان لا بد وان نتطرق الى ما يجري خصوصا ان الضيف أيضا مصري
ولذلك "ما كان الك عين تسأليهن بالفنّ" بسبب الاوضاع ؟
لا، كنا دائما نتحدث عن الفنّ، وهذه الحلقات التي تعرض حاليا لن تجدي فيها سياسة، فهي تتضمن مواضيع فنية واجتماعية وحياتية، وربما نجد الملامح السياسية العامة دون التفاصيل لانني بصراحة لم أشاهد كل الحلقات.
بعض الصحف كتبت انهم احالوك من برنامج "نورت"، ما السبب وراء تركك "نورت"؟
"أولا ضحكتيني، أحالوني معاش يعني أو إيه؟! يا نهار أسود ومنيّل"، لا طبعا لا. اولا لو حدث أي خلاف مع الMBC لما كنا قد قدمنا برنامجا جديدا، ثانيا أن سعدت جدا ببرنامج "نوّرت" الذي قدمته مع المنتجة بيري كوشان وهي إنسانة جميلة جدا ومجتهدة جدا وكانت تجربة حلوة ولكن انا لم يكن لديّ رغبة بتكملة البرنامج. انا احب ان أمسك بالحوار منذ البداية وحتى النهاية، بينما "نورت" كان ايقاعه سريعا وضيوفه عديدين ولديه طابع مختلف، صحيح انني عملت على اعطائه طابعي الخاص "واخليه نوعا ما فيه عمق"، ولكن البرنامج كان مرحلة أثبتت فيها لنفسي وللمشاهدين أنني أستطيع أن أقدم برنامجا، لا أريد أن أقول خفيفا لانها كلمة تفهم بشكل خاطئ، انما سأقول برنامج منوعات سريع.
انت لا تحبين برامج المنوعات السريعة وتريدين ان تتشبعي من الحوار مع الضيف "بالزبط، قلت الكلمة الصح، ما كنتش بعرف أشبع، كنت عايزة وجبة دسمة".
هل تجدين أن أروى نجحت بعدما تركت البرنامج؟
"والله الكلّ بينجح، ما فش حد ممكن تقولي عنو نجح او ما نجحش"، أنا أقول دائما لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع. لكل شخص جمهوره ولونه ولهجته، ربّنا يوفقها، أنا تعرّفت عليها وهي انسانة لطيفة جدا .
من من الضيوف استمتعت فعلا بالحوار معه؟
أحلام من الفنانين الذين استمتعت كثيرا بالحوار معهم، لانها "بستفزّك.
وهل اقنعتك بموقفها ضد راغب؟
أنا لا آخذ موقفا، فأنا لا العب دور القاضي وأحكم بل العب دور المحقق، هناك فنانون كثر أحببت الحوار معهم طبعا ولكني ذكرت احلام لانها جريئة وجرأتها مستفزّة. استمتعت أيضا بالحوار مع القيادي المنشقّ عن حركة الأخوان ثروت الخرباوي وأيضا السياسي المصري أيمن نور وكثيرين غيرهم.
أنت لديك اطلاع فني كبير وايضا اطلاع سياسي واسع ، الا تطمحين لتقديم برنامج سياسي أهم وعلى مستوى أكبر؟
"قصر الكلام" كان سينفع كبرنامج فني وسياسي أيضا ولكن هكذا شاءت الظروف .
انت تنقلت بين عدة محطات ، لماذا لم تستمري في محطة واحدة ليعتاد عليك المشاهد ولكي تكوني نجمة المحطة المدللة؟ أنا أشكر الله واعتبرها نعمة من ربنا ، فأنا انتقلت من "art" الى "LBC" الى "روتانا" الى MBC" الا ان المشاهد الذي احبني "بيمشي ورايا زي ما بقولوا" فانا أشكره أيضا.
اذا الاعلامي هو من يجذب المشاهد لا المحطة المحطة مهمة جدا ولكن لا يمكن ان تنكري ان وجودي على شاشة الMBC وجود مهم جدا لي شخصيا، فهي القناة الاولى عربيا بدون منازع، ولكن أيضا لا يمكن ان أخفف من قيمة إعلامي مهم يظهر على قناة قد تكون متواضعة ويجذب الكثير من المشاهدين فنشاهدها من أجل برنامج واحد فيها.
لماذا تعرض الشاشات أهم البرامج الحوارية في رمضان فقط؟
هذا خطأ، ولكن ربما لأن رمضان بات للأسف شهرا "تجاريا"، أنا أقولها وأنا حزينة لانه شهر روحاني بينما اليوم نجد زحمة برامج ومسلسلات لا نعلم ماذا نشاهد ونتابع فتختفي الروحانية.
كيف توفقين بين عملك وبين امومتك لجودي وريان؟
"ربنا بيعين زي ما بقولوا" انا أحاول قدر المستطاع، فانا طبعا "مش مقصرة خالص مع ولادي وبيتي"، وبنفس الوقت احاول الا اقصر في عملي ولكن هذا يكون على حساب صحتي.
كيف تردين على الاعلاميين الذين يحاربونك بدون سبب؟
انا أعتقد انهم لا يستحقون الردّ طالما ليس هناك سبب، اذا كان هناك تحفظ على عملي او امر ما قد أفهمه فكما قلت "لولا تعدد الأذواق لبارت السلع". قد يقول احدهم انه لا يحبني ولكن دون ان يقلل من قيمتي وهذا رأيه، ولكن الذين يستخدمون اسلوبا غير لطيف فأقول انهم لا يستحقون الاجابة فكل واحد يعبر عن نفسه.
هل تصنفين نفسك الاعلامية الاولى عربيا خصوصا وانك تتقنين عدة لهجات وتخلطين بينها؟
خليط اللهجات يكون خارج الهواء بينما على الهواء أتحدث بالمصري، انا محظوظة لانني مذيعة مصرية وتمكنت من تكوين جمهور عربي، هذه نعمة من ربّنا. أنا لست رقما، أنا لست الاولى عربيا ولا غيره.
من الاول عربيا؟
انا لا أرى الأول والثاني، أنا أرى أساتذة احب ان أشاهدهم واتعلم منهم . اتعلم من اي اعلامي شاطر، عماد الدين أديب ومحمود سعد وغيرهما ، أرى ميزة في كل شخص فلكل أسلوبه الذي يجذبني. في عيون كل شخص هناك الأفضل ولكل مشاهد رأيه.
ما هو طموحك التلفزيوني الذي لم تحققيه بعد؟
"هناك حاجات كتير لم احققها بعد".
هل تنوين خوض مجال التمثيل مثلا؟
لا استحالة ، لا أحب أن أمثل وأغني وأرقص. انا أحب أن اجلس على كرسي المحاور وأستمتع بالحوار فقط لا غير، ولكن أحب أن أقدم عملا له تأثير أكبر على الناس والرأي العام وأخدمهم وأصلح أمرا ما في حياتهم.
ماذا تقولين لقراء النشرة؟
استمتعوا بكل ما تقرأوه من أقلام محترمة وموضوعية ومنصفة على قدر الإمكان.