قال شوقي (قف للمعلم وفه التبجيل ،،،، كاد المعلم أن يكون رسولا) هكذا أرى تيار مثقفين من أجل جنوب جديد ، مع قناعتي المسبقة أنه ماكل اكاديمي أو استاذ جامعي مثقف ، وليس كل مثقف سياسي .. ومهما اختلفنا معهم فالواجب توقيرهم لأنهم يعلِّمون الاجيال القادمة . يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي : "الإشكالية في كثير من مثقفينا المسلمين قلَّة اندماجهم في عالم الواقع ودنيا الناس ،، بل حديثهم وكلامهم مع النخب المثقَّفة ،، وأحياناً ينشغلون في جدل لا طائل من ورائه" .
وهذه مشكلتنا مع تيار مثقفين ، فهم اندفعوا للدعوة للمؤتمر الجامع متجاهلين العالم الحقيقي ومتمسكين بالعالم الافتراضي .. العالم الحقيقي الذي يقول : إنَّ القيادات المتصارعة المتنافرة (البيض - باعوم - العطاس - الجفري ...) لم تعد صاحبة التأثير الوحيد على الشارع ،، ويقول : لقد انتهت المزايدة بالكلام ،، فالقوم في صنعاء يئنون من محمد علي أحمد ويتآمرون عليه وعلى عبدربه ، ولايحسبون للبيض وباعوم أي حساب ، والعرب تقول (الصراخ على قدر الألم) فكيف ترفضون مشاركتهم في المؤتمر الجامع يامتعلمين يابتوع المدارس والجامعات على قول الفنان سعيد صالح .
أيَّها المثقفون لقد افترضتم نجاح التحضير للمؤتمر بمجرد اتصال الرؤساء بكم ، وهذا الافتراض غير صحيح .. فلم يلتزموا مع عشرات الدعوات لعقد مؤتمر وطني خلال الاعوام الماضية .. وفي رأيي أنّٓها ردت فعل لمايحدث في صنعاء ، والذي ولَّد ضغطاً شعبياً لم يعطيهم فرصة الرفض أو التطنيش .. ويؤكد وجهة نظري أن البيض أوعز إلى اتباعه الانسحاب من لقاء المكلا ، وقبل أيام اعلن مجلسة الاعلى انسحابه من المؤتمر .
وافترضتم نجاح المؤتمر بالتعاون مع مشاهير الحراك .. ففي اللجنة التحضيرية نجد ؛ الاشخاص الذين صنعوا الانقسام في مؤتمر المنصورة !! والذين مزَّقوا تاج !! والذين مزَّقوا المجلس الوطني !! ومن شاركوا في تفريخ المكونات !! وأسماء تجدها في كل مكون ، وفي كل لقاء فاشل ، وفي كل شارع سياسي عدن - بيروت - القاهرة (يعني مع الكل ضد الكل) .. وهذا افتراض غير صحيح فمن اعتاد الهدم لايحسن البناء .
ومن خبرتي الطويلة مع القيادات الفاشلة تاريخياً ؛ أضع بين يديك سيدي القارئ أربعة احتمالات لنتائج عمل اللجنة التحضيرية وهي :- الاحتمال الأول 60 ٪ : ستظل اللجنة التحضيرية تعمل إلى مالانهاية ، الاحتمال الثاني 30 ٪ : سيتم تحديد موعد المؤتمر ، وقبل الانعقاد يعتذر عن الحضور ، الرئيس فلان والرئيس زعطان والرئيس معطان ، وسيرسلون من يمثلهم على طريقة الرئيس القذافي .
الاحتمال الثالث 9،9٪ : سيتم تحديد موعد ، ويحضر الرؤساء كلهم ، ويقولون هناك قصور في التحضير ، فتشكل لجنة لمعالجة القصور والاعداد للقاء آخر ، وتُلتقط الصور التذكارية ، ويتبادل الرفاق الابتسامات والنكت والبوس .. ولن يتم اللقاء الآخر أبداً . الاحتمال الرابع 0،1٪ : ينعقد المؤتمر ويخرج بنتائج مرضية بنسبة 50٪ للشعب . ولا ينفذ منها شيء .
ختاماً ، نصيحة المواطن ناب لتيار المثقفين ؛ إنَّ المثقف لا يلقي بالاً لأراء الناس عندما يطرح رأيه بعد تفكير عميق وتحليل منهجي .. والمثقف كما يقول سارتر : مهمَّته الأولى إزعاج السلطات والطغاة . وأنتم تفعلون العكس .
وحيث أنكم قد انجزتم اغلب الترتيبات للمؤتمر خلال الأشهر الماضية (معلومة أعرفها منذ شهر) فحددوا موعد حاسم للمؤتمر خلال 40 يوم ، ولينعقد بمن حضر ، وشكلوا قيادة بمن حضر .. واعلنوا للشعب من يتلاعب بمشروع المؤتمر ، ولاتهابوا ، فالمفترض أنكم عقل الشعب الذي يفكر به .. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إذا اطعمت فاشبع , واذا ضَرَبْتَ فاوجَع , فإنَّ الملامَةَ واحِدة ) اليوم مدحناكم وغداً سننتقدكم إذا سلكتم سبيل الفاشلين
أيُّها الشعب الكريم ؛ لا تعقد أمالك على نجاح المؤتمر ، فقد لا ينعقد ، وأعقد أمالك على نفسك .. فالقيادات المتصارعة على الأمور الصغيرة ، لايمكن أن تتفق على الأمور العظيمة .. والعناصر التي اعتادت التمزيق والهدم ، لاتستطيع إن تخيط أو تبني .. وكما قلت لك في مقالي السابق ؛ تحرر فالحرِّية صنعت خصيصاً للشعوب الحرَّة