السفير الامريكي في حواره الأخير : - لم نتخل عن صالح بل الشعب اليمني تخلى عنه والمبادرة منحته فرصة العيش بسلام - لايوجد لدينا إي موقف محدد حيال خيارات الاقاليم في اليمن - القاعدة اليوم في اليمن اضعف مما كانت عليه قبل سنوات - قرارات مجلس الأمن الدولي التي أكدت بوضوح أن اليمن يجب أن يبقى دولة موحدة.. - مؤتمر الحوار حقق اهدافه وحان الوقت لاختتام اعماله كشف سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية المنتهية فترته جيرالد فاير ستاين بان بلاده لم تتخل عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح, بل الشعب اليمني هو من تخلى عنه وقال السفير جيرالد فاير ستاين في مقابلة مع قناة العربية مساء اليوم أجراها الزميل حمود منصر :" نحن لم نتخل عن علي عبدالله صالح, بل الشعب اليمني هو من تخلى عن علي عبدالله صالح. وأعتقد أنه كان من المهم والصواب للولايات المتحدة كونها صديق لليمن أن تدعم رغبات الشعب اليمني, وقد تمكنا من فعل ذلك. مؤكدا ان المبادة الخليجية حققت التوازن ومنحت علي عبدالله صالح فرصة العيش بسلام ويبقى جزءا من المجتمع اليمني. مشبها هذه الفرصة بهدية منحها الشعب اليمني لصالح وعليه أم يدرك ذلك ويحترم إرادة الشعب .
وبخصوص التمديد لفترة عمله لمدة عام في اليمن قال السفير لقد أمضيت 38 عاما في الخدمة بوزارة الخارجية ، وأحد الأشياء التي تتعلمها في بداية مشوارك المهني أن تكون مرنا على الدوام.. ورغم أنني كنت أتطلع لتمديد إقامتي عاما إضافيا هنا ، لكي أشهد إستكمال المرحلة الإنتقالية ، إلا أن القرار أتخذ في واشنطن بأنه من الأفضل أن أعود, لقد تم تكليفي بالعمل في الإدارة المختصة بالشرق الأدنى وشمال أفريقيا ، وهي مسئولة عن علاقة الولاياتالمتحدة بدول عدة من المغرب إلى شبه الجزيرة العربية.. بما فيها اليمن وعمان إضافة إلى العراق وإيران .. وهي منطقة تضم 18 دولة وسأكون معني بها كلها . اما فيما يتعلق بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون في مطلع يناير 2011م ووصف تلك الزيارة بأنها مشؤمة بالنسبة للرئيس الصالح قال السفير جيرالد بكل تأكيد فقد كان هناك أمور في اليمن مثار قلق بالغ لنا, وأجرينا حينها محادثات مباشرة مع صالح ، لاسيما حول مدى جدية الحكومة اليمنية - خلال فترته- في جهودها لمواجهة تهديدات العنف والتطرف وبالتحديد المحاولتين الخطيرتين لتصدير الهجمات الإرهابية من اليمن إلى الولاياتالمتحدة في ديسمبر2009 وإكتوبر2010. وكان هناك قلق بأن اليمن لم يكن يقوم بدور كامل في مواجهة جماعات العنف ومنعها من تصدير الإرهاب و ممارسته ضد الشعب اليمني. وأضاف :" بناء على ذلك, فأنا أعتقد بأنه عندما جاءت الوزيرة كلينتون إلى اليمن في يناير 2011 أجرت نقاشات جيدة، ولا يمكنني القول أنه كان هناك بالضرورة خلاف جاد بين نظام صالح والحكومة الأميركية,فنحن لم نتخل عن علي عبدالله صالح, بل الشعب اليمني هو من تخلى عن علي عبدالله صالح. وأعتقد أنه كان من المهم والصواب للولايات المتحدة كونها صديق لليمن أن تدعم رغبات الشعب اليمني, وقد تمكنا من فعل ذلك. ومن الأهمية بمكان أن نتذكر أننا تدخلنا بناء على طلب ليس من المعارضة فحسب، بل بطلب من علي عبدالله صالح والشباب أيضا, الذين طلبوا مساعدتنا, وكذا مساعدة مجلس التعاون الخليجي، وأصدقاء آخرين لليمن لمحاولة التوصل إلى حلول سلمية .. وقد سعدنا بالقيام بذلك.
واستطرد قائلا :" نحن نلتقي بجماعات المعارضة في أرجاء العالم . وأعتقد أن من المهم للولايات المتحدة أن تبقي أبوابها مفتوحة، وأن تستمع إلى وجهات نظر الجميع ..فقد عقدت الوزيرة كلينتون أثناء زيارتها لليمن لقاء موسعا حيث استمعت لرجال الأعمال والطلاب والمنظمات النسوية وطيف واسع من المواطنين اليمنيين، وأعتقد أنه من المهم لنا كأصدقاء لليمن أن نستمع إلى ما يقوله الناس على اختلاف مشاربهم. وبنفس الطريقة كثير من الذين يزور الولاياتالمتحدة قد يلتقون بقيادات المعارضة في الكونغرس, أو في أي مكان آخر, فذلك أمر اعتيادي في العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية.
وبشأن جهوده خلال الفترة الماضية في اليمن والمتعلقة بمكافحة الإرهاب والمشاركة في عملية الانتقال السلمي للسلطة قال سفير الولاياتالمتحدة :" بالتأكيد جئت إلى هنا ملتزما بتقوية وتعزيز التعاون والتنسيق بين الولاياتالمتحدة واليمن لمواجهة جماعات العنف المتطرفة، وخاصة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وهذه بالتأكيد كانت سياستنا ولازالت حتى اليوم .. ويتضمن الشق الآخر من العلاقات بين البلدين بناء علاقات قوية مع الشعب اليمني والأطراف الفاعلة في المجتمع اليمني .. وهذا جزء مهم مما نريد القيام به .. وفي نهاية المطاف نحن نريد دعم اليمن اقتصاديا, ومساعدته لمواجهة الأزمة الإنسانية إضافة إلى دعم بناء مؤسسات سياسية حكومية قوية,وأعتقد أن هذا هو الوصف المناسب لما نريد القيام به. وردا على سؤال نشاط القاعدة أكد السفير جيرالد أن القاعدة اليوم أقل قدرة عما كانت عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام.. أثرت نقطة مهمة هنا, فقد تمكنت القاعدة - خلال 2010 و2011 من الانتقال إلى محافظة أبين والسيطرة على مدينتي زنجبار وجعار.. وقد قام الجيش اليمني بعملية ناجحة لإنهاء تلك السيطرة في 2012 . وأجبر القاعدة على تبني نهج مختلف, وهو ما نلاحظه اليوم من هجمات صغيرة, وحملات اغتيالات خطيرة. ومازلنا ملتزمون مع شركائنا اليمنيين بالقضاء على تهديد القاعدة في اليمن بشكل كامل. وليس لدينا أي شك بأننا قد حققنا مستوى معينا من النجاح في القضاء على قدرات القاعدة خلال السنوات القلية الماضية, وحماية الشعب اليمني وشعوب المنطقة والعالم من تهديدات القاعدة وأنشطتها الإرهابية. وقال :" الحقيقة أنا مسرور للغاية أنه منذ بداية ربيع 2011 وحتى اليوم, استمر سفراء مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في أداء دور فاعل ومتكامل في دعم التحول السياسي الذي نشارك فيه, والعمل في الوقت الراهن مع أطراف الحوار الوطني, .. وكذلك المشاركة في برنامج سجل الناخبين في محاولة لدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية .. ومواجهة الأزمة الإنسانية.. لذلك أعتقد أن ما رأيناه منذ 2011 هو أن المجتمع الدولي – ( الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن, ودول مجلس التعاون الخليجي, والإتحاد الأوروبي) يعملون بطريقة منسقة ومنظمة وفي اتجاه واحد لدعم هذا التحول، ومساعدة الشعب اليمني, والقيادة اليمنية لتحقيق ما كانوا يصبون إليه من نجاح. وتابع :" بكل تأكيد عملت الولاياتالمتحدة وشركاءها في مجموعة الدول العشرة، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي - صاحبة المبادرة الخليجية - عن قرب مع الرئيس صالح وفريقه، ومع أطراف المعارضة أيضا, وقد أكملنا صيغة المبادرة – كما تتذكرون – في أبريل أو مايو 2011 , وبقيت مسألة التوقيع عليها فقط. ومنذ مايو إلى نوفمبر 2011 استمرت محاولاتنا لحل القضايا المتعلقة بالتوقيع. ومن وجهة نظري – فإننا توصلنا- وبدون شك - مع شركائنا اليمنيين إلى مبادرة منصفة للغاية منحت جميع الأطراف مخرجا جيدا من وضع صعب للغاية.وكانت توقعاتنا أن جميع الأطراف التي تفاوضت ووافقت على بنود الاتفاق ستقره بشكله النهائي وتوقع عليه, وكانت هذه وجهة نظرنا ووجهة نظر شركائنا في المجتمع الدولي. وفيما يتعلق بالمبادرة الخليجية يرى السفير ان المبادرة كانت متوازنة للغاية .. وقد مكنت جميع الأطراف السياسية من المشاركة في الحكومة, وكما يقول أصدقاؤنا اليمنيون غالبا, أن أهم ما في المبادرة هو أنه:" ليس فيها غالبا ولا مغلوبا " فلم تنص على إقصاء المؤتمر الشعبي العام من السلطة, ومنحته 50% من الحكومة, ومثلها لأحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض, وبهذا حققت التوازن, ومنحت علي عبدالله صالح فرصة العيش بسلام في اليمن, وأن يبقى جزءا من المجتمع اليمني، بعكس ما حدث في تونس، وبعكس ما حدث في ليبيا، وبعكس ما حدث في مصر, فقد منح علي عبد الله صالح هذه الفرصة, والتي أرى بصراحة أنها هدية من الشعب اليمني, وعليه أن يدرك أن هذه الفرصة هدية من اليمنيين, وعليه أن يحترم إرادة الشعب اليمني. اما عن مؤتمر الحوار الذي يختتم أعماله خلال الأيام القادمة والصعوبات التي تواجه قال السفير فايرستاين وأعتقد أن علينا جميعا في المجتمع الدولي أن نبقى متفائلين, .. وعلينا أن لا نقلل من أهمية نجاح مؤتمر الحوار الوطني. وإذا نظرنا إلى ما كانت عليه توقعات الناس في مارس عندما بدأ الحوار، وما وصلنا إليه اليوم ، سترى أن 90 % من القضايا المطروحة في جدول أعمال المؤتمر تم حلها, وهناك اتفاق على هذه القضايا, وهناك قضايا قليلة مازالت عالقة, وإذا نظرنا إليها كمراقبين من الخارج أعتقد أنه ليس هناك معوقات أمام حل هذه القضايا والمضي قدما. وأعتقد بكل صراحة أن الوقت قد حان ليختتم مؤتمر الحوار أعماله, فقد حقق أهدافه, ونحتاج الآن أن ننتقل إلى المرحلة التالية من المبادرة الخليجية. بحيث يتم أخذ قرارات الحوار الوطني ومخرجاته وتحويلها إلى مبادئ دستورية تقدم للشعب اليمني - قريبا كما آمل – للموافقة على التعديلات الدستورية, ومن ثم الانتقال مرحلة الانتخابات في 2014 , ومنح الشعب سلطة اتخاذ القرار بشأن تحديد وجهة سير اليمن, واختيار من يريدون لقيادة البلد. وأعتقد أنه في مجمل الأمر, إذا نظرنا إلى النقاط الأساسية في المبادرة الخليجية بما في ذلك الحوار الوطني يتوجب على الشعب أن يقتنع بذلك, وأن يشعر بالفخر لما تحقق من نجاحات. وردا على سؤال موقف الولاياتالمتحدة من مخرجات الحوار اليمني المتعلقة بشكل الدولة وخيارات الأقاليم إقليمين أو أكثر قال السفير لم نتبن موقفا حيال ذلك. وبصراحة هناك أشكال مختلفة للدولة في أنحاء العالم.. ففي الولاياتالمتحدة وألمانيا على سبيل المثال هناك نظام إتحادي يتمتع بلامركزية قوية, وفي المملكة المتحدة وفرنسا لديهم هنالك أشكال مختلفة للدولة, أي نظام بإمكانه تطبيق وتحقيق الأهداف المرسومة له, والأكثر أهمية من ذلك هو أن أي شكل للدولة ينبغي أن يلبي احتياجات وأهداف الشعب, والأهم هنا أن يكون شكل الدولة مقنعا للشعب اليمني نفسه. وأرى أنه يجب أن يكون هناك شكلا من أشكال اللامركزية.. وإذا نظرنا إلى القضايا التي تشغل الناس كثيرا في الجنوب، فهذه قضايا يمكن حلها – من وجهة نظرنا – بمنحهم مزيدا من حرية إدارة شؤونهم والحكم الذاتي ..وهذا شيء جيد, أظن أن هذا ينبغي أن يكون مبدأ أساسيا. وفيما يتعلق بالأقاليم وعددها وحجمها فهذه مسألة متروكة للشعب اليمني لكي يقررها.
وأضاف :" دولة موحدة. وهذا موقف واضح أكدته المبادرة الخليجية ، وقرارات مجلس الأمن الدولي التي أكدت بوضوح أن اليمن يجب أن يبقى دولة موحدة..
وتابع :" أعتقد أن موقفنا واضح, ونريد أن نرى استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية, وآخر مرحلة من المبادرة الخليجية هي الانتخابات الرئاسية وانتخابات الجمعية الوطنية, ونحن ماضون في اتجاه إكمال العملية خلال العام المقبل .. هذا هو هدفنا .. وهذا التزام قطعناه للشعب اليمني نحن وبقية رعاة المبادرة الخليجية ، كما قطعته القيادة اليمنية نفسها .. وفيما يتعلق بالرئيس هادي .. فلدينا - وذلك ليس سر بل حقيقة - علاقة عمل جيدة للغاية معه .. ونحن نقدر المستوى القيادي الذي أظهره خلال العامين الماضيين ..وإذا قرر الرئيس هادي ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثانية وفاز بدعم كامل من الشعب اليمني ، فحينئذ سنعتبر ذلك محصلة جيدة