نظم مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن اليوم الخميس (3 أكتوبر 2013م) بقاعة مجلس الجامعة منتداً حوارياً حول تقييم الأوضاع التعليمية في م/عدن والتي تأتي ضمن مشروع تعزيز المشاركة المجتمعية في التنمية والبناء, والتي حظيت برعاية كريمة من قيادة جامعة عدن ممثلة برئيسها الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور, بمشاركة أكثر من (30) مشاركاً ومشاركة من القيادات التربوية والأكاديمية وعقال حارات وناشطون سياسيون وممثلي مجتمع مدني بمحافظة عدن.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية التي حضرها الأستاذ/ نعمان شرف, والأستاذ/ فهد درهم مسؤولي الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم م/ عدن رحبت الدكتورة/ هدى علي علوي مدير مركز المرأة للبحوث والتدريب بجميع المشاركين والمشاركات في هذه الفعالية النوعية, مؤكدة بأهمية إثارة مثل هذه المواضيع لأهميتها لتطوير العملية التعليمية في محافظة عدن بعد الأوضاع والظروف السياسية طيلة المدة الماضية وتداعياتها على مختلف القطاعات ومنها القطاع التعليمي بشكلٍ عام.
وقالت الأخت/مديرة مركز المرأة للبحوث والتدريب أن التعليم هو رافعة التنمية ومقياس مؤشرها, وبه تتطور الشعوب والمجتمعات وتتقدم, إذ لابد منم الحديث حوله نظراً للتدهور الذي لحق بهذه المؤسسة المهمة والتي يقع على عاتقها تنوير المجتمع وتخريج أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة تساهم بشكل محوري وكبير في تحقيق التنمية في جميع مجالات الحياة.
ودعت إلى إثراء هذا المنتدى بالنقاشات البناءة التي تتطلع بخروج توصيات ذات فائدة من شانها تحقيق نقلة نوعية في تصحيح الاخلالات التي أصابت المؤسسة التعليمية في اليمن بشكلٍ عام والأوضاع التعليمية في محافظة عدن تحديداً, التي كانت من أرقى المدن العربية تعليمياً وثقافياً. وأعربت في كلمتها عن شكرها لرئاسة جامعة عدن ممثلة بالدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة الشخصية الأكاديمية والتربوية الكبيرة على أهتمامه الكبير والمعهود دوماً في تطوير العملية التعليمية في اليمن عموماً وعدن تحديداً, وتشجيعه في تنظيم مثل هذه الورش والندوات العلمية التي من شأنها المساهمة في تطوير الأوضاع التعليمية في محافظة عدن.
وفي كلمة لإدارة التربية والتعليم في محافظة عدن ألقاها الأستاذ/ دبوان غالب رئيس شعبة التوجيه والمناهج في الإدارة العامة للتربية م/عدن أكد من خلالها على أهمية هذه المنتديات التي تبلور العديد من الأفكار وتقديم المشورات والآراء, وتعد المنبع الصافي لرسم بعض الخطط التي يمكن من خلالها إصلاح بعض الأوضاع التعليمية بعدن.
وأشار أن العملية التعليمية في محافظة عدن تعرضت لسلسلة من إجراءات التهميش وغياب التخطيط الفعال للموازنات المالية التي ترصد للعملية التعليمية, وكذا غياب الإدارة الإرادة معاً أدى إلى حدوث فجوة كبيرة أدى إلى تأثر المؤسسة التعليمية بعدن.., ودعا إلى ضرورة الاستشراف الحقيقي ومساهمة الجميع لمعالجة هذه المشكلات, وأن مكتب التربية والتعليم بعدن يرحب كثيراً بالمخرجات والأفكار التي ستتوصل لها هذه المنتديات والحلقات العلمية للاستفادة منها.
عقب ذلك قدمت أوراق العمل للمنتدى وكانت الورقة الأولى للدكتور/ حسين علي بعنوان (واقع التعليم في عدن) ألقتها نيابة عنه الدكتورة/نادية سلام أكدت فيها على أن الإهمال الذي تعرضت له هذه المحافظة كان السبب الوحيد في تأثر العملية التعليمية فيها, وعملية تطويرها مرتبط بقدرة أبنائها المتطلعين لإحداث التغيير في العملية التعليمية وتطويرها .
وأكدت الورقة بأن التعليم هو استثمار له مردود اقتصادي واجتماعي وهو ثروة الأمم ورأس مال ثابت لتنمية القوى البشرية, وأن ذلك يأتي من خلال تنمية الفرد وغرس حب هذه المحافظة في نفوسهم, والبدء بهذه العملية يأتي بالاهتمام بأولياء الأمور وتوعيتهم لنقل هذه الرسالة إلى أبنائهم وبناتهم.., من خلال إشراكهم في عملية تصحيح الأوضاع التعليمية, مشددة على أهمية التعليم الفني والتدريب المهني للشباب لمساعدتهم في الحصول على فرص عمل مناسبة.
أما الورقة الثانية كانت عبارة عن قراءة ميدانية للأستاذة/ كريمة مرشد مديرة إدارة التربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان, ألقاها نيابة عنها الدكتور/ توفيق مجاهد أكد من خلالها على أهمية أن تبدأ التنمية بإعداد الإنسان نفسه تعليمياً وتربوياً, وركزت الورقة على تقديم مؤشرات إحصائية للتعليم في محافظة عدن, وتقديم محاولة لتشخيص أوضاع التعليم , ومعرفة الفجوة المعرفية بين الطلاب وعدم التحاقهم بالمدارس.
إلى ذلك فتح باب النقاش للمشاركين في هذا المنتدى الحواري الذي أثرى هذا الموضوع بالعديد من الآراء ووجهات النظر للاستفادة منها في تطوير العملية التعليمية في محافظة عدن والرقي بها.., وخرج المنتدى الحواري بالعديد من التوصيات والمقترحات كان أبرزها توفير أجواء ملائمة للتدريب وتأهيل المعلمين ووجود طرائق تدريسية وأساليب تدريس ولوائح وأنظمة للتعليم لتطوير العملية التربوية والعلمية, وتوفير موجهين تربويين في الميدان, وخلق مناخات سياسية واقتصادية تشجع التعليم العام, وتفعيل دور مجلس الآباء في المدارس, ودعوة للتواصل مع منظمات المجتمع المدني وتشكيل مجلس أعلى للتعليم لرفع شعار إصلاح التعليم يقود إلى ثورة طلابية كون المتضرر الأول هو الطالب.