لقد وصلت المياه التي تجري عبر مسالك مؤتمر الحوار الى شفا الهاوية من حيث النتائج في ما يختص بقضية الجنوب .. فإما أن تنسدل تلك المياه كشلال خير ، ينساب بهدوء حاملاً معه الحل العادل لشعب الجنوب وقضيته والذي يوصل في آخر مداره الى قيام الدولة الجنوبية المستقلة . وإما تنهمر تلك المياه مدراراً جارفة معها كل الجهود التي كان يمكن لها ان توصل الى النتائج المرجوة وتحمل العدالة للشعب الجنوبي .. إن جميع الفرقاء يعلمون وكذلك الرعاة الدوليون يعلمون وكل ذو سمع وبصيرة يعلم بأن أي حل لقضية الجنوب لا يحقق رغبات وأماني شعب الجنوب في دولة مستقلة لن يجد التنفيذ .. إن الحلول المنقوصة لن تجد سبيلاً إلى التنفيذ في الجنوب .
وأن كل تواقيع الدنيا على حلول منقوصة لقضية الشعب الجنوبي لن تكون ملزمة له بقبولها .. وستواجه بإرادة شعبية جبارة تقف في مواجهتها وستفشلها .. وقد يفلت العيار من قبل البعض من اليائسين ويلجؤون الى وسائل أخرى كارثية على الجميع .
على عقلاء العالم أن يجدوا حلاً عادلاً لقضيتنا لتنتهي وهم يعرفون بأنه لا تنتهي القضايا العادلة الا بحلها حلاً عادلاً .. فإذا كان الطرف الآخر قد تعنت في مواقفه فهذا يعني بأنه لا يزال مصراً على انتهاك حقوق الشعب الجنوبي والاستمرار في احتلال أراضيه والاستيلاء على ثرواته .
هذا الموقف بالنتيجة يضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي والرعاة الاقليميين والدوليين ويهيب بهم بأن يقفوا الى جانب الحق الجنوبي الذي لابد وأن لمسوه خلال متابعتهم للقضية خلال الفترة المنصرمة والتي كانوا يعرفونها بقدر متفاوت خلال الأعوام السابقة .
إن الحق والعدالة تقفان اليوم أمام وجه المجتمع الدولي والرعاة الاقليميون والدوليون ويقولا لهم .. أما آن الأوان لمعاناة شعب الجنوب أن تنتهي !..