تعريفات: الأنانية ليست أن تحب نفسك فقط، وتسعى لخيرك ومصلحتك فقط، وإنما الأنانية هي أن تفرض على غيرك أن تعيش كما تريد له أنت أن يعيش. عقبة واجهت ممثلي الحراك الجنوبي في التفاوض الندي مع الخبرة!. دخل أبناء الجنوب الوحدة وهم أكثر حماساً وإخلاصاً من أشقائهم في الجمهورية العربية اليمنية بطيبة نفس ونيات صادقة أغفلت لديهم التفكير والتدبير في نتائج مشروع الوحدة، في الوقت الذي كانت المظاهرات والاحتجاجات في محافظات ومدن الجمهورية العربية اليمنية يقودها عبدالمجيد الزنداني ومشايخ القبائل تنديداً بالوحدة مع جمهورية اليمن الدمقراطية الشعبية ذات التوجه الاشتراكي الذي من خلاله أعطى الزنداني نفسه الحق في تكفير الجنوب شعباً وحكومة وعدم جواز الوحدة مع شعب الجنوب الكافر، حسب وصفه. في سنة أولى وحدة بدأ مسلسل الاغتيالات للقيادات والكوادر الجنوبية برعاية رأس النظام وعصابات القتل والإرهاب، وأدى ذلك إلى شن حرب 94م الظالمة وتم إعلان الاحتلال في 7/7 الأسود واعتبار الجنوب من هذا التاريخ عبارة عن غنيمة تمثل أهم موارد الجمهورية العربية اليمنية المالية ما دعا (الفائر الماوري) إلى أن يشيد بالجنوبيين الذين لولاهم لما استطاع جيش الجمهورية العربية اليمنية وقبائله اجتياح الجنوب، وهذا يحصل في الحياة العسكرية، وهناك تجارب في العالم لجنرالات قاتلوا في صف أعداء شعوبهم، لكنهم فيما بعد قادوا شعوبهم نحو الحرية والكرامة وأصبحوا رموزاً في تاريخ شعوبهم، و(الماوري) قرأ "ويل للمصلين" ولم يكمل.. فلا بد للجنوبيين من صحوة، رغم أن الجنوبيين المشاركين في حرب 94م مع نظام صنعاء عاشوا ما يقرب من عقدين في ظروف أكثر مأساوية من إخوانهم المبعدين قسراً، وأعلى رتبة منهم لا يستطيع أن يصرف (8 طلقات رصاص مسدس) لسلاحه الشخصي، وهذا يعني لهم الكثير (إذا ما دريت). مثل ظهور الثورة الشعبية الجنوبية (الحراك الجنوبي) بداية الانهيار السياسي لسلطة 7/7 التي اعتبرت الجنوب غنيمة تمثل أهم مواردها المالية وللحفاظ على هذه الموارد يستخدمون أدوات أخرى جنوبية مرتبطة بحزبي المؤتمر والإصلاح الشريكين في نهب ثروات الجنوب وتجويع شعبه، هؤلاء المستخدمون في هذه المرحلة الحساسة هم أصحاب أضيق المصالح وأتفهها، بعدها سيرمى بهم على قارعة الطريق، مصحوبين بلعنة التاريخ والأجيال. وقد حدثني أحد الأخوة الجنوبيين المشاركين في الحوار من ممثلي الحراك الجنوبي عن أن مندوبي حزبي الإصلاح والمؤتمر من الجنوبيين ملكيون أكثر من الملك، وأنهم أكثر عناداً وغروراً وتشبثاً بآرائهم من بعض الشماليين، وهذا ما يؤكد مقولة (بارتون): "دلائل الغباء ثلاثة: العناد والغرور والتشبث بالرأي". صعوبة ما يواجهه إخواننا في فريق (16) إصرار الطرف الآخر على إمكانية ما هو مستحيل كإمكانية التعايش بين النحل والدبابير في خليه واحدة، وأنا هنا لا أقصد أن أهل الشمال دبابير وأهل الجنوب نحل، إنما هي فرضية لتوضيح المستحيل، كاستحالة التجاذب بين السالب والسالب أو الموجب والموجب. وحتى النحل يختلف في أسلوب حياته من مكان إلى آخر في ممالكه، كما هو حال الشعوب في ثقافاتها وعاداتها وأساليب حياتها، وقد كان اكتشاف عالم حشرات أسترالي أن النحل الأسترالي يختلف عن النحل العادي سبب إضافي لمنح المرأة حقوقها السياسية!. فقد اكتشف عالم الحشرات الأسترالي الدكتور (نيكولاس بول) بعد أن كرس سبع سنوات من حياته لهذا البحث، أن النحل الأسترالي يختلف عن غيره من النحل العادي، واكتشف كذلك أن البناء الاجتماعي لهذا المجتمع من النحل الأسترالي يختلف عن سواه، إذ بينما تقوم الملكة في مجتمعات النحل العادي، وكذلك مجتمعات النحل بحملات من التجنيد الإجباري لتوفير حراسة شخصية لها، تضم أصحاب أو صاحبات الجسم الأكبر، واللسعة الأشد.. فإن ملكة النحل الأسترالي تقوم هي بنفسها بعملية الحراسة وتدقيق الهوية على البوابة الأمامية للملكة. استغرب العالم الدكتور هذه (الديمقراطية) الرائدة في عالم الحشرات، وفكر أن يكتب بحثاً في السياسة يؤكد فيه أن الديمقراطية التي تعيشها نحلات أستراليا تنافس أي ديمقراطية معروفة في العالم، وخاصة في بريطانيا، وتوازي الملكة في أهميتها، وربما تزيد. ولكن بعد تفكير وتأمل عميقين، قرر أن عالم الحشرات غرائز وليس عالم أفكار - مثل معظم دول العالم الثالث- وبالتالي فلابد أن هناك دوافع فسيولوجية تدفع الملكة إلى حراسة الباب بنفسها، وهنا بدأ العالم يركز اهتمامه على الوصيفات، وكان هناك نحو ثمان وصيفات يجلسن الملكة ويضعن البيوض مثلها، أي يحفظن الذرية، ولكن عندما بدأ العالم يكشف عن أجناس النحل التي تضعها الملكة والوصيفات، تبين له أن بيض الملكة يفقس إناثاً فقط، أما الوصيفات فإن بيوضهن لا تفقس إلا ذكورا، وعند هذا الاكتشاف صاح على طريقة (أرخميدس) وجدتها.. وجدتها!. أما ما وجده فهو أن القاعدة العلمية في البيوض أن البيضة إذا قام الذكر بتلقيحها فإنها تفقس أنثى، أما إذا لم يطلها الذكر فإنها تفقس ذكرا، وبالتالي فإن الملكة كي تحفظ حق الوراثة في سلالتها وتضمن أن أحدا غيرها لن ينازعها هذا الحق على العرش كانت تقوم بمنع أي (مشبوهة) من دخول الخلية، والمشبوهة هنا هي التي تحاول الانقلاب على العرش، عبر علاقة (غير لائقة)، كما هي علاقة النخب الشمالية بالوحدة. هذه الملكة تنجب الإناث الوريثات، والوصيفات ينجبن الذكور لتلقيح الملكة الوارثة، وباقي السرب يعمل في إنتاج العسل، فالملكة تضمن استمرار الأمن والنظام السياسي للملكة، وباقي السرب يوفر لها الطعام، وهو تقسيم ديمقراطي فعلاً ما دامت الملكة تقوم شخصياً بالسهر على الأمن. هناك الكثير مما نتعلمه من مملكة النحل خاصة الأسترالي، وأعتقد أن هذه القصة هي سبب إضافي لمنح المرأة حقوقها السياسية، وهناك الكثير يستطيع أولئك النفر من البشر أن يتعلموه بدلاً من أن يفرضوا على غيرهم أن يعيشوا كما يريدون لهم أن يعيشوا على غرار إمكانية التعايش بين النحل والدبابير، وأن السلحفاة إذا (زرت نفسها) تطير. حسب النكتة المعروفة.