موسم الإباضة يكون عادة في فصلي الربيع أو الصيف، حيث تبقى الملكة على العرش لتبيض، قبيل موسم العسل، من 600 إلى 2000 بيضة ملقحة في اليوم الواحد. والبيوض الملقحة تولد إناث شغالات، كما يمكن أن تعطي ملكة جديدة بناءً على احتياجات مجتمع النحل. أما البيوض غير الملقحة فتولد الذكور. والشغالات إناث لم تكتمل أنوثتها، ولكنها الأنشط في مجتمع النحل، ومهامها كثيرة: فهي تمتص رحيق الأزهار وتجمعه، في مستوعبات سداسية من الشمع هي أنشأتها لهذه الغاية في الخلية. والرحيق محلول سكري يتألف من سكريات مختلفة وعناصر ثانوية أخرى تحوله إلى عسل شهد سميك القوام، طيب الرائحة وحلو المذاق. وتختلف أنواع العسل باختلاف مصادر الرحيق. وفي ذات الوقت تجمع الشغالة لقاح الزهر بشعرات رجليها الخلفيتين، فمنه ما تنقله إلى زهرة أخرى لتلقيح النبات، ومنها ما تنقله إلى الخلية. وتعتبر حبوب اللقاح أهم مادة غذائية (30 % بروتينات، 30 % سكريات، 5 % دهنيات، والباقي معادن وعناصر أخرى). وتتغذى الشغالات على حبوب اللقاح وهذا يمدها بما تحتاجه لتفرز الغذاء الملكي. وكما تقوم الشغالات بتحديد غذاء الملكة، فإنها – أيضا – تتحمل مسؤولية تحديد عدد البيوض اللازمة للتفقيس وفقاً لحاجة الخلية، ولكأنها بذلك تقوم بتنظيم النسل. كذلك تقوم بجمع الصمغ من براعم الأشجار. ويُستخدم الصمغ في لصق براويز العسل لحضانة البيوض ومن ثم اليرقات، وسد الشقوق التي يدخل منها الضوء إلى الخلية، وتضييق مدخل الخلية في الشتاء، ولتغليف القوارض والحشرات الكبيرة الغازية بعد أن تقتلها داخل الخلية ويصعب عليها حملها إلى الخارج. والشغالات تعمل – أيضا – كحارسات للخلية، وسلاحها زبان (إبرة) تحتوي على سم اللسع. أما ذكور النحل فوظيفتها الأساسية تلقيح الملكة. ولا يظفر بهذا الشرف إلا الفحل القوي، ولكنه يموت بعد ذلك. وأما الذكور الناجون من ورطة تلقيح الملكة والهلاك، فإنهم يواجهون ورطة أخرى، إذ تقوم الشغالات بحرمانهم من العسل.. فيخرجون من الخلية ليواجهون مصيرهم المحفوف بالمخاطر.