مجتمع النحل، مجتمع منتج لا يعرف الكلل ولا الملل. وهو مجتمع تعاوني متماسك. الفرد فيه يعمل لصالح المجتمع، كما يعمل المجتمع لصالح الفرد، فإذا تعرض الفرد فيه للأذى، كأن يقوم كائن ما (إنسان أو حيوان أو حشرة) بقتله – مثلا – يقوم هذا الفرد بدعوة بقية النحل لإنقاذه (والثأر له) وذلك بإفراز مادة معينة تصل إلى الخلية فتنبه أفرادها وتتحرك مئات النحل لمهاجمة المعتدي باللسع، وقد يموت العشرات منها في سبيل ذلك الفرد. في مجتمع النحل.. الكل فيه يعرف واجبه ودوره.. يقوم به بالتزام وبقناعة. وكل فرد فيه يأخذ أجره طعاما من عسل الخلية، ولا يأخذ منه إلا قدر حاجته فقط. مجتمع النحل.. مجتمع أنثوي أيضا. فعلى رأسه أنثى مكتملة هي المملكة التي تحكمه ويجتمع حولها ويطيعها بقية الأفراد. وهي أم الطائفة تتميز عن النحلة الشغالة أو الذكر بحجمها الكبير. وهي الوحيدة التي يمكنها أن تبيض وتخلف (تمد الخلية بسكانها)، وتفرز مادة تعمل على تثبيط مبايض الشغالات لمنعها من الإباضة. يرقاتها تتغذى على الغذاء الملكي الذي تفرزه الشغالات حديثة العمر طول دورة حياتها. تملك الملكة آلة لسع لكنها لا تلسع إلا ملكة مثلها. والإناث في مجتمع النحل شغالات، يعملن كل شيء إلا الإنجاب. وينحصر دور الذكر، في هذا المجتمع العجيب، على التلقيح، والمشاركة مع الشغالات في الدفاع عن الخلية. تعيش الملكة من ثلاث إلى أربع سنوات (العمر المُجدي لها سنتان). والشغالة تعيش حوالي 45 يوماً فقط، في موسم النشاط وجمع الرحيق في الربيع والصيف، ثم تقضي بقية عمرها الذي قد يستمر عدة أشهر في الخريف والشتاء لخدمة الملكة والخلية وتربية اليرقات وتغذيتها. أما الذكور فلا تعيش أكثر من ثلاثة أشهر. يتكون مجتمع النحل، إلى جانب الملكة الوحيدة، عدة مئات من الذكور (1000 – 2000)، وعشرات الآلاف من الشغالات (40.000 – 60.000). [email protected]