بناء الأقراص الشمعية تعمد النحلة، بإلهام من الله خالقها، إلى صنع خلايا سداسية، ذلك أن هذا الشكل وحده هو ما يؤدي إذا تراصت وتشابكت الخلايا إلى تكوين لوح (قرص) من الخلايا المتماسكة من الشمع.. ويقوم النحل ببناء ألواح الشمع بحسب الحاجة فقط ووفقاً لظروف تفتح الأزهار وتوفر الرحيق. وتفرز الشغالات الشمع من أربعة أزواج من غددها البطنية، أو يُؤخذ مباشرة من الأقراص القديمة ومن القشرة الشمعية التي يغلق النحل بها على العسل لحفظه. ولبناء الشمع يبذل النحل جهداً جماعياً كبيراً. تتناول الشغالات كميات كبيرة من العسل، إذ يتكلف الكيلوجرام الواحد من الشمع كمية تتراوح بين 5 - 25 كيلو جراماً من العسل، وتستهلك أقل كمية عندما تكون الشغالة في أنسب سن للإفراز. وعند البناء ترى منظراً مدهشاً، حيث تتشابك مع بعضها البعض بشكل سلاسل رأسية متجاورة ومتراصة في موقع البناء. وقد تبدو ساكنة لمن يراها للوهلة الأولى فيما تكون منهمكة في عملها حيث تقوم أعضاء الهضم والإفراز فيها بتصنيع الشمع. تظهر إفرازات الغدد الشمعية بشكل قشور بيضاوية على السطح السفلي للحلقات البطنية، فترتكز الشغالة على رجليها الوسطيتين والرجل الخلفية اليمنى بينما تزيل القشرة الشمعية بواسطة مخالب الرجل الخلفية اليسرى، وتتناولها إلى الرجل الأمامية، التي ترفعها بدورها إلى الفكوك العليا، حيث تمضغها قبل أن تضيفها إلى القرص. وبعد المضغ يتحول الشمع الشفاف إلى لون معتم قليلاً، وتستغرق عملية إزالة القشرة الشمعية الواحدة ومضغها وتثبيتها حوالي 4 دقائق. ويتم بناء القرص كاملاً في 48 ساعة تقريبا. ويحتاج إفراز الشمع إلى درجات حرارة عالية نسبياً (33 – 36 درجة مئوية)، وعادة يبنى القرص من أعلى إلى أسفل، ولكن عندما تضطر الشغالة قد تعمل العكس.. وتكون الخلايا السفلية أسمك وأقوى لتتمكن من تحمل بقية الخلايا فوقها. وغالباً يبدأ بناء القرص في نقطتين أو أكثر تبعدان عن بعضهما بوصة واحدة على خط قد يكون مستقيماً أو غير مستقيم. وبزيادة مساحة الأجزاء المختلفة تتقابل حوافها، وتكون قرصاً واحداً. وقد تبدأ مجموعة أخرى من النحل في بناء قرص آخر في نفس الوقت موازية للقرص الأول بفارق مسافة حوالي بوصة واحدة. مصادر ومراجع: elnadabee.com، doityour.com [email protected]