أيا كانت الأسباب والدوافع للقتل.. فإنه هزيمة بكل المقاييس. وإن إزهاق روح بريئة يكون مصيبة عند الله، ولا يمحوها إلا القصاص، وليس ادل على ذلك من محكم تنزيله سبحانه وتعالى. نحن، التربويين، صدمنا حقيقة واصابنا الهلع والخوف وتسمرنا فاقدي الحركة والكلام لهول صدمتنا التي لم تلحق بآل الوهابي فقط، بل بنا نحن الأسرة التربوية، فالشهيدان (وليد ومحمد) من اسرة تربوية عريقة كل نسائها مربيات فاضلات، ولا زلن خير من يؤدي الرسالة نحو الوطن والجيل.. وبقدر عزائنا لهم فإن المصاب جلل وعظيم، وبهذا نعزي التربويات القديرات من آل الوهابي وبخاصة التربوية (مريم) التي لم تفقد ابنها بل كانت قد أصابها الرزء بوالده قبل سنين، ما يضاعف مصابها أيضا في شقيقها.. ولعمري إنها (خنساء عدن) بحق وحقيقة.
وماذا نملك أن نقول بعد أن صارت عدن المسالمة والوادعة مكاناً للسلاح والقتل والتنكيل والسلب والنهب، ولم يكن أحد يتوقع ان يتحول (جولد مور) ذلك المكان الجميل وملجأ الأسرة للتنزه والترفيه إلى مكان للقتل وسفك الدماء، في ظل غياب الأمن في عدن (جملة وتفصيلا).. فإلى أين يسير بنا المصير يا حكام عدن ويا أهلها وناسها وأبناءها.. ألا يوجد لهذا الظلم من رداع؟!.
كنا ومازلنا نردد أن على محافظ عدن ومدير أمنها وكل اطراف العملية السياسية والمجتمع ان يتحملوا مسؤوليتهم في وأد ظاهرة السلاح والعمل على نبذها والتخلص منها.. لكن ماذا نقول ومواكب الأعراس والأفراح هي الأخرى صارت معارك غير معلنة والراجع فيها يقتل أبرياء أيضاً؟!.
نذكر محافظ عدن بقوله الشهير عند تعيينه محافظاً لعدن أنه قال: "لن أقبل بالمهمة إلا إذا كنت مسؤولا عن الأمن والجيش في عدن".. وهذا حق له وكنا نراهن على تطبيقه.. فأين الوعود الرشيدة.. يا وحيد؟!.
احزم أمرك وفعّل كل أجهزة الأمن، ومن أبناء عدن فقط، وستجد أن (أهل مكة أدرى بشعابها).. أعد الطمأنينة للمدينة وأهلها، وإلا فالخيار متروك لك.. ولن نمليه عليك.
والعزاء للتربويات الفاضلات وآل الوهابي كافة.. والله نسأل أن يعصم قلوبهم بالصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون، و"لا نامت أعين الجبناء"!.