في آخر تسريبات صادرة من إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع الاستخبارات المركزية الأميركية، قال إن وكالة الأمن القومي في الولاياتالمتحدة تقوم بجمع مئات الملايين من عناوين البريد الاكتروني الشخصي وحسابات الرسائل القصيرة الفورية في كل أنحاء العالم، وبينها الكثير الخاص بمواطنين أميركيين. وقال تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن حصول هذا الأمر خارج الولاياتالمتحدة جغرافيًا، وعلى أراض دول أخرى، يمنع المسألة من الخضوع لقانون مراقبة الاستخبارات الخارجية.
لست أميركا ونقلت واشنطن بوست عن سنودن قوله إن برنامج جمع القوائم البريدية يلتقط عناوين البريد الإلكتروني وقوائم الأصدقاء من خدمات الرسائل الفورية، خصوصًا أنها تنتقل عبر صِلات بيانات عالمية.
وقالت الصحيفة إن تحليلًا دقيقًا للبيانات المجمعة يتيح لوكالة الأمن القومي وضع خريطة مفصلة لحياة أي إنسان، من خلال تتبع نسيج علاقاته الشخصية والمهنية والدينية، ما يمكن تتبع العلاقة بين أهداف وكالات الاستخبارات الأجنبية، بالرغم من أن هذه الخريطة قد تكون مضللة أحيانًا، لأنها تعيد ربط المواطن بأشخاص قطع علاقاته بهم منذ سنوات، كزوجات سابقات مثلًا.
لم تحصل وكالة ألأمن القومي على إذن قضائي يمنحها حق جمع هذه المعلومات، ولذلك أي تتبع يحصل من خلال منشأة موجودة على الأراضي الأميركية تعتبر نشاطًا ممنوعًا، يعاقب عليه القانون. إلا أن متحدثًا باسم مكتب مدير المخابرات القومية، الذي يشرف على وكالة الأمن القومي، قال إن الوكالة تركز على اكتشاف وتطوير معلومات المخابرات بشأن أهداف المخابرات الأجنبية، "ولسنا مهتمين بأي معلومات شخصية عن الأميركيين العاديين. أضاف: "عندما ترد معلومات عنك من أقنية استخبارية خارجية فهذا يعني تلقائيًا أنك لست أميركيًا"، مؤكدًا أن البحث الجدي في تفاصيل أي قائمة بريدية لا يحصل إلا إذا كان ثمة ما يستدعي ذلك من خطر، أو من اشتباه فعلي أي مواطن في تدبير إرهابي.
يخفون المعلومات بالرغم من هذه التأكيدات، تقول واشنطن بوست إن السيناتور الديمقراطي رون وايدن، وهو عضو في لجنة الاستخبارات في الكونغرس، ما زال يمارس ضغوطًا كبيرة للوصول إلى خاتمة هذه المسألة، لأنه ما زال مقتنعًا بأن المسؤولين الأميركيين يخفون بعض الحقائق المهمة في هذا الاطار.
قال وايدن: "بعد سنوات عدة من تجنب الاجابة عن تساؤل حول دور الحكومة الأميركية في التخطيط لتتبع الأميركيين من خلال مراقبة هواتفهم الخليوية، آثرت الاستخبارات الأميركية أن تخفي معظم الحقيقة، حتى لو لم تكن هذه الحقيقة تهدد الأمن القومي الأميركي".
إلا أن المعلومات التي كشفها سنودن عن مراقبة وكالة الأمن القومي لحركة الإنترنت وسجلات المكالمات الهاتفية أغضبت حلفاء أميركا كألمانيا وبريطانيا، وحتى البرازيل. وبينما يصف معجبون بسنودن إنه بطل في الدفاع عن حقوق الإنسان، يقول آخرون إنه خائن، خصوصًا أنه مختف في مكان بروسيا، بعيدًا عن السلطات الأميركية التي تطالب تتهمه بالتجسس وتريد محاكته بتهمة تسريب تفاصيل برامج مراقبة إلكترونية بالغة السرية لوسائل الإعلام.