صرح عبد السلام وادو الدولي المغربي السابق ان نظام الكفالة في الخليج هو "أبارتهايد القرن الواحد والعشرين". وأضاف اللاعب الذي ارتبط بأحد الاندية القطرية ان الاصوات التي تنادي بالتراجع عن تنظيم كاس العالم في قطر بسبب الحرارة مجاوبة للصواب و ان السبب الذي يجب ان يدفعنا الى مقاطعة الالعاب هو استغلال العمالة الاجنبية وخصوصا الاسيوية في بناء المنشئات الرياضية. "من يحب الجلوس في ملعب بني بدماء الاسيويين": يقول عبد السلام وادو. الاحتراف عند الامير انتقال المدافع المغربي الى قطر تم في سنة 2010. بعد مسيرة احترافية في كل من فرنسا واليونان وانجلترا التحق المدافع الى لخويا احد الفرق القطرية بعقد يمتد الى ثلاث سنوات. الفريق في ملكية الامير تميم بن حمد الثاني الذي يملك فريق باريسان جرمان الفرنسي. مرت السنة الاولى في احسن الظروف حيث فازوا بالبطولة في اول مشاركة في دوري النجوم. ولكن ما كان يبدو حلما عند وادو تحول الى كابوس مزعج في السنة الثانية. اثناء التداريب التي سبقت بداية البطولة قدم شخص الى وادو واخبره ان الفريق لم يعد في الحاجة اليه وبان القرار اتخذه الامير. أرغم وادو باللعب في فريق آخر يملكه الامير أيضا وكان موسميا كارثيا يقول عبد السلام. بدأت معاناة عبد السلام وادو حينما اخبر ان الفريق يستغني عنه وانه سيحصل على أجر شهر وعليه مغادرة البلاد. رفض عبد السلام وادو هذا الامر مشيرا الى ان عقده يمتد الى ثلاث سنوات لتبدأ المعاناة. "لقد أرغموني على التداريب تحت الشمس الحارقة في درجة حرارة تصل الى 50 لتحطيمي جسديا ومعنويا" يقول عبد السلام. بعد عدم حصولي على راتبي لمدة ثلاث اشهر قمت برفع دعوة لدى الفيفا. بعدها تم طردي من البيت لان الفريق اوقف اداء ثمن الايجار ولم اجد الا الاصدقاء لإيوائي انا و اسرتي. الكفالة نظام الكفالة في قطر يقيد حرية التصرف لدى الاجانب ويجعل منك مجرد اداة يتحكم فيها المشغل. في حالة وقوع مشاكل فانك تحت رحمة الكفيل ولا يمكنك مغادرة البلاد الا بأذنه. بعد ان هدد عبد السلام وادو ان ينقل معاناته الى هيمان رايتس ووتش سمح له المغادرة مع زوجته وثلاثة اولاده. " لم احس بالحرية الا والطائرة غادرت الاجواء القطرية وزوجتي تهمس لقد غادرنا هذا السجن المفتوح" يحكي عبد السلام وادو الذي يقسم انه لن يضع قدميه ابدا في قطر. قصة الدولي المغربي لا تعتبر استثناء في قطر او في دول الخليج بشكل عام التي تشهد المئات من التجارب المرة. اللاعب الجزائري زهير بليونس لم يتوصل براتبه لمدة سنتين واضطر الى الشروع في اضراب عن الطعام بعد ان فقد الامل في التوصل الى حل مع ناديه. وكذلك اللاعب المغربي يوسف حجي الذي اتهم المسؤولين عن الكرة في قطر بعدم احترام عقود اللاعبين. وانه تعرض لضغوطات نفسية للتراجع عن امتيازاته وهدد بانه لن يسمح له بمغادرة البلاد بعد رفعه بدعوى ضد فريقه. شهداء كأس العالم اذا كان لاعبو كرة القدم يعانون الامرين بسبب نظام الكفالة وهم نجوم فان العمال الاسيويين يعيشون نظام عبودية عصري. وفقا لمنظمة هيومان رايتس ووتش هناك أكثر من 1.2 مليون عامل وافد أغلبهم من الهند وباكستان وسريلانكا والفلبين وبنغلادش. ويتزايد هذا العدد بسرعة كبيرة خلال السنوات العشر القادمة من أجل تحضير البنية التحتية ولتشييد الملاعب اللازمة لاستضافة كأس العالم. يموت كل سنة 400 عامل اجنبي في قطاع البناء بسبب الاوضاع المزرية والاعمال الشاقة التي يتطلبها بناء المنشئات الرياضية. وسيصل عدد القتلى الى 4000 شخص في غضون السنوات العشرة القادمة وقت انطلاق نهائيات كاس العالم. حين متابعتنا لأكبر عرس كروي في العالم يجب ان لا ننسى انه تم انجازه على حساب ارواح العمالة الاسيوية.