في العام 90م احتفينا بالوحدة اليمنية بالسفارة اليمنية في دولة قطر احتفال لم يسبق له مثيل بمعنويات عالية اعتقدنا بأننا حققنا مشروع شراكة وطنية كبير ذات تحول ديمقراطي وتعاون إقليمي وشراكة دولية ، أعطينا الوحدة بعد إقليمي ودولي إذ اعتبرناها نواة للوحدة العربية والإسلامية وتؤمناها بالوحدة الألمانية وكنا نعاتب الكوريون لماذا لا يحذو حذونا ؟ لم يتخلف عن الاحتفال إلا شخص واحد الله يذكره بالخير اسمه محمد صالح الحاج عاتبناه فقال تحررنا من الإنجليز وسلمنا الجنوب للروس وحاليا سلمنا الجنوب للزيود وأضاف با تندمون يوم ما يفيد الندم ؟ لم أعير كلامه إي اهتمام. وكنت من المهتمين في استقبال البعثات الدبلوماسية والمنتخبات الوطنية والفرق الفنية والفلكلورية اليمنية ، ففي بداية الوحدة كنت اشعر بمزيج من ابنا ء الجنوب والشمال في كل المواقع والفعاليات وبعد اجتياح الجنوب بطريقة همجية عام 94م حين صدرت الفتاوى الدينية التي تبيح قتل الجنوبيين باعتبارها حرب مقدسة على قوى مرتدة عن الدين الإسلامي ويحق قتلهم شرعا وقانونا وجازت الفتاوى استباحة الممتلكات العامة والخاصة لكون الجنوب دار كفر حيث تم نهب كل شي بما في ذلك المتاحف الوطنية والوثائق التاريخية حتى ثلاجات الموتى لم تسلم منهم بشكل غير مسبوق في الحروب التي شهدتها البشرية ،.
وبعد الحرب أتى وفد من اليمن إلى دولة قطر برئاسة الزنداني فالح علي زميل إن نزور الوفد في فندق الخليج ، ذهبنا إلى هناك ووجدناهم تقريبا ثلاثمائة شخص في جناح كبير اغلبهم يمنيين ومن جاليات أخرى مختلفة فبدئوا يعرفون أنفسهم تباعا ، واحد يقول أنا من مجاهدي أفغانستان ، وآخر يقول أنا من جيش أبينعدن ، وآخر يقول أنا شاركت في حرب الشيشان ، وآخر يقول أنا من أصحاب الدعوة والتبليغ ، وآخر يقول أنا من فصيل عبدرب الرسول سياف ، وآخر يقول أنا من فصيل احمد شاه مسعود ، وآخر يقول أنا من أصحاب التذكير، وآخر يقول أنا انتمي للإخوان المسلمين ، وآخر يقول أنا من المقامين بذلت الوقت والجهد والمال وبقية أعلى درجات الشهادة بذل النفس ، وآخر يقول أنا من لجان التشكيل ، وآخر يقول أنا ملقي البيان والتبيين ، وآخر يقول أنا من أصحاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآخر يقول أنا أمير مجموعة ، وجز كبير منهم ذكروا بأنهم شاركوا في حرب الردة والانفصال ،.
ففكرت كيف أقدم نفسي عندما يأتي دوري ؟ كلمت زميلي كيف أقدم نفسي فكان رده قل لهم انك اعتكفت أسبوع أو أسبوعين في إي مسجد ، فقلت له اكذب ، فقال خارج نفسك ، فلم استمع كلامه فقلت لهم أنا يمني مسلم مقيم في دولة قطر أتيت إلى هنا لمعرفة حقيقة ما حدث في الجنوب ، من ثم بداء الزنداني يشرح لنا عما حدث في حرب 94م لم يتسع المجال لذكر كل ما قاله النقاط التي جذبت انتباهي قال انه بفضل الله تم تطهير الجنوب من الفساد والمفسدين حيث تم التخلص من مصنع البيرة وبفضل الله نزل ألغيث على الجنوب الذي لم ينزل عليهم منذ عشر سنوات ؟ وأضاف بان في سرية من جيش الشرعية كانوا يستظلون تحت شجرة وبفضل الله انزل الله عليهم حنش من الشجرة فتفرقوا جميعا فإذا بصاروخ جنوبي يسقط على الشجرة ويحرقها ويحدث حفرة كبير في الأرض طلع منها ما عذب ؟.
وأضاف انه عندما كان جيش الشرعية يتقدم بفضل الله تسبقه حمير تمر على الألغام وتتفجر فيها ؟ كلام لم يدخل مخي مصدق مكذب ؟ فإذا صدقت قصت الحنش والحمير؟ لم اصدق بان الغيث لم ينزل على الجنوب منذ عشر سنوات وانأ قبل سنة كنت في الجنوب وشاهدت بأم عيني إمطار غزيرة هطلت على اغلب مناطق الجنوب وفي السنين الماضية كذالك ، المهم دارت الأيام ووجدت الجنوبيون يتقلصون من البعثات الدبلوماسية ومن المنتخبات الوطنية فلم يبقى من الجنوب إلى حارس المرمى ؟ .
وفي الفرق الفنية لم يبقى إلى عازف الإيقاع أتذكر ذهبنا للحفل إنا وزميل قطري فقلت لعازف الإيقاع شخص جنوبي اسمر قلت له ايش معنى أنت باقي من الجنوب ؟ فقال يمكن ما شافوني ، رد عليه القطري لأنك مركب مخفي ضحكنا وانصرفنا ، فبعد استقبال الزنداني وعازف الإيقاع الجنوبي سقطت الوحدة من وجداني ، يا ترى هل يحقق عازفي الإيقاع الجنوبيين في مؤتمر حوار صنعاء شي ؟ لا اعتقد ذالك لأنهم مجرد عازفي إيقاع يمثلون مصالحهم ولا يمثلوا شعب الجنوب ، فنقول لهم شعب الجنوب شعب عظيم والشعوب العظيمة لم ولن تنكسر بل تلد من رحم المعاناة وتحقق أهدافها وتعيد أمجادها التي سلبت وعدن عدنا والجنوب أجنوبنا0