■■ فوز إعتباري ومعنوي غير كاف بهدفين مقابل هدف واحد ، حققه منتخب الفراعنة المصري على منتخب النجوم السوداء الغاني في القاهرة، لكنه لم يشف الغليل، ولم يرو الظمأ، ولم يرد مهانة ال 6/1 ! ■■ كان يمكن بالتأكيد أن يكون في الإمكان أبدع مما كان، لو لم يرتكب الجهاز الفني بقيادة الامريكي بوب برادلي أخطاء جديدة في التشكيل وإدارة المباراة بنفس منهج المباراة المشئومة في كوماسي ..وفشل المدرب في أن يستغل الاندفاع البدني والتصاعد التلقائي للروح المعنوية للاعبين ورغبتهم في القتال دفاعا عن كبرياء الكرة المصرية .
■■ ولكن وبكل أسف جاءت التعديلات حافلة بالكثير من الأخطاء، وأهمها الوجه الجديد محمود كهربا الذي لم يتحمل قوة المواجهة وإرتبك وتلعثم ولم يستطع إمساك الكرة وخرج بعد 37 دقيقة ليخسر الفريق تغييراً بلا داع ويلعب بدلاً منه جدو الذي كان أفضل وسجل هدفاً وأضاع آخر وإن لم يكن في افضل فورمة ومستوى بدني ، وخسر الفريق تغييرا ثانياً بالدفع بحسني عبد ربه بديلاً لأحمد فتحي مدافع وسط الملعب الذي لم يكن في قمة مستواه ، لكنه لم يكن ثغرة في الأداء ، فكان التغيير تحصيل حاصل.
■■ وخسر الفريق التغيير الثالث بالدفع بشيكابالا، الذي يعيش أسوأ حالاته الكروية، فلا مهارات، ولا إستلام، ولا تمرير، ولا تمركز، ولا مشي بالكرة ، ولا تحرك بدون كرة، ولا تسديد، ولا إستغلال لفرصة إنفراد تام بالمرمى كان يمكن أن يسجل منها وهو مغمض العينين - وهو من وجهة نظري اللاعب رقم 22 في الفريق، ولا أدري بمن فرضه على المدرب الأمريكي ، كي يكون هو بديل رأس الحربة عمرو زكي المقاتل ، برغم وجود لاعبين افضل بكثير على مقاعد البدلاء ومنهم وليد سليمان وأحمد عيد عبد الملك وحتي المدافعين الذين كان يمكن لأحدهم اللعب في الوسط ، على أن يتقدم حسام غالي لمساندة الهجوم .
■■ ولم يكن الدفع بالظهير الأيسر محمد عبد الشافي أحسن الحلول ، لأن سيد معوض الظهير الأيسر الأحسن في مصركان في قائمة البدلاء، ولذلك لم يقم عبد الشافي بكل المطلوب منه .
■■ وعلى النقيض مما سبق كان أفضل تغيير في الفريق على الإطلاق هو اللعب بالظهير الايمن" النفاثة"حازم إمام الذي كان أفضل لاعب في المباراة، بإنطلاقاته ومراوغاته وكراته العرضية، ولعلنا نتساءل أين هذا اللاعب المتميز في صفوف المنتخب ولماذا لم يأخذ فرصة يستحقها بموهبته الكبيرة .
■■ وللأسف لم يكن أبوتريكة ومحمد صلاح في افضل أحوالهما، رغم أنهما كانا دائما الأميز في الفريق ، وربما جاء ذلك بسبب التكليفات وعملية التمركز الجديدة كل منهما وفقاً لتعليمات المدرب، حيث وجدنا صلاح أخطر لاعب مصري وهو يتراجع للدفاع من منتصف الملعب ويشتت ذهنه في مهام كان يمكن أن يؤديها أي لاعب آخر ، وبالتالي لم يشكل الخطورة المعتادة له .
■■ ورغم أن الأخطاء الخاصة بالجهاز الفني تكررت بشكل آخر اليوم وتسببت من وجهة نظري في ضعف الفوز الذي كان من الممكن أن يصبح 3أو 4 / صفر ، فإن أمل التعويض في مباراة اليوم بين مصر وغانا كان أمراً في منتهى الصعوبة إن لم يكن من المستحيلات ، وهو أن تسجل خمسة أهداف نظيفة في مرمي المنتخب الغاني العالمي الذي تأهل لدور الثمانية في المونديال الماضي.
■■ تحققت نصف المهمة التي كان يصبو إليها لاعبو منتخب مصر وجهازهم الفني بفوز إعتباري لرد الاعتبار للخسارة الكبيرة مع غانا التي أثق أنها لا يمكن ان تتكرر لو لعب الفريقان عشرمباريات أخرى، ورغم الظروف المعروفة للكرة المصرية والأخطاء السابقة ، فقد إستطاع منتخب مصر أن يضع نجوم غانا في حجمهم الطبيعي، ويقلص غرورهم بالفوز التاريخي المتحقق في كوماسي، ربما يكون المنتخب الغاني أفضل من مصر قليلا او أجهز فنيا وبدنيا بحكم إيقاف النشاط الكروي في مصر ، ولكن الفارق ليس بهذا الإتساع ، ولولا فداحة أخطاء المباراة الأولى، لم تكن ستحدث هذه الكارثة ، ولكنه درس جديد تعلمه المصريون كما يتعلمه اي فريق كروي يمر بنفس الظروف .
■■ عموماً الحمد لله وكل الشكر للسلطات المصرية والجيش والشرطة والجماهير وكل المحبين لمصر أن مرت المباراة على خير في أمن وسلام ، وهذا أحد المكاسب الكبيرة غير المنظورة من المباراة، لتدحض مصر التشكيك في قدرتها على حفظ الأمن وترسل رسالة إيجابية للعالم أجمع وليس فقط الفيفا والرئيس الغاني الفاضي الذي ارجو أن يكون باله قد إرتاح وإستقرت رأسه على عنقه، وأغلق فمه قليلاً بعد تأهل منتخبه الكفء المتخم بنجوم أساسيين في أفضل الأندية الاوروبية ، هذا المنتخب الذي لم يكن يحتاج إلى حركات وحملات ومراسلات وإستغلال ظروف صعبة لبلد شقيق من أجل تجاوز المنافس بأي وسيلة وبعيداً عن الروح الرياضية !