ادم بارون ,كريستيان ساينس موينتر ترجمة : عبدالمنعم بارويس (المعيل اليمني يعود خالي الوفاض الى اكثر بلدان العالم العربي فقراً )هكذا استهل ادم بارون تقريره في صحيفة كريستيان ساينس موينتر الامريكية موضحا ان ترحيل المملكة العربية السعودية حوالي 200 الف من العمالة اليمنية اضافة الى تجمع الرجال العاطلين عن العمل سيكون هدفاً محتملاً لتجنيدهم من قبل الجماعات المتشددة في اليمن. واشارت الصحيفة في تقرير مطول قامت "عدن الغد" بترجمته "الى ان اليمن تستعد باتت تخسر ملايين الدولارات من تحويلات العمالة اليمنية أثناء إعادة امتصاص ما يصل إلى200 الف من العمالة اضافة الى العاطلين عن العمل نتيجة لقرار السعودية بطرد عشرات الآلاف من ضيوف العمال اليمنية. ولاهمية التقرير تنشر "عدن الغد" نصه يبدو ان تصاعد عدد الاسر التي تعاني من ضائقة مالية والتنافس على الوظائف الشحيحة امراً لا مفر منه كما ان تزايد عدد العاطلين عن العمل يوفر ارضاً خصبة لتجنيدهم من قبل المتشددين الذي هو مدعاة للقلق في شبه الجزيرة العربية. ان الامر بالنسبة للمسؤلين السعوديين مجرد مسألة سد الثغرات في القوانين التي تنظم العمال الضيوف وترشيد البيروقراطية غير انه مع استمرار تدفق المبعدين الى اليمن فقد ألهبت مشاعر الاستياء من جارتها الشمالية منذ فترة طويلة.
ان توافد اليمنيين الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج يعد امراً تقليدياً هرباَ من البطالة التي تشكل نسباً عالية (35% في عام 2003) وللاستفادة من فرص العمل التي تم انشاؤها منذ اكتشاف النفط في اجزاء اخرى من شبه الجزيرة العربية كما ان التحويلات المالية التي يرسلها العمال اليمنيين في الخارج تمثل العمود الفقري للاقتصاد اليمني حيث تبلغ حوالي 2 مليار سنوياً وتشكل 5% من اجمال الناتج المحلي في اليمن. الجدير بالذكر انه تم طرد اكثر من مليون عامل يمني من المملكة العربية السعودية في عام 1990 وذلك لمساندة اليمن للعراق ابان حرب الخليج الاولى الا انه لايزال اكثر من مليون يمني يعمل في المملكة في هذه الايام . تعتبر اليمن من اكثر البلدان فقراً في شبه الجزيرة العربية كما ان الاقتصاد اليمني تاثر تاثيراً كبيراً من الاضطرابات الناجمة عن انتفاضة عام 2011 والتي ادت الى نهاية ثلاثة عقود من حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح كما ارتفعت معدلات البطالة وتراجع الاستثمار الأجنبي. وقد مثل فراغ السلطة سبباً في انتشار الجماعات المسلحة والانفصالية في جميع أنحاء البلاد.
لقد اثار عملية ترحيل اليمنيين من المملكة العربية السعودية العديد من المخاوف في ذاكرة الشعب اليمني اكثر من مجرد تخوف اقتصادي ، وغالبا ما ترتبط عمليات الترحيل من عام 1990 بااندلاع الحرب الأهلية عام 1994.
في اقصى شمال اليمن بالقرب من الحدود السعودية تدور اشتباكات منذ اكثر من اسبوعين بين الحوثيين الشيعة الزيدية وهي مجموعة المتمردين التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة صعدة الحدودية، والسلفيين. حيث ان المرحلين من السعودية يتدفقون عبر الحدود من خلال هذه المحافظة , يبدو ان سحب بعض من هؤلاء المرحلين وخاصة المعوزين منهم الى ساحة الاقتتال امراً لامناص منه. علاوة على ذلك لايزال لتنظيم القاعدة وجوداً قوياً في شبه الجزيرة العربية ويزعم انه يجند الرجال الذين يكافحون من اجل تغطية نفقاتهم.
لقد اشار مسؤول يمني شريطة عدم الكشف عن اسمه وذلك لحساسية الموضوع : "ان بعض [العمال الذين تم ترحيلهم] يقتنع للقتال مع الحوثيين، والبعض الآخر سوف يكون مقتنع للقتال مع السلفيين. وسيتم تجنيد الاخرين من قبل القاعدة, وسيظل البقية المرحلين في منازلهم بدون عمل وهو مايكفي الى وقوع كارثة بحد ذاته" .
ذكر تقرير اعدته المجموعة الاستشارية الدولية ( ماكينزي اند كومباني) بتكليف من الحكومة اليمنية الى انه حتى قبل عام 2011 فان الدول المجاورة لليمن والغنية بالنفط ستشكل حلاً ممكناً للبطالة المتفشية واشار هذا التقرير الى زيادة عدد العمال اليمنيين في السنة الماضية في المملكة العربية السعودية و دول الخليج الأخرى باعتبارها الوسائل الرئيسية لتحقيق الاستقرار في اقتصاد البلاد.
وفقاً لهذا التقرير فقد عقد العديد من المسؤولين اليمنيين الآمال بأن الدول المجاورة ستفتح أبوابها أمام اليمنيين العاطلين عن العمل كوسيلة لمساعدة جهود الحكومة لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح, حيث تعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم 3.25 بليون دولار من المساعدات المالية في مايو 2012 .غير ان ذلك لم يكن الا مجرد خطابة ،و يقول المحللون: "ان دول مثل المملكة العربية السعودية ينبغي لها الترحيب بالعمال الضيوف الجدد بدلا من سن قوانين أكثر صرامة للعمل و تضييق الخناق عليهم".
يقول عبدالغني الارياني المحلل السياسي في صنعاء: " ان الاثر الاقتصادي لهذا الحدث سيكون عميقاً ليس بسبب الوظائف المفقودة بل لان الكثير من العمال يمتلكون محلات تجارية [ في السعودية ] و يتم دعم اسر كبيرة في الوطن من خلال تلك المحلات ويضيف الارياني قائلاً ان اثار ترحيل العمالة اليمنية ستلغي اي مساعدات مالية من السعودية الى اليمن."