ادم بارون ,كريستيان ساينس موينتر 28 اكتوبر 2012 قالت صحيفة كريستيان ساينس موينتر الأمريكية ان الحوثيين تمكنوا من جلب الأمن والاستقرار مع بعض رؤوس أموال استثمارية إلى المناطق التي يسيطرون عليها في محافظة صعده واجزاء من محافظات أخرى . وفي تقرير نشرته الصحيفة بعنوان : شعار " الموت لأمريكا "يجلب الاستقرار والاستثمار إلى شمال اليمن ويقدم له الزميل "عبدالمنعم بارويس ترجمة خاصة لعدن الغد" قالت الصحيفة انه في الأشهر الأخيرة عاد الهدوء نسبياً إلى محافظة صعدة الا ان العنف لازال يلقي بظلاله على هذه البلدة الجبلية الوعرة التي تقع الان تحت السيطرة الفعلية للمتمردين الحوثيين بما فيها عاصمة المحافظة . وقال التقرير ان مشاهد البناء أصبحت مألوفة في المحافظة حيث يثق البعض بان هذا الهدوء كافياً لجلب الاستثمار الذي سيضخ المال في مشاريع البنية التحتية لهذه المحافظة الفقيرة . نص التقرير الذي كتبه ادم بارون
قبل عقداً من الزمن فان مدينة صعدة القديمة والتي بالكاد وضعت مبدئيا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وذلك من اجل الحفاظ على ماتبقى من الآثار العربية القديمة منذ العصور الوسطى التي هي الان في حالة خراب إلى حد كبير, فتلك المنازل التي شيدت منذ قرون من مادة الطين فان هذه المادة التي بنيت بها قد تهالكت وتفتت . ان الحرب التي نشبت بين القوات الحكومية ومقاتلي القبائل المتحالفة ضد الحوثيين والحوثيين في عام 2004 قد تسببت في خسارة لاتعوض لأحد المعالم التاريخية في اليمن . في الأشهر الأخيرة قد عاد الهدوء نسبياً إلى محافظة صعدة الا ان العنف لازال يلقي بظلاله على هذه البلدة الجبلية الوعرة التي تقع الان تحت السيطرة الفعلية للمتمردين الحوثيين بما فيها عاصمة المحافظة .
ماهو الفرق بين الإسلام السني والشيعي : الشعارات التي يرددها الحوثيون, " الله اكبر " " الموت لامربكا " " الموت لإسرائيل " " اللعنة على اليهود " " العزة للإسلام " أصبحت تزين شوارع المدينة مع تقديم التحايا إلى المقاتلين من أتباعهم الذين قتلوا خلال سنوات الصراع مع الحكومة . جنود القوات الحكومية يواصلون تعزيز وجودهم غير ان مسلحو الحوثيين يديرون نقاط التفتيش غير مكترثين بذلك مسيطرين على معظم أنحاء صعدة وأجزاء من المحافظات المجاورة لها . على مايبدو فان الحياة قد عادت إلى طبيعتها الان , فالمحلات التجارية عاودت نشاطها والفنادق التي شيدت حديثاً شرعت في استقبال الضيوف , بيد ان هذه الجماعة التي تظهر عداءها لأمريكا في خطاباتها ونقدها الحاد لسياسة الحكومة الأمريكية في اليمن تثير قلق الدبلوماسيين الغربيين . صالح حربة , رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي, أشار إلى الصحيفة قائلاً . " نحن لسنا ضد وجود قيام علاقات على أساس المنافع المتبادلة والاحترام , لكن يجب علينا ان نرفض سياسات أمريكا التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى في اليمن والمنطقة ". كما أعرب الكثير من سكان الإقليم على تأييدهم المتحمس للحكم الحوثي قائلين ," ان هذا الحكم قد يودي إلى الأمن والاستقرار " .
ان مشاهد البناء أصبحت مألوفة في المحافظة حيث يثق البعض بان هذا الهدوء كافياً لجلب الاستثمار الذي سيضخ المال في مشاريع البنية التحتية لهذه المحافظة الفقيرة . ويقول أبو احمد وهو رجل أعمال يشرف على بناء مصنع للصابون ," لقد عشنا ايام عديدة صعبة جداً , لكن الان صعدة تعيش في سلام ويمكننا ان نتصور فعلاً مستقبلاً أفضل ". لازالت ذكريات الماضي دائمة الحضور , حيث أدت الحرب إلى خسارة ملايين الدولارات وخلفت اضراراً في المباني والممتلكات في مدينة صعدة والقرى المحيطة بها حيث قتل أكثر من 20,000 شخص وشرد عشرات الألوف وعلى الرغم من هذا فان قادة الحوثيين يحضون بمساندة شعبية ساحقة في صعدة الا ان تلك المساندة لاتخلو من معارضة . وأشارت الصحيفة أيضا إلى ان التوتر بين الحوثيين والسلفيين تسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الخريف الماضي . حيث يرى السياسيين اليمنيين وبعض زعماء القبائل اليمنية ان هذا الصعود الحوثي يثير مخاوف من زعزعة الاستقرار في البلاد مع ان قادة الحوثيين يقولون أنهم ملتزمون بالحفاظ على السلام غير أنهم لايزالون مدججين بالسلاح والذي يظهر أنهم على استعداد لأي مواجهة مقبلة . واختتمت الصحيفة قائلةً. " على الرغم من توقف العنف حالياً في صعدة فان الخلاف بين الحوثيين والجماعات المحلية الفاعلة من الإسلاميين السنة والقبائل, التي وصفتهم الصحيفة بالخصوم السياسيين الذين انحازوا للوقوف إلى جانب الحكومة , لايزال دون حل . بينما الكثير يتفاءل بهذا الهدوء الا ان الآخرين يرون انه طالما ظل الوضع متوتراً فان ذلك سبباً كافياً للخوف ان هذا الهدوء لن يدوم طويلاً". * ترجمة عبدالمنعم بارويس لعدن الغد