ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي، واحتفالاً بسنته العاشرة، والتي جعلت منه خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة أحد أهم وأفضل المهرجانات السينمائية في المنطقة، وعبر العالم العربي، تقدِّم إدارة المهرجان هذه السنة -احتفالاً بهذه القائمة- كتابًا بعنوان «سينما الشغف: قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي»، والذي يحمل مراجعات نقدية عن الأفلام التي شملتها القائمة، بالإضافة إلى شرح مُفصَّل عن كيفية اختيار الأفلام، وأوضحت إدارة المهرجان أن الاستفتاء تم من خلال 1000 شخص مُنتمٍ للمجال السينمائي العربي، قبل أن تتم تصفيتهم إلى 475 فقط في الجولة النهائية من الاستفتاء، ليطلب من كل شخص على حدة إرسال قائمة خاصة بالأفلام العربية المفضلة لديه، إلى أن انتهى الاستفتاء بالإعلان عن أفضل وأهم 100 فيلم عربي بعد مراجعة القوائم. وقد تشرفتُ بالمشاركة في هذه القائمة من خلال التصويت لعشرة أفلام كما هو باقي المشاركين حسب نظام الاختيار والتصويت الذي عملت عليه إدارة المهرجان, وبطبيعة الحال -وكغيري الكثير- كنت متشوقًا لظهور نتيجة التصويت والاطلاع على القائمة النهائية، والتي جاءت أول هذا الشهر الميلادي نوفمبر 2013 قبل شهر من انطلاقة الدورة العاشرة للمهرجان. وكما هو متوقع جاءت مصر في المرتبة الأولى من حيث عدد الأفلام بأربعة وأربعين فيلمًا، فيما كان المخرج المصري الراحل يوسف شاهين هو المخرج الأكثر حضورًا بثمانية أفلام، فيما جاء المخرج المصري أيضًا صلاح أبو سيف بسبعة أفلام، بينما تقاسم كل من محمد خان، وحسين كمال، وداود عبد السيد المركز الثالث بثلاثة أفلام لكل مخرج. بينما ضمَّت القائمة فيلمين لكلٍّ من هنري بركات، وخيري بشارة، وعاطف الطيب، وخالد يوسف، ورضوان الكاشف، وتوفيق صالح. وتصدَّر القائمة وباستحقاق -كما هو متوقع- الفيلم المصري الجميل “المومياء” 1969 لشادي عبد السلام، بينما كانت المرتبة الثانية من نصيب فيلم “باب الحديد” 1958 ليوسف شاهين، والفيلم الجزائري “وقائع سنين الجمر” 1974 للأخضر حمينة في المرتبة الثالثة، ثم فيلم “الأرض” 1970 ليوسف شاهين رابعًا، والفيلم التونسي “صمت القصور” 1994 لمفيدة التلالي في المرتبة الخامسة، وفي السادسة الفيلم السوري لمحمد ملص “أحلام المدينة”. 1983، بينما جاء الفيلم الفلسطيني لإليا سليمان ” يد إلهية ” 2001 سابعًا، و” الكيت كات” 1991 المصري لداود عبد السيد ثامنًا، واللبناني “بيروت الغربية” 1998 لزياد دويري تاسعًا، فيما كانت المرتبة العاشرة من نصيب الفيلم السوري “المخدوعون ” 1972 للمخرج توفيق صالح عن الرواية الشهيرة لغسان كنفاني: “رجال تحت الشمس”. فيما تدخل السعودية القائمة بإنجاز جديد لفيلم “وجدة” 2012 لهيفاء المنصور، والذي جاء في المرتبة الرابعة والأربعين. وبطبيعة الحال لا يمكن اعتبار أي قائمة معيارًا نهائيًّا في التفضيل، لكنها في الوقت نفسه تتيح لنا معرفة آراء نخبة من المتخصصين قد نتفق أو نختلف مع اختياراتهم، وبالنسبة لهذه القائمة العربية فحتى مع الاختلاف الذي سنلاحظه في ترتيب الأفلام حسب الأهمية الفنية، وحتى مع مشكلة الاختيار ذاتها من المصوّتين، حيث نلاحظ سيطرة الأفلام المصرية لاعتبارات متعددة، منها قدمها وانتشارها وسهولة الحصول عليها، وقوة تسويق شركات الإنتاج السينمائي قياسًا بالسينماءات العربية الأخرى، وحتى مع الانتماء الإقليمي والوطني للمصوتين تجاه سينما بلادهم، والذي لا يمكن التخلص منه بشكل نهائي فإننا مع كل ذلك لا يمكن إلا الاعتراف بأن القائمة في المحصلة النهائية تقدم 100 وجبة سينمائية هامة للغاية، وبغض النظر عن ترتيب أهميتها فهي بالفعل تشمل أفضل وأهم ما قدمته السينما العربية في تاريخها لحد بعيد، وتعطي قدرًا كبيرًا من الاطلاع والوعي بالسينما العربية لمن يشاهد أفلام القائمة، وهو ما أراه مخططًا مناسبًا لكل سينمائي عربي مهتم. *من فهد الاسطا