طرح الناشط السياسي والقيادي في الحركة الوطنية الجنوبية الدكتور عبدالرحمن الوالي أفكاراً جديدة ورؤية مستقبلية من وجهة نظره لكيفية تجاوز التحديات التي تواجهها الساحة الجنوبية تتضمن تساؤلات عديدة يستوجب أن يجيب عليها البرلمان الجنوبي المنتظر انعقاد جلسته الافتتاحية يوم 4 يناير المقبل بعد استكمال قوامه ، معرباً عن أمله في المساهمة في اثراء هذه الأفكار والرؤى بالنقاش المثمر . وقال : سيتوجب على البرلمان الجنوبي في حال انعقاده الإجابة على الكثير من التساؤلات التي تشغل بال الشعب الجنوبي بكل أطيافه يرى الكثيرون أنها من معرقلات الانتصار الجنوبي القادم ، داعياً أعضاء البرلمان الجنوبي فتح صدورهم وعقولهم لتقبل جميع الأفكار الجنوبية بغض النظر عن الطرف الذي طرحها ومناقشتها بالتفصيل والخروج برأي موحد بشأنها مع احترام الجهات الجنوبية الأخرى غير المنضوية تحت قبة البرلمان تعمل في الساحة الجنوبية ولها أعضائها وأنصارها . وأورد الدكتور الوالي تساؤلات عدة يكثر الحديث عنها أبرزها السؤال : من هو الجنوبي ؟ وقال : إن الجنوبي من وجهة نظرنا (كل مواطن عاش هو أو أفراد أسرته في الجنوب وحمل هوية ذلك الجنوب في أي فترة من فترات ما قبل مايو 1990 م وتحديداً للفترة من مائة عام قبلها أي مايو 1890 م إلى مايو 1990 م وكان مواطناً هو أو أسرته في أي تكوين تشكل خلال هذه الفترة في الجنوب الجغرافي ، ولو عاش هو أو أسرته فترة لا تقل عن عامين فإنها فترة كافية لاستحقاق الهوية الجنوبية . وعن التساؤل (ما هو الجنوب ؟ ) أجاب : هو الحدود الجغرافية للجمهورية التي دخلت في عام 1990 م في مشروع اتحاد مع الجمهورية العربية اليمنية والمقصود هنا ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) مع التأكيد أن المقصود هو الرقعة الجغرافية للحدود وليس النظام الذي كان قائماً حينها أو الحزب الحاكم حينها ومن المهم أن يوضح البرلمان أن تاريخ هذه الرقعة الجغرافية لا يبدأ في عام الاستقلال 1967 م بل وما قبل ذلك بعشرات ومئات السنين . وبشأن السؤال الثالث الذي يُطرح بشكل متكرر : ( إذا أصبح الاستقلال على الابواب ، فمن يستلم دولة الاستقلال ؟ ) يقول في إجابته : الإجابة على هذا السؤال في منتهى الصعوبة لأننا نعلم أن الوصول إليه يتم عبر دهاليز داخلية وخارجية وسيمر بصعوبات ربما لا ندرك حالياً مدى تعقيدها وصعوبتها وذلك للنقاط التالية : لن يأت الاستقلال المنشود إلا ّ عبر قيادة جنوبية موحدة خالية من المناكفات والإقصاءات . لن يأت الاستقلال المنشود إلاّ وهناك توافق داخلي وإقليمي ودولي . لن يأت الاستقلال المنشود إلا ّ إذا أطمأن شعبنا الجنوبي أن القادم يشكل نقلة للأفضل وليس للمجهول . وأكد على أن تكون من مهام البرلمان الجنوبي العمل والمساهمة في تحقيق تلك الشروط للوصول إلى الاستقلال المنشود وضرورة التفكير بعقلية (من) يستلم الاستقلال ولكن (كيف) نحقق ذلك ونبني الجنوب القادم ؟ . وفيما يتعلق بالسؤال الرابع : (كيف نبني الجنوب القادم؟ ) قال : سيكون علينا أن نتفق جميعاً ونضمن ( أن أول خطوة بعد الاستقلال هي انتخاب برلمان جنوبي انتقالي بإرادة حرة ونزيهة يقرر شكل الفترة الانتقالية ومدتها لإقامة أسس الدولة ودستورها ) ، موضحاً أن هذه الخطوة يجب أن تتم في أسرع وقت ، وبحسب ما يرى (خلال فترة اقصاها 6 أشهر يحكم خلالها مجلس من جميع فصائل الجنوب مهمته الأساسية التحضير لانتخابات البرلمان الانتقالي) وذلك لمنع قفز قوى إلى السلطة بحجة أنها سلطة انتقالية ثم تستمر هذه (الانتقالية) إلى ما شاء الله . وأشار إلى أن البعض يطرح كيف تقام هذه الانتخابات لأن الوضع سيكون معقداً حينها ؟! ، وقال هذا صحيح نوعاً ما ولكن ما هو الأكثر طمأنينة لشعب الجنوب ؟ أن يستلم السلطة ( فصيل ) جنوبي لوحده ونصبح رهائن له أم برلمان منتخب فيه تمثيل واسع للشعب الجنوبي مهما كانت سلبياته ؟ ، مردفاً أن تلك السلبيات أهون بكثير من استلام فصيل بعينه للسلطة الأمر الذي سنعاني منه بالتأكيد وما يحصل حالياً في الساحة أكبر دليل على أننا (جميعاً) لم نجد الحل المناسب بعد لطمأنة الشعب . ويرى الدكتور الوالي أن برلمان ما بعد الاستقلال ممكن أن يكون عبر دوائر الجنوب التي تم إقرارها عام 1993 م لمنع الدخول في متاهة إعادة تقسيم الجنوب على أن الحل يكمن في انتخاب خمسة نواب برلمان للدائرة الواحدة بدلاً عن نائب واحد لضمان تمثيل كل دوائر الجنوب بنسب ذات مصداقية ويصبح هذا التمثيل الواسع حلاً أفضل للدولة الجنوبية القادمة بحيث يقوم هذا البرلمان الانتقالي بتسيير كل القضايا الأساسية لفترة تمتد عامين ثم تجرى انتخابات تعددية أكثر تنظيماً ينتج عنها برلمان أدق تمثيلاً لإرادة الشعب الجنوبي . وحول السؤال الخامس : ( لماذا حل الاستقلال فقط ؟ ولماذا لا نناقش حلول أخرى ؟ ) قال : يبدو من الوهلة الأولى وكأن السؤال منطقياً ، لكن نظرة متفحصة تجعلنا نراه خالياً من كل منطق لسبب بسيط هو يجب أولاً أن نجيب على سؤال آخر قبله : (هل الجنوب تحت الاحتلال أم لا ؟ ) فإذا كانت الإجابة (نعم الجنوب تحت الاحتلال وهو ما تقوله جميع الفصائل الجنوبية بما فيها الفصيل المشارك في حوار صنعاء وأغلبية الأعضاء الجنوبيين في الأحزاب المرتبطة بصنعاء بل بما فيهم اللواء علي محسن الأحمر الرجل الأساسي في نظام صنعاء سابقاً وحالياً ) فإن منطق التاريخ يقول إن الاحتلال يقابله حل واحد فقط وهو الاستقلال .. وأما إذا كانت الإجابة ( لا الجنوب ليس محتلاً ) فإن النقاش سيصبح عدمي لأننا نجد كل الأدلة تؤكد عكس ذلك . وذكر الدكتور عبدالرحمن الوالي في ختام رؤيته تساؤلاً أخيراً يتردد أيضاً وبشكل متكرر مفاده : (هل سنحصل على الاستقلال رغم كل ما نعيشه من صعوبات في مسار الثورة ؟ ) وأجاب قائلاً : ( من وجهة نظرنا نعم ثم نعم الاستقلال قادم بكل تأكيد ) ، موضحاً أنه كتب تغريدة إلى جمال بن عمر المبعوث الدولي على حسابه في ( تويتر ) نصها : لا تنتصر قضية بمقدار ما تملكه من قوة بل بمقدار ما تملكه من حق .. ولهذا ستنتصر القضية الجنوبية . من/ فضل حبيشي