كان خبر وفاة الشخصية الوطنية والقامة النضالية والنقابية الكبيرة الدبلوماسي اليمني السياسي المخضرم ناصر احمد العرجي عاصفة اهتزت لها مشاعري وعواطفي الجياشة أخرجتني عن طوري وأدخلتني في زوبعة من الحزن والحسرة والألم والقهر على فقدان هذا البطل العظيم الذي ارتبطت حياته بتاريخ الوطن والحركة النقابية والوطنية في جنوب الوطن الحبيب شعرت أنني افتقدت جزا من تاريخي الذي اعتز به خير اعتزاز ثواني قليلة استطعت أن اجمع أوصالي المتناثرة ومشاعري المجروحة من هول الصدمة بعدها استوعبت أن الموت حق وان الفقيد ان مات جسدا فلم يمت تاريخا ومواقف وعبر ودروس عظيمة تنير طريقنا الوطني والنضالي لسنوات قادمة كانت حياته مليئة بالأحداث والمواقف العظيمة التي نفتخر بها ونعتز بشخصيته الصلبة والجسورة والمتفانية في مقارعة الظلم والاستبداد وتحرير الأرض والإنسان من نجس المستعمر الغاشم لقد وهبة حياته وشبابه فدائيا ومناضلا محنكا وجسورا للقضايا الوطنية وكان ممن صنعوا يوم الثلاثين من نوفمبر المجيد وتحرير الشطر الجنوبي من الاستعمار الغاشم تشبع بحب الوطن واخلص له لكنه لم يذق حلاوة النصر لان خصومه وما حدث من تأمر على شق الصف الوطني والحرب الأهلية التي جعلته يعيش معظم حياته في المهجر لاجئا سياسيا في مصر لكن لم تفارقه هموم الوطن وقضاياه العليا رغم ما طالة من ظلم وإهمال وتهميش عرفته عزيز الروح وعفيف النفس قنوع طاهر القلب لم يكن يبحث عن جاه أو مكانه أو منصب كان يرى نفسه من الجماهير ومع الجماهير حتى بعد عاد إلى ارض الوطن بعد الوحدة اليمنية التي كان يؤملها ويطمح لها لأنه بالأوصاف النبيلة وعفت النفس وعزت الروح لم يقبل على نفسه أن يكون أداة بيد أصحاب المصالح حينها هذا النوع الناذر من المناضلين حرموا من ابسط حقوقهم من مرتب وسكن له ولأسرته وآفته المنية ومعاملاته في أروقة ودهاليز أصحاب القرار لكنه كان قنوعا والوطن مسكنه الكبير وحب الجماهير واحترامهم لتاريخه الحافل بالتضحيات اشرف له من أي شي . كانت اسعد اللحظات بالنسبة لنا نحن الجيل ما بعد الثورة وبحكم صدقتنا بابن أخيه المخرج التلفزيوني المبدع محمد عبد القادر العرجي هي عندما نلتقي به في الجلسات ونستمع لنصائحه وتجاربه النضالية الغنية المشبعة بحب الوطن والطامحة بمستقبل وضاء كان خير الناصحين لا يبخل علينا بالمعلومة والحقيقة التي كانت مغيبة بسبب الصراعات السياسية والأيدلوجية ودافعا لنا لمواصلة النضال لإنقاذ الوطن من التدهور والانهيار وجدته صريحا ناقدا لنفسه ورفاقه قبل نقد خصومه شخصية بهذه المواصفات كانت خسارة على الوطن والحركة الوطنية والعمالية. ولد فقيدنا الراحل طيب الله ثراه 4/5/1934م في مدينة عدن الشيخ عثمان الذي درس وتعلم بها وكمل دراسته الثانوية في مدينة كريتر وكان في بدايته لاعب في اعرق الأندية الرياضية في الشيخ عثمان نادي الهلال الرياضي وفي 6/12/1956مالتحق للعمل في أمانة ميناء عدن وبدا نشاطه النقابي مابين عامي 54م و55م ثم انتخب قياديا في 6 مارس 1956م ولعب دورا فاعلا في المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد الشركات والمستعمر وهنا بدا نضاله الوطني وسجن عام 1962م وأطلق سراحه عام 1963م وفي فبرير من نفس العام غادر عدن للقاهرة ليحل محل محسن العيني ممثلا للحركة العمالية في عدن في اتحاد العمال العرب ثم ممثلا لجبهة التحرير في القاهرة 1965م منع من دخول البلد بعد ان تسلمت الجبهة القومية السلطة عاد للوطن مع ألحظات الأولى لتوقيع الوحدة رفض أن يستخدمه نظام صنعاء حينها في صراعاته مع شريكه الحزب الاشتراكي وفضل الموقف الثابت والرافض للحرب على الجنوب وحرم بسبب موقفه هذا من كل مستحقاته . هذا هو فقيد الوطن والحركة الوطنية والعمالية الذي أدميت قلوبنا ودمعت عيوننا على رحيله بعد مشوار طويل من النضال والتضحيات وهو في العقد التاسع من عمرة كان وعضو مجلس القيادة في التجمع الوطني للجنوب اليمني وسكرتير مكتب الإعلام، ترأس وفود الجبهة إلى مؤتمرات منظمة التضامن الآفرو آسيوي في القاهرة وقبرص والجزائر، ومثل العمال في احتفالات الأول من مايو عيد الطبقة العاملة العالمية في كل من العراق وسوريا وتونس والمغرب.وساهم مساهمة فعالة في العمل النقابي والوطني. تعزينا لأهله وذويه وأصدقائه ورفاقه بالنضال والوطن والحركة الوطنية والعمالية ومواساتنا لهم بهذا المصاب الجلل سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وان لله وان إليه راجعون إلى جنة الخلد أيها المناضل الجسور وأمانينا من القيادة السياسية إنصافه وعادة له مستحقاته لتكون معين لأسرته وذويه