مع بدايات العد التنازلي لانتهاء الفترة الانتقالية للرئيس هادي والضغط بقرب إعلان اختتام مؤتمر الحوار الوطني تحاول كل الأطراف والقوى المتباينة والمتصارعة احتكار عنق الزجاجة والسيطرة عليه وجعل الآخرين في موضع اللاحق الذي فاته الوصول إلى منطقة العنق وفي هذا يقول الحديث الشريف (لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا) إما عنق الزجاجة (bottle neck )وفق المفهوم السياسي فهو يعني الفترة الحرجة. ومن هذا المنطلق يبدو أن استحقاقات الفترة الحرجة باهظة الثمن والتكلفة في ظل وجود مراكز قوى ما تزال تحتفظ بكامل قواها وإمكانياتها وترى في المرحلة المكناة بالانتقالية مجرد استراحة محارب وبالتالي حان الوقت للوثوب والتوثب بغية الإمساك بغنيمة الحكم عبر الخروج من عنق زجاجة الحوار والفترة الانتقالية ومع اقتراب نهاية الفترة الرئاسة ومؤتمر الحوار تحاول قوى النفوذ التقليدية الآن توجيه رسائلها القوية والبروفات التكتيكية على طريقة( المناورة العسكرية)لإعداد في ساعة الحسم واقل ما يمكن الظفر به هو عدم المساس والاقتراب مجرد الاقتراب من مصالحها التي اكتسبتها من موقعها في السلطة أو تحالفاتها المشبوهة طوال فترة حكمها وغنائم حروبها بالذات على الجنوب وصعده ؛.
الآن وجد الرئيس عبدربه محاطا وبالأصح محوطا بكل هذه القوى التي لن تأبه لحاجة قوى ثورة النصف كم(نصف ثورة) ومتطلباتها طالما والأمر مرهون بمنطق القوة قوة المال والسلاح والجاه والنفوذ والتحشد مع سابق عهد ولاحق بتقاسم ولاءات قوات مسلحة وأمنية مقسومة الولاء والطاعة وهنا أثبتت حوادث التفجيرات والاقتحامات لمواقع سيادية للدولة حجم الاختراقات للمؤسستين العسكرية والأمنية لدرجة تهديد رأس النظام وهذا متأكد من وقيعة العرضي ( وزارة الدفاع )حتى تبين للرئيس فداحة الخطر المحدق وضراوة و استشراس الطامحين بالنيل من رأس النظام وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن هذه القوى ما تزال لديها الكثير من الأوراق التي تكد بها مارات (المارمي )في اللعب ولو استدعى الأمر تمرير وتبادل بعض الأوراق من تحت طاولة الرئيس وبنعمر ومؤتمر الحوار وإظهارهم في حال المخدوعين المضحك والمضحوك عليهم هذا في حال استخدام قواعد اللعبة بالوسائل غير الشريفة.
إما إذا تطلب الأمر تسخين عنق الزجاجة بالنار لاقتناص فرصة استباقية الشاطر فيها من يبادر بتعمير أدوات ضرب النار و التسخين ولو بشماعة القاعدة أو(القوى الآثمةّ)كما هي حالة الشهيد الحمدي أو لجم قوة الحراك بضربة استباقية (إسقاط أبين )بيد (أنصار الشريعة)إذ أن لكل من هذه القوى قاعدتها الخاصة بها إما في حال توافقها على اقتسام الكعكة كما توافقت ,واتفقت في حرب صيف 94م على الجنوب أو حروب صعده فالأمر لا يمنع من مفاجآت من العيار الثقيل كون سجلها حافل بتحالفات مصلحية - ليس إلا- بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية كما ظلت تتشدق بها وبالتالي فهي تنظر للأمور من زاوية الربح والخسارة اوالبزنس وهذا ما عبر عنه مؤسس علم الاجتماع (ابن خلدون )في مقدمته الشهيرة في وجوب تحريم الجمع بين التجارة والحكم وإلا فعلى الدنيا السلام