إهداء إلى أسرة ووالد ورح الشهيد عادل نزار التركي تقوقع رجل بدائي يدعى (جندي/عسكري) وفق المصطلحات الحربية والعسكرية على مصفحته فارشاً وواضعاً يديه المرتعشة على سلاحه ليطلق منها رصاصة (دوشكا) تستقر في رأس طفل قال: (إن الرجولة ليست قطع غيار) كرسالة لأمساخ الرجال من الجنوبيين المطبلين مع صنعاء وجحافلها.
سقط الطفل مضرجاً بدمائه وهرع الشباب إليه في محاولة لإسعافه ولكنه فارق الحياة في المستشفى.
الطفل هو عادل نزار التركي شهيد منصورة عدنالمنصورة والجنوب بإذن الله. ولكنه قبل أن ينتقل إلى جوار ربه اخبرنا: (الرجولة مالهاش قطع غيار) وهي شعاره على صفحته في الفيس بوك.
ونشر اقربائه واصدقائه صوراً له وهو يلوح بيديه بشعار النصر أو الشهادة, وهاهي امنيته تتحقق بالشهادة, ومن دمه الطاهرة سيكون النصر والخلاص بإذن الله.
كان الطفل عادل نزار واقفاً في إحدى الشوارع بعد خروجه من المسجد وبالرغم من علمه بخطر هذه الأماكن الملتهبة التي حصدت الكثير من الأبرياء, إلا انه لم يخف لم يهرب لم ترهبه مصفحة وجنود يتمركزون بجوار شرطة المنصورة والتي حصدت روحه فيما بعد.
استشهد عادل وخيم الحزن والغضب على أسرته واصدقائه وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي, وكان والده صبورا ثابتاً شجاعاً ورجلاً حكيماً يعلم إن الرجولة "إن الرجولة ليست قطع غيار" - وهو شعار ابنه الشهيد عادل - وهو يؤكد للزميل عادل اليافعي: "ابني استشهد من أجل الجنوب".
لم تكن عدن قدا أفاقت وانتهت من تشييع الطفل محمد علي ناصر(12 عاماً) الذي توفى بأحدى مستشفيات القاهرة جراء إصابته الخطرة التي تعرض لها يوم الجمعة 20 ديسمبر عندما أطلقت قوة أمنية النار على مسيرة قتل على أثرها الطفل عمر البيتي (10 سنوات) ليلحقهم الطفل عادل نزار (11عاماً).
وما بين (12عاما) و(10سنوات) و(11عاماً) هناك ضربها وضعفها من دعوات ولعنات الأمهات الثكالى والمقهورات برحيل أبنائهن على القاتل والقتلة والمأجورين, على السفاحين والمجرمين, وبالأخص على بائعي ضمائرهم من الجنوبيين.
طفل يلحق طفل وشهيد تلو آخر وعزاء لا يتم إلا بعزاء آخر, انه القتل والقتل المضاعف حد تعبير الزميل النبيل نبيل سبيع في مقاله ((القتل المُضاعف .. والذي يقول فيه: وفي النهاية, لم يكن القتل المضاعف يحصدان أرواح المحتجين السلميين فقط, بل كانا يحصدان روح "الوحدة اليمنية" و"العلاقة الطيبة مع الشمال" على الأقل, فكل مسيرة تشييع لضحايا الاحتجاجات السلمية في الجنوب, كانت ولا تزال تشكل في نضري مسيرة تشييع لما من شيء نسميه "الوحدة" و"العلاقة الطيبة" بين الجنوب والشمال, الرحمة للضحايا والمحاكمة لقاتليهم)).
(عادل) و(محمد) و(عمر) من قبرهم يسألون: ترى من سيخبر بعض أمساح الرجال الجنوبيين المطبلين والمراهنين على صنعاء " إن الرجولة مالهاش قطع غيار ؟ ".