مما لا شك فيهأن الشتاءً يختلفُ إلى حدٍ كبير عن باقِ فصول العام ,ويرتبط بنفسية البشر بشكلٍ عام, والذي يُعِنيني هنا ارتباطه ببني العرب جميعاً, حيث أن الله جل في علاه قال" إلى فهم رحلة الشتاء والصيف". صدق الله العظيم . فالتقديم في الآية الكريمة لم يأتِ عبثاً بل لحكمةٍ ربانية تخص العالم ,وإن كان المقصود في الآية الكريمة العرب ,وعلى وجه التحديد "عرب قريش" للشدةٍ والقوة التي كانوا يتميزون بها في شبه الجزيرة العربية حيث كانوا يقطنون,وهنا بدأت مرحلة الامتزاج والتفوق في نفس الوقت ففي الشتاء قوة والعرب يُشهد لهم بالقوة هنا الامتزاج ,والتفوق يطول نوعاً ما شرحه ,فحين نُزِل القرآن الكريم كانت درجة التحدي من الله على الإتيان بمثله عالية.
وإن كان السبب في ذلك مدى اقتناع بني العرب بما يحتوي هذا القرآن الكريم في آياته من معلومات لا تقبل أدنى ريبمن ناحية العقل البشري ,وهذا السبب أيضا كان من العوامل المهم في إسلام الكثير من العرب ,فبعد إسلام الكثير من العرب أصبحوا يمتلكون قوتين, قوة العرب الأحرار وقوة الإسلام والتقرب من الله ,فهل ستفوق قوة الشتاء قوة العرب المؤمنين حق الإيمان؟
طبعا ومن غير نقاش لا ,وبدعوة خالصة من قلوبهم إلى الله تُشل قوة الشتاء في سمائها ,وهنا بدأت مرحلة التفوق فلا داعي للقلق من الشتاء مهما بلغت قوتها يا عرب, فقط ارجعوا إلى بارئكم من قلوبكم ,واعلموا أن فيكم الخير الكثير , فحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق" فهذا إن دل فإنما يدل على وجود الخير في باطنكم قبل ظاهركم ,وإن كثيراً من قصص علماء العرب المسلمين كانوا قبل إسلامهم قُطاع طرق,فقط تحتاج العرب إلى دفعة قوة تدمجهم في موطنهم الحقيقي والأساسي والمركزي وهو الإسلام بلا أدنى شك.