كان الهدف الرئيسي من تحقيق الوحدة اليمنية في عام 90م هو تحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن اليمني إلا أن هذا الهدف الأسمى بقي حبرا على ورق ولم يتحقق منه إلا ما هو عكسه تماما من فوضى وعدم استقرار في الشمال والجنوب معا ناهيك عن قيام نظام صنعاء السابق بمحاولة طمس هوية الجنوب والقضاء على كل ما يمتلكه الجنوب من مقومات اقتصاديه وبشرية بغية سيطرت الطرف الشمالي المنتصر في حرب صيف 94م على أراضي وخيرات وثروات الجنوب, وهذا مأتم فعلا لتلك القوه الغاشمة حيث حولت الجنوب الى غنيمة حرب وفيد رافعة شعار الوحدة أو الموت على مدار عقدين من الزمن لغرض الاحتفاظ بالغنيمة التي ورثتها عن تلك الحرب المفتعلة. هذه الوحدة الاندماجية التي أفشلتها وقضت عليها الحرب كانت وحدة بين كيانين أثنين هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وهما كيانان كانا ينعمان بالأمن والاستقرار قبل أن يتوحدا في كيان واحد وبعد الوحدة فقد المواطن في الشمال والجنوب أمنه واستقراره المعيشي إلا أن المواطن الجنوبي كان هو الأكثر تضررا بنهب ثرواته وأستباح أراضيه وتسريح موظفيه من قبل عصابات الفيد الشمالية العسكرية والقبلية. هذه هي الحقيقية المرة التي لا يختلف عليها اثنان والمتمثلة في الوحدة الاندماجية التي أدرك الجميع اليوم بأنها كانت قفزة فوق الواقع ولم تكن مبنىيه على أسس صحيحة فكان مصيرها الفشل والسقوط في مستنقع من الفوضى وعدم الاستقرار.
واليوم ظهرت خيارات أخرى بجهود دوليه هذه المرة للعودة بالبلاد إلى وحدة من نوع أخر يقوم على أساس اتحادي إلا أن الخطاء يتكرر في الصوت والصورة معا حيث وقعت ضمانات وحلول القضية الجنوبية في ورقتين فقط بمجموعة أشخاص كما وقعت الوحدة الاندماجية في ورقه واحده بشخصين فقط وكان الاتفاق بين هذين الشخصين في شراكه بقاله تجاريه او مزرعة دواجن !
أن مثل هذا القرار الصعب في مصير شعب ووطن كان ينبغي أن تدون اتفاقياته في ألاف المجلدات وملايين الصفحات وكان ينبغي أن يعرض على الشعب ليتم الاستفتاء عليه أولا قبل إعلانه والتباهي بتحقيقه من قبل مجموعة أشخاص كانوا سبب رئيسي في هدم هذا الحلم الجميل الذي كان ينشده ويتغنى به المواطن في الشمال والجنوب على حداء سواء,
وفي وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية يتكرر الخطاء مرة أخرى بعدم العودة إلا أصل وجذور المشكلة لحل هذه القضية حل عادل على أساس اتحادي من إقليمين لا ثالث لهما لان الحديث عن أكثر من إقليمين لن يؤدي إلى الأمن والاستقرار مثل نظام الإقليمين الذي سيكون أكثر امن واستقرار واقرب إلى الحقيقية بالعودة باليمن إلى دولة اتحادية من إقليمين وإما غير ذلك ربما يؤدي إلى صراع واضطرابات مستمرة من إقليم إلى أخر وعندها سيكون فشل الدولة الاتحادية جزاء بما عملته أيدي الساسة هذه المرة بتقسيم الجنوب والشمال أو أقلمة المتأقلم أصلا ويومها سيكون الحكم على ما تبقى من خيار للوحدة بالفشل المحتوم.