يجري مدير عام المنظمة الروسية للطاقة الذرية، الأربعاء، مع كبار المسؤولين الأردنيين محادثات تتناول التعاون المشترك في مجال الطاقة النووية. ومن المقرر أن يستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المدير العام لشركة "روس آتوم" الحكومية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو، كما سيستقبله رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية خالد طوقان.
وكانت هيئة الطاقة الذرية الأردنية أعلنت في عام 2013 فوز شركة "روس آتوم" في مناقصة إنشاء أول محطة نووية أردنية لإنتاج الكهرباء.
وأعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية في الأردن خالد طوقان في تصريحات نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 أن بلاده ستعمل على بناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم بواقع وحدتين في كل موقع بقدرة 180 ميغا واط لكل وحدة".
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن طوقان قوله: إن الأردن توجه للخيار الروسي لبناء أول محطة نووية في المملكة وسيعقبها مرحلة لاحقة لبناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم بواقع وحدتين في كل موقع باستطاعة 180 ميغا واط لكل وحدة.
لجنة استشارية وأوضح طوقان أن لدى هيئة الطاقة الذرية توجهاً لتشكيل لجنة استشارية دولية للبرنامج النووي الأردني تتكون من أقطاب الطاقة النووية وسياسيين وخبراء بيئيين من جميع أنحاء العالم تجتمع سنوياً وتتابع سير العمل والتقدّم في البرنامج وترفع تقريرها إلى الحكومة.
ويثير المشروع النووي الذي تعتزم الحكومة الأردنية جدالاً واسعاً على الساحة الأردنية، مع حملات رفض شعبية لإقامة اي مفاعل نووي على اي جزء من أراضي المملكة حيث دعا المعارضون له وبينهم خبراء إلى التخلي عنه خشية المخاطر المحتملة.
وكانت الحكومة الأردنية اتخذت قرارا استراتيجيا يقضي ببناء مفاعل نووي سلمي لأغراض توفير الطاقة ولأغراض البحث العلمي، حيث بدأ البحث عن انسب الأماكن كموقع لإقامته.
مفاعل في الجنوب وحسب المصادر الأردنية، فقد اتجهت أنظار المتخصصين لان يتم بناء المفاعل في المنطقة الجنوبية من الأردن القريبة من مصادر المياه القريبة مثلا من البحر الأحمر أو الميت كخيار منطقي، بسبب بعده عن المناطق السكانية والثروات والمصادر الطبيعية ولا يحمل مضامين خطره نسبيا كبيره
ويشار الى ان خبراء ومهندسين ومختصين كانوا عبروا عن رفضهم لإقامة المفاعل النووي في الأردن مطالبين الحكومة بالتراجع عن مشروع الطاقة النووية والاتجاه نحو الطاقة المتجددة مؤكدين على أن الأردن يملك من الثروات الطبيعية والقدرات ما يؤهله على إيجاد بدائل أفضل وأكثر مناسبة للواقع البيئي واحتياجات المملكة من الطاقة النووية وذلك خلال الورشة التي عقدتها شعبة هندسة المناجم والتعدين في نقابة المهندسين أمس بعنوان "البدائل الإنسانية للطاقة بديلاً للطاقة النووية".
ويرى الخبراء أن هناك مخاطر فنية كبيرة يكتنفها بناء مفاعل نووي محتملة وخطره (جراء الزلازل أو سوء إدارة، أو اي عمل إرهابي) وبالتالي فإن احتمالات المخاطر هائلة جدا.
وأشاروا إلى أن خطط الدول المتقدمة الإستراتيجية للتخلص من المفاعلات النووية على الرغم من أزمة الطاقة العالمية دليل واضح على ضخامة نتائج الكوارث النووية، واحتمالات المخاطر عالية لكونها ممكنة "لا بل تزداد في حالة الأردن الذي يقع في منطقة نزاع وأزمات دائمة".