ان المتتبع لتأسيس هذا البرلمان او ذاك سواءفي الجوار او الاقليم والعالم فانه يستخلص ان غالبيتها تأسست في ظل وجود دولة وعن طريق انتخابات لاعضائه في الدول الديمقراطية وبالتعين في الدول الديكتاتورية هذا من جهة ,ومن جهة اخرى نجد في مراحل تاريخية سابقة تاسسست برلمانات في مجتمعات كانت ترزح تحت الاحتلال ,على سبيل المثال لا الحصر جنوبنا الحبيب ابان الاستعمار البريطاني انشى المجلس التشريعي اي برلمان ,لكن هنا مثل هذه البرلمانات لاتخدم مجتمعها اطلاقا لسبب بسيط ..علاقاتها وارتباطها بالمحتل فأنها تخدم وتلبي مصالحه بكل تأكيد. في سابقة هي الاولى من نوعها وفي ظل الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الجنوبي وفي خضم النضال السلمي التحرري التصعيدي لشعبنا وكذا وفي ظل النقلة النوعية التي اعلنها شعبنا في مراحل نضاله والتي جاءت بدايتها بالدعوة التي وجهها ابناء وتحالف قبائل حضرموت للهبة الشعبية والتي سرعان ماستجاب لها كل ابناء وقبائل الجنوب كافة .
من هنا وفي ضوء كل تلك الاحداث والتداعيات التي يشهدها الجنوب ومايتعرض له شعبنا جاءت الدعوة للاعلان عن قيام البرلمان الجنوبي المؤقت.. اعضائه تم ترشيحهم من قبل مكونات جنوبية (ثلاتة مرشحين لكل مكون)مع ابقاء الباب مفتوحا لبقية المكونات للمشاركة فيه ,لائحته الاساسية تتضمن مواد قابلة للتعديل والاضافة..تحدد مهامه ونشاطه...الخ
وفي حين هذا الامر قد حضى بمباركة وتأييد العديد ,لكننا لاننكر بالمقابل ماتعرض له من حملة انتقادات وتشكيك بقصد ودون قصد ,تسألات عدة في اذهان الكثيرين بعضها تطرح بغرض المعرفة واخرى بغرض احداث البلبلة والاحباط . فالبرلمان الجنوبي تميز بعدد من المميزات منها استقلاله المالي اذ يتم تغطيت نفقاته والتي تدفع بالتساوي من قبل المكونات المشاركة فيه بالاضافة الى قبول الدعم والتبرعات المالية الغير مشروطة ,وكذا استقلالية القرار يمارس ويزاول نشاطه بما يخدم مطلب شعبنا اي بعيدا عن اي علاقات او ارتباطات مع اي طرف كان سواء مع نظام الاحتلال او مع اي اطراف تحمل اجندات مغايرة ومناقضة لمطلب شعبنا . النهج الديمقراطي يتجلى كما اوضحته اللائحة الاساسية في ممارسة ادائه ومزاولة نشاطه البرلماني كما عكس التوافق الايجابي مع خصوصيات الوضع الراهن والسائد في وطننا .
هنا وبالتاكيد سوف تتبادر الى اذهان الكثيرين العديد من التسأولات والشكوك حول هذا الامر وهذا شي بديهي لابد وان يترافق مع الاعلان عن قيام البرلمان .. التجربة الفريدة ابتكرها الجنوبيون في اعلانهم هذا رغم الظروف والمعاناة التي يمر بها وطننا وشعبنا الجنوبي ,اذ تعد تجربة فريدة ومتميزة هي الاولى من نوعها . شرعيته تنبتق من شرعية المكونات المشاركة فيه.
ممارسة ومزاولة نشاطه في مرحلة التحرير والاستقلال التي نمر بها حاليا يهيى كل الظروف المناخية المناسبة عند استعادة الدولة كما ان ممارسة نشاطه ومزاولة عمله ونحن تحت الاحتلال الا ان برلماننا الجنوبي مستقل عن امرته وليست له اي علاقة اوارتباطات معه ويتسم ادائه بالطابع الديمقراطي . وبالتالي فأن الحاجة ام الاختراع ..السنا بالفعل نحن الجنوبيون بحاجة لبرلمان يضم كوكبة من ابناء الجنوب تم ترشيحها من مكونات جنوبية عدة, سخرو انفسهم وجهودهم لوطنهم وشعيهم من المهرة الى عدن وباب المندب.
ألا يشكل ذلك ابتكارا جنوبيا خالصا ويعد تجربة فريدة هي الاولى من نوعها في العالم؟