تواصل السلطات اليمنية في صنعاء تجاهل اعمال القتل والابادة التي تمارسها قواتها في مدينة الضالع الجنوبية , خصوصا الاحداث التي شهدتها المدينة وراح ضحيتها العشرات بينهم نساء واطفال وتدمير منازل ومساجد ومستشفيات , وركزت تلك السلطات جهودها المالية والبشرية لحل النزاعات الاسرية في بلدات ريفية بشمال اليمني مما يؤكد تغاضيها حيال اعمال العنف والابادة التي يعترض لها سكان محافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ اعوام واشتداد وتيرتها مؤخراَ في مدينة وبلدات الضالع , ولم تقم تلك السلطات حتى اليوم بوقف قصف الجيش والأمن اليمني لمساكن المواطنين بالضالع , او على الاقل التحقيق في مجزرة سناح التي راح ضحيتها العشرات من المعزين في مقتل شاب برصاص قوات الجيش اليمنية ذاتها ". وقال مصدر يمني مسئول في صنعاء ل(عدن الغد) ان السلطات في صنعاء تعمل بكل وبشكل متسارع على حل الخلافات في محافظات الشمال من بينها الاقتتال الطائفي الذي تم ايقافه هناك مؤخرا والاتجاه صوب بلدات ريفية يعاني سكانها من مشاكل ثأر قديمة والعمل على حلها بالوسائل الودية والعرفية ".
وقال المصدر ان القوى السياسية في صنعاء تقوم بتلك الجهود الحثيثة من اجل حل مشاكل الشمال والتركيز على وقف دعوات استقلال جهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي باتت ترتفع خصوصا وان ما قال المصدر ان وسائل القمع لم تعد تجدي بل قد زادت من غضب الشعب في الجنوب".
وأكد المصدر نقلاً عن مقربين من زعماء قبائل في شمال الشمال قولهم ان " مشايخ تلك القبائل باتوا يستخدمون فزاعة انفصال الجنوب لحل مشاكل الثأر والاقتتال المتفاقم منذ عشرات السنين بين العشائر والقبائل".
وقال المصدر " قال لي مقرب من شيخ قبلي في صنعاء ذات يوم ان مطالبة الجنوبيين بالانفصال عنا كانت سببا في وقف الاقتتال بين العشائر والقبائل في عمران وصعدة وصنعاء , نحن في الشمال تخوفنا دعوات الانفصال في الجنوب وهذا الدعوات هي من تجعل القبائل وحتى السياسيين يتحدوا عندما تشتد المطالبات بالانفصال في الجنوب".
وأمس السبت كلفت السلطات اليمنية الحاكمة في صنعاء وزراء بارزون واعضاء في مجلسي النواب والشورى ومشايخ قبائل ورجال دين بالنزول الى بلدة ريفية تقع في محافظة ذمار الى الجنوب من صنعاء , لحل خلاف نشب بين اسرتين هناك وتسبب في مقتل عدد منهما".
وذكرت صحيفة الجيش اليمني (26 سبتمبر) السبت على موقعها الالكتروني " ان وزير الاوقاف والارشاد اليمني السابق القاضي حمود الهتار توجه مع عددا من أعضاء مجلس النواب والمشايخ والأعيان لوقف الحرب الدائرة بين بني معوضه وبني الشريفي وبني رسام مديريه عتمه بمحافظه ذمار التي نشبت بسبب خلافات سابقه والتي راح ضحيتها سبعه عشر شخصا وأصيب آخرون في المواجهات المسلحة التي اندلعت بينهم".
ونقلت صحيفة الجيش اليمني عن القاضي حمود الهتار قوله " انه تم التدخل لإيقاف المواجهات و حقن الدماء وإيجاد حلول جذريه بين الأطراف وذلك بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة "... منوها انه تم ايقاف الحرب لمده ثلاثة أيام على أن يتم إبرام صلح بين جميع الأطراف من قبل الوساطة القبلية والشخصيات الاجتماعية وأعضاء مجلس النواب لإيقاف نزيف الدم".. مبينا "ان هذه الخلافات تقارب عامين دون إيجاد حلول جذريه لإنهاء المشكلة".
وتسعى قوى في شمال اليمن الى فرض حلول تضمن بقاء ما تزعم انها وحدة يمنية مع الجنوب الذي يئن من وطأة استعمارها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي , ومحاولة التصدي لدعوات استعادة الجنوبيين لدولتهم.