في 25/ 1/ 2014م ستحدث مفارقة تربك هادي وتذهب بنظارته إلى الأبد وتوضع حد لفهلوة بن عمر وشطحاته ، وتهاجر حروف المبادرة الخليجية إلى غير رجعة، وتصاب القرارات القبلية لمجلس الامن في مكمن ، في ذلك اليوم سيعلن الشعب اليمني في صنعاء وفي بقية المحافظات اليمنية عن ( تنكره ورفضه وتخليه ) لنتائج ( حوار الحرب اليمني ) وتزامنا مع ذلك سيعلن الشعب الجنوبي في العاصمة عدن وفي بقية المحافظات الجنوبية تأييدهم ودعمهم والتفافهم حول مشروع ( المقاومة الجنوبية الباسلة ) للدفاع عن سلمية الثورة وشتان بين المشهدين: ففي المشهد الأول سيفشل مشروع ( حوار الحرب اليمني ) في مسقط رأسه وفي موطنه الاصلي للأسباب التالية :
1)الرفض المطلق من قبل مراكز القوى في صنعاء ( الدينية والعسكرية والقبلية ) لتلك النتائج التي تمس في مكانتها السيادية.
2)الرفض المطلق من قبل انصار الله الذين دفعوا ثمن مراهناتهم الخاسرة في حوار الحرب بأكثر من شهيد ، قتلوا جميعاً على ايادي مختصة في اسكات من يكشف بالدليل تزوير وثائق حوار الحرب.
3)الرفض المطلق من قبل المحافظات اليمنية المهمشة للنتائج لان القوى التي وضعت تلك الوثيقة هي تلك القوى العائقة لقيام الدولة المدنية منذ الستينات ، وهي نفس القوى التي قتلت الحامل السياسي للدولة المدنية المتمثل في ( ثورة الشباب اليمنية ) في عصرنا الحاضر .
4)الرفض المطلق من قبل الثقافة المهيمنة في صنعاء التي قد تتخلى عن نصيبها من الماء والهواء ولا تتخلى عن حقها التاريخي كما تزعم في ( الحديدة ، وتعز ، وإب ) الذي استلمته من تركيا بعد الحرب العالمية الاولى وهو الامر الذي ترفضه المحافظات المهمشة جملة وتفصيلا.
5)الرفض المطلق من قبل بعض القوى الخارجية لقيام دولة مدنية في صنعاء قد تتعارض مع بنية القوى الموالية لها او لمصالحها هناء اوهناك. و في المشهد الثاني سينجح مشروع ( المقاومة الجنوبية الباسلة ) للدفاع عن سلمية الثورة للأسباب التالية :-
1- وحدة المعاناة الجنوبية بفعل هيمنة الاحتلال على كل محافظات الجنوب ، أذ شكلت هذه المعاناة دافع قوي لقبول كل أساليب النضال التدريجية .
2- التمسك بقوة في مشروع التصالح والتسامح الذي جسده الجنوبيون دون غيرهم في القرن الواحد والعشرين الأمر الذي اقنع الغالبية العظمى وطمأنها في قبول أي خيار دفاعي مهما كانت مرارته .
3- اعتزاز الجنوبيين بثورتهم السلمية الهادفة إلى تحقيق ( التحرير والاستقلال ) ذلك الأمر الذي كسر حاجز الخوف ووفر القناعة بالتضحية ومهد الطريق لدى الكل في الالتفاف حول الخيارات الدفاعية الحاسمة.
4- الإجماع الجنوبي على عودة الهوية الجنوبية التي حرم منها الجنوبيون منذ عشرات السنين الامر الذي ولد وسيولد القناعة في الدفاع عنها بكل الخيارات الدفاعية .
5- إجماع كل نواميس السماء والأرض بما فيها قوانين ودستور دولة الاحتلال بحق الدفاع عن النفس شرعاً وقانوناً .
6- تأكيد النظام العالمي الجديد على حق الشعوب المحتلة في القيام بالثورات السلمية وحق الدفاع عن سلميتها اذا تم الاعتداء عليها .
7- اتفاق كل مكونات الثورة الجنوبية على كل ما يتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل واي تباين على أي امر ما يترك للاستفتاء بعد الاستقلال الجنوبي، مما سيساهم في الدفع نحو الالتفاف حول الخيارات الدفاعية .
8- اتفاق كل مكونات الثورة السلمية على شكل الدولة الجنوبية القادمة المحددة ب ( دولة مدنية فدرالية لا مركزية ) يسودها العدل والمساواة مع حق المشاركة للجميع فيها حتى الذين في سلطة الاحتلال الامر الذي ولد الطمأنينة لدى الكل في قبول كل الخيارات الدفاعية .
9- فتح ابواب الثورة السلمية لكل الجنوبيين دون استثناء بما فيهم الذين في سلطة الاحتلال وتطمينهم بأن الجنوب القادم للجميع الأمر الذي يبعث على الاطمئنان لدى كل القوى (الفاعلة والمناصرة والمتعاطفة) ولا يستفزها أي خيار دفاعي حاسم .
10- التدرج في أساليب النضال السلمي من ( ثورة سليمة إلى تصعيد ثوري إلى هبة ثورية شعبية إلى تثوير الحاضن الشعبي [القبيلة ،المرأة ،الموظفون،...] إلى المقاومة الجنوبية للدفاع عن سلمية الثورة إلى الثورة الشاملة إذا الزم الامر )، وهي الحقيقة المنطقية التي وفرت القناعة عند الكل للتعامل مع كل الخيارات الدفاعية بشكل تدريجي.