كانت مصر اليوم على موعد مع بداية وعودة حقيقية للإرهاب الممنهج، حيث استيقظ المصريون على صوت دوى الانفجارات فبعد ثلاث ساعات من اقتحام السيارة المفخخة لمديرية أمن القاهرة من قبل انتحارى، والذى تسبب فى مقتل 4 وإصابة 74 وفي أثناء قيام رجال الشرطة بفرض رقابة على باقى المنشآت الشرطية، قام أحد العناصر الإرهابية فى الثامنة والنصف بإلقاء قنبلة أعلى محطة مترو البحوث، حيث كانت تقف سيارة أمن مركزى لإنزال الجنود لإجراءات التأمين بشارع التحرير ومحطة المترو، حيث قام الإرهابى باستهدافها. وهو ما أسفر عن استشهاد أحد المجندين وإصابة 11 من القوات بإصابات بالغة وهو ما أصاب سكان المنطقة والمترددين على محطة المترو بحالة من الذعر والرعب نتيجة شدة الانفجار، والذى خرج على أثره سكان المنطقة من الشقق خوفا على حياتهم، خاصة أنه لم يكد يمر سوى بضع ساعات على انفجار مديرية أمن القاهرة وانتقلت القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة بإشراف اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وتم نشر رجال المفرقعات بالشارع ومحطة المترو. وبعدها بعشر دقائق انفجرت قنبلة بشارع الهرم أمام قسم شرطة الطالبية، وهو ما أدى إلى تهشم عدد من لوحات الإعلانات الموجودة بالطريق، وأصاب السكان ومستقلى السيارات بالرعب وفرضت أجهزة الأمن بالجيزة كردون أمنى حول المنشآت الشرطية والمهمة، ونشر رجال المفرقعات بالشوارع، ولم يأت المساء حتى وقع الانفجار الثالث بالجيزة أمام سينما رادوبيس بالهرم؛ مما تسبب فى مقتل شخص و إصابة 3 آخرين. أكد اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة فى تصريحات ل"بوابة الأهرام" أن ما حدث اليوم من استهداف لرجال الشرطة والمنشآت يزيدنا إصرارا على مواصلة محاربة الإرهاب الذى يستهدف الأبرياء ورجال الشرطة وممتلكات الدولة مضيفا بأن رجال المعمل الجنائى قاموا برفع آثار الحادث لتحديد العبوات التى انفجرت والتى تبين أنها بدائية الصنع وتم الاستماع إلى أقوال شهود الواقعة من مجندى الأمن المركزى والأهالى الذين تواجدوا بشارع التحرير، وأكدوا أنهم شاهدوا أن الجناة 4 أشخاص كانوا يستقلون دراجتين بخاريتين، وأنهم قذفوا السيارة بالعبوة لتنفجر فى لحظات وتقتل أحد المجندين وتصيب 11 بإصابات بالغة. وأضاف الشهود بأن الجناة اتجهوا إلى نهاية شارع التحرير مسرعين، ثم إلى شارع السودان ونتيجة سرعتهم، وخلو الشارع فى هذا التوقيت لم يتمكن أحد من اللحاق بهم فى الوقت الذى أمر فيه اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بسرعة قيام رجال المفرقعات بفحص المنطقة؛ ليتم إبطال قنبلة أخرى بمحطة مترو البحوث بالدقى قبل انفجارها بلحظات، ويقوم رجال المفرقعات بتمشيط باقى المناطق، فى الوقت الذى أكد فيه شهود العيان أن الجناة تتراوحت أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين، وأنهم كانوا ملثمين في أثناء إلقاء العبوة على سيارة الأمن المركزى، وهربوا باتجاه منطقة بولاق الدكرور. وبعد انتهاء صلاة الجمعة وفي أثناء قيام رجال الشرطة والمعمل الجنائى بفحص مكان الحادث فوجئوا بخروج جماعات الإخوان بالشارع وإغلاقه وهتافات ضد رجال الشرطة، وهو ما دفع الأهالى للتصدى لهم بقوة، ومشاركة رجال الشرطة فى منع هذا الفصيل من السيطرة على الشارع، بل قام أهالى منطقة الهرم بقذف مظاهرات الإخوان بالحجارة.