في ظل الانفلات الذي تعانيه البلاد بشكل عام الى جانب انتشار اسواق القات وتبعاتها في كل حارة وشارع وتفشي ظاهرة مضغ القات والشمة وملحقاتها بين اوساط الشباب والقصر واكتظاظ اللوكندات والارصفة والدكات بالشباب العاطلين عن العمل او العازفين عن مواصلة الدراسة، قامت (عدن الغد) بإجراء استطلاع التقت من خلاله عددا من الشباب والمختصين والمهتمين وطرحت عليهم الأسئلة التالية: في ظل انحسار الهوايات وشحة الامكانيات يعاني اغلب شباب اليوم من الفراغ والبطالة وقد انجر البعض منهم الى طرق الانحراف للترفيه عن النفس وللهروب من الواقع، فما الاوقات التي يطلق عليها أوقات فراغ وكم عدد ساعاتها تقريبا في اليوم وما الفترات الاشد خطورة؟ هل من الصباح الى الظهر ام من الظهر الى العصر ام من العصر الى المغرب ام من المغرب الى العشاء ام من العشاء الى منتصف الليل وحتى الصباح؟ وما هي سبل الوقاية والعلاج؟ وما الهواية التي تراها مناسبة ويسيرة وتقترح دعمها في كل قرية وحارة لتقي الشباب من الهرولة الى اسواق القات او الشمة او المخدرات وغيرها؟ وما رسالتك للوالدين في المنازل؟.. وخرجت بالحصيلة الآتية:
استطلاع: عبدالله حيدرة قردع:
كانت البداية مع الاخ احمد السنسل (مراسل صحفي) الذي قال: اشكر (عدن الغد) على هذا الطرح المميز. واضاف هذه التساؤلات مهمة جدا وخطيرة، وهناك اسباب عديدة لكل ذلك، منها غياب الرقابة الأسرية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي السلبية وانعدام الندوات التوعوية بين افراد المجتمع وغيرها من العوامل التي اسيئ استخدامها وساعدت سلبا في انحراف الكثير من الشباب حيث وضع اغلب الشباب جل اهتماماتهم باللهو واللعب والجلوس فترات طويلة امام شاشات مواقع التواصل الاجتماعي والتجول في الجانب السلبي منها الأمر الذي عاد سلباً على المجتمع والاسرة والفرد. ومن وجهة نظري الشخصية ارى ان الحلول تكمن في تكثيف الندوات التوعوية الشبابية بتنشيط الجانب التثقيفي الاعلامي بجميع وسائله وإقامة العاب رياضية مختلفة "كرة القدم - كرة السلة وغيرها" والاهتمام بها ودعمها من قبل المنظمات الاهلية والحكومية كونها الهوايات المرغوبة لدى الشباب ويحبذ دعمها وتشجيعها.
وقال أيضا: رسالتي للآباء تكثيف الرقابة على الابناء والاهتمام بتنظيم اوقات الفراغ وتوزيعها او تفريغها في ما يعود بالنفع والفائدة على الفرد والاسرة والمجتمع.
من جهته قال الشاب ابراهيم علي محمد يسلم (طالب ثانوية عامة): لا شك في ان كثيرا من الشباب ساروا بطريقة ما صوب الانحراف بسبب الفراغ سواء لعدم حصولهم على اعمال مناسبة او تركهم وعزوفهم عن مواصلة الدراسة لأسباب مادية غالبا او نتيجة انجرارهم خلف رفقاء السوء وكان للوضع المزري والانفلات الذي تمر به البلد دور في تفاقم الحالة سلبا، الى جانب البيئة السيئة التي ينشأ ويتربى فيها الشاب في ظل انعدام البدائل كالاندية الرياضية وانتشار اسواق القات في كل حارة وشارع واهمال الاسرة لأبنائها في ظل هذا المحيط السيئ. واضاف: اما وقت الفراغ فهو كل ساعة ولحظة تمر دون انجاز اي عمل فيها، والاشد خطورة فترة الصباح ومنتصف الليل فوقت الفراغ صباحا يعني النوم في ذلك الوقت ثم السهر ليلا وخروج الشاب مع اصدقائه ليلا دون حسيب او رقيب وفعل كل ما يحلو له دون ادراك بخطورة ما يفعله، لذلك فإن نصيحتي لكل أب وأم ان يجعلوا تحركات ابنائهم لاسيما اليافعين ما بين 15 الى 20 سنة تحت المجهر كونها فترة المراهقة، وغالبا ما يحدد نجاح او فشل مستقبل الشاب في هذه المرحلة، والزام الابناء منذ الصغر بالعادات والتقاليد الحسنة كالصدق والامانة التي تجعل منهم ابناء صالحين وهذا ينعكس على المجتمع فيصير مجتمعا صالحا وايضا متابعة الاولاد والزامهم بمواصلة الدراسة دون كلل او ملل وجعل مستقبلهم العلمي نصب اعينهم، وكذا الحفاظ على تأدية الصلاة في اوقاتها، فهي افضل وقاية للشاب من الانحراف ولا بأس في الانشغال ببعض الالعاب الرياضيه المفيدة او انشاء مشاريع تنموية وتمويل بعض المشاريع الصغيرة بالقروض المحدودة من قبل الدولة وغيرها من المشاريع والاعمال التنموية البسيطة ذات المردود الكبير وهذا يتطلب تكاتف الاسرة والمدرسة والمجتمع والدولة، فالجميع معنيون ولن يسلم احد من مخاطره السلبية كما ان الجميع لابد أن يجنوا فوائده الايجابية.
الأخ اكرم محمد عبدالله الشمعي (دبلوم عال علوم مختبرات) قال: في البدء اشكر صحيفتكم المبدعة على هكذا طرح. واضاف: يمكن تقسيم الشباب الى اربعة اقسام: القسم الاول: متعلم دون عمل، وهذا يجب ايجاد عمل له وان لم يكن في مجال تخصصه ولا يجب تركه عالة في البيت.
القسم الثاني: عامل دون علم، ويجب تحفيزه بالوعي والفكر السليم ليستفيد من عمله. القسم الثالث: علم وعمل، ويجب الوقوف بجانبه والاستفادة منه.
القسم الرابع: لا علم ولا عمل، هذا يجب تشجيعه للتعليم او العمل وعدم اهماله حتى لا يعود بكارثة كبرى على اسرته والمجتمع. واضاف: جميع الاوقات التي يمر بها الشباب الذي يكون بدون علم او عمل تكون صعبة جداً.. وتكون ثوانيها ساعات وساعاتها اياما وايامها سنين.. ولذلك يسعى الشباب لكي يحرق الوقت بأي طريقة كانت ومن الطرق لحرق الوقت وضياعه عند الشباب هي: - النوم من الصباح الى الظهر - تناول القات من الظهر الى المغرب - السهر من بعد المغرب الى آخر الليل على التلفاز وتصفح الاخبار على النت والدردشة عبر المواقع الاجتماعية وتعد فترة المساء هي الوقت الخطير على الولد وبالذات الذي يترك منزله بالليل بحجة التسلي واللعب مع اصدقائه او الذهاب الى النت ويكون بعيداً عن اسرته وعن عيون العامة وتسول له نفسه الذهاب الى بعض رفقاء السوء حيث يستدرجونه ويستغلون وقته وطفشه بالتسلية عليه وادخاله في عالمهم عالم الهلوسة، لذلك نبحث للوقاية من هذه العادات السيئة بالاتي حسب تقديري الشخصي: - القضاء على النوم الى الظهر بأي طريقة سواء بالتعليم او العمل او الرياضة او غير ذلك - محاربة القات وتحديد يوم في الاسبوع للمدمنين فقط حتى يتم إيقافه تدريجياً بشكل كامل - تحديد وقت لتصفح النت والمواقع الاجتماعية ومتابعة الاخبار والتلفاز من ساعة الى ثلاث ساعات فترة كافية لتزويد الشخص بما يفيده في هذه المواقع التي هي قد تكون وسيلة من وسائل التعليم اذا احسن استخدامها وعلى هذا نبعث رسالة أولاً الى المدرسين والمثقفين عليهم انشاء ندوات وورش توعوية وإرشاد الشباب الى ما يفيدهم و تحذيرهم مما يضرهم ويضر مستقبلهم. والرسالة الثانية الى الحكومة ان وجدت والى الشركات الخاصة والتجار ان يقدموا فرص عمل للشباب بقدر الاستطاعة لكي نخفف من البطالة وعدم ترك الشباب على هاوية الانحراف.. والرسالة الثالثة مختصرة الى الآباء وأولياء الأمور عليهم الاصرار على ابنائهم ان يكملوا تعليمهم، واذا أكملوا تعليمهم البحث لهم عن عمل، واذا لم يكملوا تعليمهم البحث لهم أيضاً عن عمل أفضل من جلوسهم داخل البيوت فالجلوس داخل البيت يأتي بالملل والضيق للشخص ويدفعه الى تناول القات وتناول القات يدفع الى تناول الشمة والسيجارة وشرب السيجارة يدفع الى الحبوب والحبوب لها انواع ومراحل توصل الشباب الى عالم التدمير والتخريب والارهاب والى الموت المحقق.. كذا وضع رقابة عليهم سواء كانوا في المدرسة او في العمل حتى لا يقعوا في الفخ المليء بالاشواك والآلات الحادة والسامة المميتة التي هي بانتظار كل المراهقين فمنهم من ينجو ومنهم من يقع في هذا الفخ اذا لم يجد النصيحة والتوعية من الأب والمعلم والصديق المخلص.
وقال الاخ ناصر عبدالله لحمر (ولي امر): في البداية اشكر صحيفة (عدن الغد) على هذه اللفتة الطيبة. واضاف: ان الشباب هم عماد المستقبل وهم البناء النقي والسليم وبهم يتحقق الخير والامن والسلام وعليهم ان يتسلحوا بالعلم والمعرفة في مدرسة نطيفة بعيدا عن ثقافة الانحراف والمخدرات الدخيلة على مجتمعنا وعلى ديننا الاسلامي الحنيف.
وتابع: لقد اصيب مجتمعنا بامراض عدة منها الفساد والعادات والتقاليد السيئة والظواهر السلبية وانتشار البطالة وتعاطي القات في عمر مبكر، وكذا الحبوب والمخدرات وبالتالي التخلف والجهل الذي خيم على الاباء والابناء والاسر والمجتمعات والوطن عموما، واصبح القات والملذات الشغل الشاغل للكثيرين وقابله تقاعس وتجاهل الاساسيات بل وتخلى البعض عن مسئولياتهم بسبب تلك النزوات فمنهم من تخلى عن اسرته واولاده وهام في عالم الادمان.
وأرسل رسالة الى الاباء أكد فيها على الاهتمام بمتابعة اولادهم وبناتهم والتركيز على الجانب الديني كالصلوات في اوقاتها والجانب التعليمي بالاجتهاد في التحصيل العلمي فهم امانة ومسؤولية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". واوصي اولياء الامور بمعالجة السلبيات في مهدها وعدم تركها حتى تكبر وتستفحل ويصعب حلها. اما بالنسبة للهوايات فانصح بدعم وتشجيع اقامة الاندية الرياضية والثقافية المختلفة وتنظيم المسابقات التنافسية باستمرار وفتح وتشجيع مشاريع مهنية مختلفة لاستيعاب العاطلين عن العمل وكذا فتح معاهد تخصصية في الارياف ليتمكن الشباب من مواصلة التعليم عقب التخرج من الثانوية العامة.
في الختام تحدث مروان مسعود الحسني (لاعب نادي التلال والمنتخب سابقا، وحاليا موظف بمطار عدن الدولي) وقال: اعتقد ان السبب يعود الى حرب صيف 1994 التي اجتاح فيها الشمال الجنوب حيث فرضت واقعا جاء انعكاسا لها فتم الغاء كل ما هو جنوبي والابقاء على كل ما هو شمالي سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا، ولان دولة الجنوب كانت تعتمد على قوة القانون والنظام الموسسي والعكس لدولة الشمال التي كانت تعتمد على قانون القوة ولهذا فإن الجنوب لم يستطع التأقلم مع الواقع الذي فرض عليه بعد الحرب.
وأضاف: في اعتقادي ان الامور ستعود الى طبيعتها ان عادت دولة الجنوب لان شعب الجنوب كالسمكة التي لا تستطيع العيش الا في البحر فهم لا يستطيعون العيش بدون النظام والقانون.. ونصيحتي لهم ألا يتخلو عن عاداتهم وتقاليدهم وان يحافظوا عليها.. وممارسة الرياضة لانها مفيدة في كل الاحوال.. واعتقد ان ظاهرة انتشار القات ليلا والمخدرات هي المخيفة.. وسبل الوقاية منها يكون بمتابعة الأسرة لاولادها والنظر لمن يصاحبون أولادهم وعدم تركهم وخصوصا في سن المراهقة.