لماذا لم يقم الكورد دولة كوردية قومية الخاصة بهم أسوة بباقي الأمم سؤال يحير ويخطر في البال الكردي قبل غيره السبب بالاختصار هو خدمة أمم أخرى والإخلاص لغيرهم أكثر من أمتهم الكردية منذ عهود قديمة ،وال كورد مخلصون لجيرانهم ولأديان التي مرت في المنطقة ولعل عهد الإسلامي هو من أبرز العهود التي أبرق نجم الكورد فيها ففي عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي كانت نزعة دينية هي السائدة في تلك حقبة من زمن والصراع ديني كان طافياً ،من العراق خرج صلاح الدين بجيشه الكردي وسيطر على الشام ومصر والحجاز،بعد قضاء على ما تبقى من جيوب الدولة العباسية ،ووحد الجيوش الإسلامية تحت راية وهدف واحد ألا وهو تحرير فلسطين وبيت المقدس من الصليبيين ،استطاع دحرهم في معركة حطين الشهيرة،بعدما عجز العرب والمسلمون حوالي مئة عام من هزيمتهم لو تراجعنا قليلاً لنرى بأن الدولة الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي كان عربي طابع بالرغم حينذاك أيضاً كانت نزعة دينية هي السائدة ،هنا خدم صلاح الدين الأيوبي الدين والأمة الإسلامية بكل الصدق والأمانة. في عهد العثماني ،زعم أو ترأس العثمانيون الدولة أو الأمة الإسلامية لكن امبراطورية العثمانية كانت تركية طابع ،وال كورد في عهد العثماني كانوا ضباط وولاة وقادة لكنهم لم يفكروا بقوميتهم ومحمد علي الباشا والي مصر مثالاً . وفي ذروة عصر القوميات في الشرق للتخلص من نير الاستعمار ،الجميع ناضلوا من أجل قوميتهم وبناء دولتهم إلا الكورد ناضلوا تحت عباءة الوطنية في كل جزء من كردستان بعد فوات الأوان ظهرت نزعة قومية لدى الكورد وبعد جلاء الاستعمار بفضل سواعدهم ونضالا تهم من المنطقة ،وبعدما استلمت حكومات الشوفينية والفاشية والعنصرية السلطة بعد الاستقلال والتفافهم إلى الكورد واضطهادهم بسبب القومية،عندها بدأت فتيلة الثورات الكردية العسكرية والسياسية في سبيل تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي في كل جزء من أجزاء وكردستان. وبعد اندلاع الثورات (ربيع العربي) ووصولها إلى سوريا وما خلفت من القتل والدمار في حق الارض والإنسان من قبل نظام الاسد وما آلت إليه الأمور من الانقسامات السياسية المحلية والإقليمية والدولية حول الأزمة السورية فالكود بدورهم بدو منقسمين حول أنفسهم وهم في مختلف الطرق سائرون
إعلان مشروع الإدارة المؤقتة أججت الانقسامات بين المجلسين الكرديين بسبب رفض "الكردي "لهذا المشروع فهو يراه مشروع من طرف واحد وتم اقصائه عمداً بسبب انضمامه إلى الائتلاف المعارض بالإضافة قَسَمْ الإدارة ذاتية خليت من كلمة الكورد وكردستان وكما أنهم عازمون في تحديد نشيد وعلم خاص للأمة الديمقراطية هكذا تصبح الإدارة ذاتية غير واضحة المعالم وبعيدة عن مفهوم القومية السائدة في الشرق وللشعب الكردي الذي عان اضطهاد قومي وهي بتأكيد أدنى سقف حقوق الشعب الكردي ومن جديد سندخل في خدمة الأمم ،وهذه المرة تحت تسمية "الأمة ألديمقراطية ويبدو بأن الكورد سيبقون مخلصين للأمم أخرى وتطبيق ما تسمى بالأمة الديمقراطية كانت من ممكن الإتيان بها بالتوافق بين كافة جهات وبعد حصول الشعب والقومية الكردية على حقوقها أسوة بباقي الشعوب والقوميات ذات كيان مستقل بحكم ذاتي أو الفيدرالية أو الدولة والعبارة الأصح للأمة الديمقراطية ربما تكون الكونفدرالية تحقيق الكونفدرالية أو حتى الأمة الديمقراطية يكون بين الأقاليم والدول وليس ضمن إقليم واحد وبين شعب واحد وتاريخ واحد وأرض واحدة.