صمت المكان سكون الأرجاء تلك النسائم الباردة خيوط الشمس الدافئة ملامح الناس ضجيجهم وغدوهم ورواحهم كلها كانت تخفي شيء كانت تحمل بين ثناياها مفاجأة ذلك الصباح الهادئ تلك السماء الغائمة تراقص الفرحة في أحداق البشر وابتساماتهم كانت تكاد تنطق بأنك هناء وتصدح بضحكاتها فرحا بك لم يخذل السكون سوى الكلمات ولم يعجز الصمت غير الحروف ولم يخف المكان سوى حرصه عليك وإلا لنادوك وتغنوا بك ورقصوا طربا لرؤيتك فقدماك وطأت تربتهم وأنفاسك عطرت أجوائهم وضحكاتك أسعدت حزنهم ونورك شق غيابهم أنظر حولك تأمل كل شيء تفحص كل شيء فتش في ملامح الناس أبحث في دواخلهم حتما ستجدني أنتزعك منهم كي أحتويك كي أهرب بك أحلق بك بعيدا وأدثرك بذاتي لتظل معي وتسكن حنايا دواخلي وتستفيء ظلال جوانحي فربما تخمد حنيني وربما تذيب أشواقي وينجلي ليلي المظلم وتشرق شمس غدي وتعود الفرحة لي بعد أن غادرتني فهد البرشاء