لا شك ان انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع الذي انتظره شعبنا طويلا يعتبر حدثا هاما وبارزا ليس فقط في تاريخ ثورتنا السلمية, بل في تاريخ الجنوب منذ 1967. يعتبر المؤتمر الجنوبي الجامع الحدث الأكبر في حال انعقاده (الذي نتمنى ان يتم) في تاريخ شعبنا وثورته السلمية في طريق تحقيق اهدافها المتمثلة بالتحرير والاستقلال. و ان التفاعل مع المؤتمر الجامع من قبل جميع اطياف شعبنا الجنوبي والتهيئة لانعقاده والمشاركة الفعالية لممثلي جميع شرائح مجتمعنا الجنوبي فيه والعمل على تقييم مسار ثورتنا في المرحلة السابقة منذ انطلاقتها بكل أيجابياتها وسلبياتها في هذا المؤتمر الجامع وما سيتمخض عنه من نتائج بالطبع اهمها تشكيل قيادة من اهم شروطها الكفاءة والمؤمنة بالتحرير والاستقلال تمثل جميع اطياف الجنوب غالبيتها من الشباب , بالطبع سيعطي زخم جديد وشرعية وطنيه لثورتنا في التمثيل امام الاطراف الدولية وستعزز من صمود وثبات شعبنا في مواصلة نضاله حتى تحقيق اهدافه, كما ان تشكيل قيادة يتفق عليها الجميع ستؤدي بالتأكيد الى طمس الصورة التشاؤمية للإقليم والمجتمع الدولي الذي يتخوف من دعم قضيتنا في ظل خلافات حاده بين قيادات الجنوب والذي يرى المجتمع الدولي في تلك القيادات بانها قد تؤدي الى مستقبل مجهول للجنوب والمنطقة بشكل عام برغم عدالة قضيتنا وذلك بسبب عشوائية عملنا في السنوات الماضية . منذ انطلاق ثورتنا السلمية وما رافقها من ارهاصات والتعامل بثقافة الماضي في الاقصاء والتهميش والتخوين لمن اختلف مع الآخر في الرأي من قبل تلك القيادات التي للأسف لم تتحرر من ثقافة وقيود الماضي البليد والتي تكاد ان تعصف بالثورة.. بالتأكيد لن نستطيع ان نتخطى ونتجاوز كل تلك الاخطاء والارهاصات التي رافقة مسيرة ثؤرتنا الا من خلال المؤتمر الجامع والخروج بنتائج تعزز العمل المؤسسي والمنظم المفقود في المرحلة السابقة والتي ستجسد مفاهيم ثورتنا واهدافها, وتعزز ثقة شعبنا في مواصلة نضاله حتى تحقيق اهدافه. ان انعقاد المؤتمر الجامع وما سيتمخض عنه من نتائج تعمل على اعادة هيكلة الثورة بمقاييس علمية على قاعدة التحرير والاستقلال بالتأكيد سيعطي للثورة قاعدة وطنية, كما ان نجاح المؤتمر الجامع هو انتصار لقضيتنا وثورتنا واهدافها وانتصار لشهدائنا ونضال شعبنا بعد ان اثبت الواقع على مدى السنوات الماضية فشل العمل السياسي في الداخل والخارج ولم تستطيع القيادات مواكبة العمل الميداني, بل اصبحت تلك القيادات عبى كبير على ثورتنا ونضال شعبنا كادت ان تعصف بثورتنا. ان المؤتمر الجامع سيرسم خطط وبرامج لمسيرتنا النضالية في المرحلة القادمة بشكل مؤسسي على النهج الصحيح بدلا من عشوائية عملنا في السنوات الماضية, وسيتوج المؤتمر الجامع قطعا لنضال شعبنا بالنصر اذا اخلصنا النية تجاه شعبنا وتضحياته ووضعنا مصلحة الوطن فوق كل المصالح الاخرى وسيمحي فترة عقدين من الزمن عانا من خلالها شعبنا ما لا يعانيه شعب آخر من قبل احتلال لم يعرف له التاريخ المعاصر مثيل. نتمنى من الجميع خاصة الشباب التفاعل الايجابي وتهيئة الظروف لعقد المؤتمر الذي يعول عليه شعبنا ويأمل من نتائجه الى تعزيز وحدة صفنا ورفع معنوية ارادة شعبنا والخلاص من المحتل, وان نسعى جميعا الى تفعيل الجهود لإنجاز هذه المهام المنتضمه امامنا جميعا والتي ستلبي تطلعات شعبنا في وحدة قوى ثورتنا على قاعدة التحرير والاستقلال والوصول بثورتنا الى بر الامان وتحقيق اهدافها المتمثلة بالتحرير والاستقلال