يمر شعبنا الجنوبي في اخطر مراحله من تاريخه في هذه المرحلة الخطيرة والفاصلة وهو يتعرض لمؤامرة كبيره تهدف الى اجهاض ثورته واهدافها من قبل الاحتلال والعمل على ادخاله في دوامة صراعات متعددة الاطراف بمسميات مختلفه والعمل ايضا على تفكيكه وتحويله الى مدن وقرى تابعة لمناطق يمنيه عبر ما يسمى بالحوار. وحتى نحافظ على كياننا الوطني وهويتنا وتاريخنا ينبغي على جميع النخب الجنوبية الأسراع الى لم الصف الجنوبي ووحدته من خلال مؤتمر جامع يشارك فيه جميع الاطياف الجنوبية دون استثناء حتى نستطيع مواجهة تلك التحديات الخطيره وينبغي اخذ مسلك الحوار لحل قضايا مجتمعنا وهموم ومستقبل شعبنا بتقبل النقد مهما كان, وبذلك تتعزز قيم وحدتنا الوطنية الجنوبية لدى الفرد. وينبغي على النخب الجنوبية والشخصيات الوطنية العمل على ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية الجنوبية وتصوراتها الشرعية, بالإضافة الى دعوة المراكز البحثية لاجراء دراسات ميدانية لتحليل الأوضاع الحالية والمستقبلية فيما يخص قضايا وحدتنا الوطنية الجنوبية ونشرها على نطاق واسع في اوساط شعبنا الجنوبي.. ان تحرير الوطن وحمايته مسؤولية الجميع وان مواجهة المؤامرات والتحديات التي تحاك ضد شعبنا ومستقبل اجياله واعادة اللحمة الوطنية والغاء الثقافات المشبوهه والظلامية امر يجب ان يواحهه كل ابناء الوطن.. ان مواجهة كل هذه التحديات لن يتم الا بوحدة الصف من خلال عقد مؤتمر جنوبي جامع يشارك فيه مختلف اطيافه السياسية والأجتماعية ونحن لدينا امل كبير بالجهود التي يبذلها تيار مثقفون من اجل جنوب جديد وما انبثق عن لقاء المكلا الأخير في تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر جنوبي عام.. بلا شك يعتبر انعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي العام حدثا مهما وتاريخيا للشعب الجنوبي ففيه ستلتقي كل اطياف المجتمع الجنوبي بمختلف انتماءاتها السياسية والاجتماعية المؤمنة بالتحرير والأستقلال ووضع اسس لجنوب جديد ديمقراطي يتمتع فيه الجميع بالحرية والعدالة والمساواة.
وتأتي اهمية الحدث من اهمية النتائج المتوقعة منه وكذلك من خطورة عواقب فشله, حتى لا يكون كمن المؤتمرات السابقة.. وهنا يأتي السؤال: ما الذي نريده من هذا المؤتمر؟ فالمؤتمر سيحضره المئات من الجنوبيين من داخل الوطن وخارجه واذا لم يحسن المؤتمر والمنظمون في وضع الاولويات وتركيز النقاش نحو اهداف رئيسية محدده يمكن بكل سهولة فقدان البوصلة وانتهاء المؤتمر دون النتائج المرجوه وبالتالي تكون العواقب وخيمه على الجميع, لذا حرصت كأي جنوبي يحب وطنه ومستقبل أجياله ان انبه على هذا الأمر ونحن على موعد انعقاد المؤتمر الذي لم يحدد موعد بعد ان ادلي بدلوي فيما اراه من وجهة نظري نقاط ضرورية على هذا المؤتمر ان يركز:
1-ان ينبثق من هذا المؤتمر قيادة سياسية انتقالية مؤمنة بالتحرير والاستقلال تمثل وتجد القبول من جميع اطياف الجنوب الجنوبي السياسية منها والمدنية وتعهد اليها مهمة قيادة وتنسيق كل الجهود لنضال شعبنا السلمي منه اجل التحرير والاستقلال. هذا من اهم المخرجات التي يمكن ان يقاس عليها نجاح المؤتمر او فشله. وخروج مثل هذه القيادة سيعيد الثقة والأمل لشعبنا الصامد والثبات والاصرار والتصعيد في نضاله حتى يحقق هدفه المتمثل بالتحرير والأستقلال. كما ان قيادة كهذه يمكن بل مؤكد ان تحد دعما اقليميا ودوليا في الوقت المناسب وتتغيير نظرتها تجاه مستقبل الجنوب وامنه وامن المنطقه بشكل عام..
ولضمان قوة هذه القيادة واستمراريتها ككمثل شرعي للشعب لابد من استيعاب القوى السياسية والمدنية بشكل مرضي حتى تجد نفسها في هذه القيادة وبالتالي لا يكون لها مبرر للتغريد خارج السرب فيما بعد تشكيل هذه القياده, كما ينبغي اشراك الشباب بشكل اكبر وفعال لانهم يشكلون الاغلبية العظمى في الثورة ولولا صبرهم وثباتهم وتضحياتهم امام كل الصعاب والتحديات لما كانت ثورتنا اليوم بهذا الزخم.
2-ان يتفق المؤتمرون على معالم حكم الجنوب الجديد, فالمؤتمرون ومن يمثلهم لا يسعون فقط لتحرير واستقلال الجنوب وانما توضيح شكل النظام في الجنوب ما بعد الاستقلال, نظام تتوافق عليه مختلف مكونات الشعب الجنوبي من خلال مناقشة واقرار مسودة لدستور انتقالي.
3- ان يتم الأتفاق على خارطة طريق توضح المراحل التالية: مرحلة انشاء القيادة السياسية الوطنية الانتقالية مرورا بمرحلة التحرير والاستقلال الى ان نصل الى مرحلة ما بعد الاستقلال وهي مرحلة تكون حكومة منتخبه ديمقراطيا وانشاء برلمان والمصادقة على دستور دائم... والأتفاق على النقاط اعلاه يمثل من وجهة نظري نجاحا عظيما للمؤتمر وخطوة كبيرة من اجل التحرير والاستقلال.. ولا بد هنا من التذكير بالعواقب السلبية في حال فشل المؤتمر, فكما ان نجاح المؤتمر سيعيد الثقة بشكل كبير الى الشعب الجنوبي وقدرته على النضال بشكل اكثر اصرارا وثبات الا ان فشل المؤتمر سيعني الأحباط بعينه وفقدان الثقة بالقيادة المكلفه وسيأخذ ما تبقى من رصيدها لدى الشعب الجنوبي...
هناك بعض المحاذير التي لا بد من التنبيه عليها حتى نساعد على انجاح المؤتمر: سيكون هناك نقاش حول امور تتعلق بالماضي والحاضر من مثل المظالم والصراعات والاضطهادات ومن اقصاء وتهميش وغيرها التي حصلت في الماضي والتي لا بد من نبشها والنقاش حولها وهذا ليس من اجل نبش الماضي الأليم الذي دفنه شعبنا وطوى صفحاته بكل مأسيه من خلال التصالح والتسامح ولكن حتى تكون اساسا ننطلق منه ونستفيد منه لتصحيح المسار في الجنوب الجديد المنشود..كما سيتناول المؤتمر امورا تتعلق بالمستقبل من مثل اقرار مسودة الدستور والمرحلة الانتقالية ونظام الحكم وغير ذلك من الأمور المستقبلية.. والخوف من ان يجرنا الحديث عن ماضينا وحاضرنا الى اذكاء الصراعات الداخلية بيننا واشتدادها وبالتالي لا نتمكن من الانتقال الى الحديث عن مستقبلنا المشرق الذي نسعى اليه. اخشى ان نعلق في وصف ماضينا فلا نجد وقتا كافيا لرسم مستقبلنا, ارجو ان يضع المؤتمرون هذا الأمر في الأعتبار كما نتمنى من جميع الشرفاء في العمل الوطني والتحضير الجيد لانعقاد وانجاح هذا المؤتمر الذي نعول عليه كثيرا